ديفيد شينكر: عملية الأسد الصاعد ضربت التوازن في الشرق الأوسط

يبدو أن حملة “الأسد الصاعد” الإسرائيلية مُخطّط لها بدقة، وهي تستند إلى سنواتٍ من التحضير الاستخباراتي. فقد أوضح شينكر قائلاً: “بالفعل. بعد حرب 2006 مع “حزب الله”، بدأت إسرائيل استثمار موارد كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد أهداف لـ “حزب الله”. وقد طبّقت النهج نفسه مع إيران”. وأكد أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، التي شملت تصفية شخصيات عسكرية رئيسية، تُظهر خطة قتالية مدروسة ومبتكرة.
تأتي هذه التطورات في ظل توترات مستمرة في العلاقات الأميركية – الإيرانية وديناميكيات جيوسياسية معقدة. ولاحظ شينكر أن إدارة ترامب كانت قد “منعت” إسرائيل من القيام بأعمال عسكرية مباشرة ضد إيران. ومع ذلك، ومع فشل المفاوضات الدبلوماسية في تحقيق نتائج، غيّر ترامب مساره، مانحاً إسرائيل الضوء الأخضر لضرباتها الأخيرة، مع سعيه في الوقت نفسه إلى “الحفاظ على مسافة من العمليات”، مضيفاً أن ترامب لا يزال متفائلاً باستئناف المحادثات، وإن كان ذلك مع توقعات ضئيلة بالنجاح.
يشير شينكر إلى أنه في حين لا تزال طهران ملتزمة ببرنامجها النووي، فإن الخسائر العملياتية قد تُجبرها على إعادة تقييم استراتيجيتها. وقال: “تحتاج إيران إلى تقييم اعتباراتها وحساباتها الاستراتيجية الخاصة بعناية. يبدو أنهم مُلتزمون بطموحاتهم النووية. ومع ذلك، إذا أُجبروا على الاختيار بين نظامهم وطموحاتهم النووية، فإن الاعتقاد السائد هو أنهم سيختارون بقاء النظام… ولكن من الواضح أنهم لا يريدون التنازل عن البرنامج النووي. لا يريدون أن يروا أنفسهم يخسرون المقاومة، هم يريدون الردّ على إسرائيل… لكنهم قد لا يكونون في وضع يسمح لهم بذلك”.
قد تكون للتداعيات الأوسع لهذا الصراع آثار دائمة على الاستقرار الإقليمي. يتكهّن شينكر قائلاً: “إذا أدّت هذه الأحداث إلى انتكاسة كبيرة للبرنامج النووي الإيراني، فسيكون ذلك مُفيداً للاستقرار الإقليمي ويُعزز القوى المُعتدلة في المنطقة”. ومع ذلك، حذّر من أنه إذا تم تقليص قدرات إيران فقط بدلاً من القضاء عليها، فقد يدفعها ذلك إلى تسريع مساعيها النووية بدلاً من التراجع عنها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook