اليونيفيل ولجنة الإشراف: لزوم ما لا يلزم؟

ومن منظور الكيان الإسرائيلي فإنّ مهام قوات اليونيفيل الحالية باتت «لزوم ما لا يلزم»، لذلك تسعى عبر الإدارة الأميركية والأمم المتحدة إما لتعديل مهامها لتصبح قوة عسكرية ضاربة بخدمة أهدافها العسكرية والسياسية ولترييح جيشها وطمأنة مستوطنيها في شمال فلسطين المحتلة، وأما لسحبها من الجنوب واستبدالها بقوة ضاربة متعددة الجنسيات تدعمها أميركا للخلاص من أي عنصر قوة يمكن أن تواجه الاحتلال مستقبلاً في حال طال أمد الاحتلال.
وبالنسبة للبنان أظهرت وقائع الأشهر الماضية، ان قوات اليونيفيل تقوم بعملها بالتنسيق مع الجيش اللبناني وتراعي ظروف لبنان وحساسية الوضع السياسي الداخلي فيه، برغم بعض الثغرات والهفوات أحياناً، والتي تسبب إشكالات مع أهالي القرى الجنوبية لأنها حسب قول الأهالي تقوم بدخول وتصوير أماكن خاصة ليست من ضمن نطاق عملها، ومن دون مرافقة دورية من الجيش اللبناني بحجة ان عديد الجيش في الجنوب غير كافٍ، بينما عندما يحصل أي اشكال مع الأهالي تحضر دورية كبيرة من الجيش لفض الاشكال، وكان من باب أولى أن ترافق دورية اليونيفيل دورية صغيرة للجيش من 3 عناصر أو حتى عنصرين، لتبيان التنسيق القائم لا سيما في دخول القرى والأماكن الخاصة.
لكن بدا ان مشكلة لبنان مع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار أكبر بكثير من الاشكالات البسيطة التي تحصل بين اليونيفيل وأهالي الجنوب والتي يجري حلّها بسرعة وسهولة، ولجنة الإشراف باتت بنظر لبنان ولا سيما الجنوبيين من شعبه «لزوم ما لا يلزم» أيضاً، خاصة انها تفتقر الى آلية واضحة وعملية ومؤثرة لوقف الاعتداءات والخروقات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية، بل انها تغض النظر عنها واستغنت عن الاجتماعات الدورية المفروض أن تعقدها لمواكبة الاعتداءات ووضع حدٍّ لها، لا سيما بوجود الجنرال الأميركي المقيم في لبنان مايكل ليني وأمامه الجنرال الأعلى جاسبر جيفرز، حسبما أعلنت السفارة الأميركية، وباتت مهمتها تنفيذ طلبات إسرائيل حرفيا، وباتت أشبه بساعي بريد ينقل رسائل إسرائيل وطلباتها وشروطها للانسحاب الى لبنان، ولا تقوم بما يلزم حسب طبيعة تفويضها ومهامها لوقف العدوان وإلزام إسرائيل بالانسحاب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook