الجمهورية: حكومة الـ90 ثقة وما فوق اليوم… وواشنطن: النفط الإيراني خطر على لبنان
وطنية – كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: تتركّز الأنظار على جلسة الثقة اليوم، ليس من أجل معرفة ما إذا كانت الحكومة ستنالها أم لا، في اعتبار ان الثقة مضمونة وبأصوات ستفوق الـ 90 صوتاً، ولكن في سياق متابعة مسار الجلسة ومداخلات النواب ورد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث سينحصر الاهتمام والمتابعة بهذا اليوم الطويل قبل ان تباشر الحكومة اجتماعاتها الدورية وعملها الذي يخضع لمراقبة دولية ومتابعة حثيثة لدى الرأي العام الذي يعوّل عليه في اعتبارها الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة. فهل ستكون الحكومة التي ستنال ثقة البرلمان وتباشر أولى اجتماعاتها على قدر الرهان عليها؟
واذا كان حصول الحكومة الجديدة على الثقة النيابية في الجلسة العامة اليوم هو تحصيل حاصل، فإنّ الأمر الوحيد الذي سيكون موضع ترقّب يتعلق بنسبة الأصوات التي ستنالها، علماً انّ الرئيس نجيب ميقاتي يأمل بطبيعة الحال في منسوب ثقةٍ مرتفع، لتعزيز الانطلاقة الحكومية ومنحها زخما قويا.
لكن اذا كانت ثقة مجلس النواب مضمونة، فإن التحدي الأصعب الذي يواجه الحكومة يتمثل في كسب الثقة الشعبية وأصوات الناس، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق الّا من خلال التعجيل في بدء المعالجات لهموم المواطنين من نقص المحروقات الى الغلاء الفاحش وما بينهما من أزمات.
وعُلم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيحاول تكثيف كلمات النواب في يوم واحد مهما تأخر الوقت، بحيث لا تكون هناك حاجة الى جلسة أخرى، وذلك حتى تنطلق الحكومة في العمل فورا.
الاختبار الجدي
وقالت مصادر مواكبة للاتصالات لـ”الجمهورية” انّ الحكومة تدخل اعتباراً من هذا الأسبوع في مرحلة الاختبار الجدي لسلوكها وممارستها، والرصيد الذي يمكن ان تنتزعه يتوقّف على الأسابيع الأولى من عملها، فإذا أظهَرت جدية وتحولت خلية نحل من خلال اجتماعات مفتوحة ولقاءات ثنائية وزيارات خارجية وتمّت الاستعاضة عن المواقف والوعود بالخطوات العملية، فهذا يعني انّ إمكانية الخروج من الأزمة أصبحت متاحة، وفي حال تلهّت بالشكليات على غرار الحكومة التي سبقتها فهذا يعني ان الأزمة إلى مزيد من التردي.
ومن هذا المنطلق كل التركيز الداخلي والخارجي على انطلاقة الحكومة التي تحظى بفرصة طبيعية كأي حكومة أخرى ضمن ما يعرف بفترة السماح، وهذه الفترة تقلصت طبعاً مع الأزمة كون عامل الوقت لم يعد يسمح بالمماطلة، وبالتالي أمامها أسابيع قليلة جداً لتثبت عن جدارتها، فإمّا تنجح في هذا الاختبار أو تفشل، فيما تتقاطع معظم الأوساط على قدرة الحكومة على إحداث التغيير المطلوب بسبب تصميمها وجديتها من جهة، ونيات المجتمع الدولي تقديم كل مساعدة لها.
وفي هذا السياق بالذات تتحدث اوساط نيابية التقَت ميقاتي عن فرصة حقيقية للبلاد للخروج من الأزمة، وأكدت انه من الخطيئة بمكان تفويتها، كما تحدثت عن الجدية التي يتحلى بها ميقاتي بمتابعة الأمور، ونقلت عنه تصميمه على وصل الليل بالنهار وتحويل البلد إلى ورشة من أجل وقف الانهيار ووضع لبنان على سكة الإصلاح والإنقاذ ترجمةً للعنوان الذي اتخذته الحكومة لنفسها “معاً للإنقاذ”.
الراعي
وفي المواقف، أمل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس احتفالي في كنيسة سيدة ايليج في قضاء جبيل أمس، أن تعمل الحكومة “كفريق وطني واحد يعكس وحدة الدولة لوقف التدهور، والتصدي للعمليات المتواصلة لضرب هيبة الشرعية وكرامة الدولة ككل والمَس بنظامها الديموقراطي الليبرالي”. وقال: “لا يمكن أن تستقيم الدولة اللبنانية مع ممارسات أو مواقف تتنافى وكيانها ومؤسساتها، ويسمونها بكل بساطة نقاطا خلافية، وكأن حلها غير ضروري، من مثل حياد لبنان وعدم انحيازه، وتصحيح الممارسات المنافية للدستور واتفاق الطائف، والطريقة التي تم فيها إدخال صهاريج المحروقات بالأمس القريب، وإعاقة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت والتشكيك الممنهج بقاضي التحقيق، كأن المطلوب إيقاف التحقيق في أكبر جريمة”.
وأضاف الراعي: “ما يعزز أملنا هو أن الظروف الداخلية والإقليمية والدولية التي استولدت هذه الحكومة تسمح لها بالقيام بالمُلحّ الذي يحتاجه الشعب منها، وهو على الأخص:
– إجراء الإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، واستنهاض الحركة المالية والاقتصادية والمصرفية.
– تأمين العام الدراسي بكل ما يلزمه، ودعم المدرسة الخاصة على غرار الرسمية فلا يدفع المواطن ضريبتين.
– حل أزمة المحروقات والكهرباء، وإغلاق معابر التهريب على الحدود اللبنانية – السورية، ومكافحة الإحتكار والتلاعب بالأسعار.
– معالجة قضية برّادات التفاح منعاً من إتلافه.
– إنتشال لبنان من سياسة المحاور إلى رحاب الحياد في إطار لبنان الواحد، واللامركزية الموسعة.
– دعم القضاء اللبناني ليُنجز التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، بحيث يتم وفقاً للقوانين ومستلزمات العدالة، ولا أحد أغلى من دماء الشهداء، ودموع الأهل، وآلام الجرحى والمعوقين، وعاصمة لبنان بيروت”.
عودة
من جهته، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده خلال قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: “انّ ما نشهده في بلدنا هو طغيان حب الأنا، إذ إن كل طرف يريد مصلحته الشخصية فقط، على حساب عائلة الوطن. هذا ما جعل من العلاقة العائلية، بين الشعب والمسؤولين علاقة فاشلة، فاقدة للمحبة، مليئة بالكراهية والنزاعات. وكل ما ينطبق على العائلة الصغيرة ينطبق على الكبيرة، خصوصا من جهة حضور الله في العلاقات، والحرية التي يجب أن يتحلى بها أبناء الشعب الذي لا يعيش حاليا سوى الإحباط، والشعور بفقد الكرامة. عندما يكون الله حاضرا في حياة جميع مكونات الوطن من زعماء ومسؤولين ومواطنين، وعندما تسود المحبة والتواضع والصدق والوفاء للوطن، وتعم الفضائل يصبح البلد فردوساً أرضياً. لذا، ندعو الجميع إلى العودة إلى الله، عندئذ يستقيم عملهم وننجو جميعاً من الهلاك”.
بوحبيب و”Halliburton”
الى ذلك انشغلَ لبنان في عطلة نهاية الاسبوع بمتابعة ما اعلن من انّ وزارة الطاقة الاسرائيلية لَزّمت شركة “Halliburton” عمليات الحفر في شمال المنطقة الاقتصادية لإسرائيل الموازية للخط الجديد 29، الذي رسمه الجيش اللبناني شمال حقل “كاريش” النفطي.
واجرى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اتصالات شملت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة امال مدللي، وسفارة الولايات المتحدة الأميركية الدولة الراعية للمفاوضات بين الطرفين، طالباً التدخل لمواجهة تلزيم اسرائيل شركة “Halliburton” بموجب عقد جديد للقيام بأعمال التنقيب في منطقة قد تكون متنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، والتأكد من انه لا يقع في منطقة متنازع عليها بين هذين البلدين، بغية تجنّب اي اعتداء على حقوق لبنان، ومنع اي أعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها. وعلمت “الجمهورية” انّ بوحبيب، الذي رغب باستكشاف الموقف الأميركي مما جرى، أبلغَ الى الديبلوماسيين الاميركيين ان الإجراءات الإسرائيلية تهدد الامن الإقليمي نتيجة خروجها على القوانين الدولية مثلما تشكل اعتداء على الثروة الوطنية اللبنانية.
شيا في بيروت خلال ساعات
وعلمت “الجمهورية” ان السفيرة الاميركية دوروتي شيا الموجودة خارج لبنان منذ فترة ستعود الى بيروت في الساعات القليلة المقبلة، ما سيقود الى اجتماع مرتقَب بينها وبين بوحبيب، فور نَيل الحكومة ثقة المجلس النيابي اليوم او غدا على أبعد تقدير.
شكوى
وقدمت وزارة الخارجية اللبنانية شكوى لمجلس الأمن اثر ورود أنباء عن منح إسرائيل هذا الأسبوع عقوداً لتقديم خدمات تقييم تنقيب آبار غاز ونفط، في البحر لشركة Halliburton، في ما يسمى “حقل كاريش” في المنطقة والحدود البحرية المتنازع عليها، طالبة من المجلس في الرسالة التأكد من أن أعمال تقييم التنقيب لا تقع في منطقة متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، بغية تجنب اي اعتداء على حقوق لبنان وسيادته. كما طالبت بـ”منع اي أعمال تنقيب مستقبلية في المناطق المتنازع عليها وتجنباً لخطوات قد تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين”. نرجو من مجلسكم الموقّر إعلام لبنان بما تصل إليه نتائج تحققكم من حصول التنقيب في منطقة متنازع عليها أو العكس”.
قبلان
وفي هذا الصدد، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان إن “الضرورة الوطنية تفترض تعزيز قوة الردع الثلاثية في وجه تل أبيب، لمنع أي اعتداء على الحقوق النفطية للبنان، وبخاصة أنها إكسير حياته ويمكنها تحويله قوة اقتصادية نوعية”. وشدد على أن “الحل يبدأ بالتنقيب لا بمنعه مع إطلاق يد تل أبيب لنهب الحقوق البحرية للبنان ودفن إطار الاتفاق”. واعتبر أن “الشكوى لمجلس الأمن ضرورة شكلية إلا أنّ الحل بمعادلة وطنية وفق مبدأ العين بالعين: حقل تمار ولفيتان مقابل أي اعتداء على الحقوق النفطية للبنان”.
توضيحات ايرانية
وعشيّة الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة البيان الوزاري، سجّل تراشق اعلامي بين طهران وبيروت بدأ صباح أمس بتصريحات نقلت على لسان الناطق باسم الخارجية الايرانية قال فيها ان “شحنة الوقود المرسلة للبنان كانت بطلب من السلطات اللبنانية”.
وعلى الأثر، عمّمت مصادر ميقاتي ردا مختصرا اقتصر على كلمات مقتضبة جاء فيها إن “الحكومة اللبنانية لم تطلب أي شحنة وقود من إيران”.
لكن وكالة “فارس” الإيرانية نشرت تصريحا للمتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة قال فيه “ان ارسال الوقود الايراني الى لبنان جاء وفق عملية شراء عادية وطبيعية تماما من التجار اللبنانيين، مؤكدا انه لو ارادت الحكومة اللبنانية ا?ضاً شراء الوقود من ايران فإنها ستضعه تحت تصرفها على الفور”.
وقال خطيب زادة في تصريحه رداً على تصريحات رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي، الذي اعتبر ارسال الوقود الايراني انتهاكا لسيادة لبنان: “ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ملتزمة دوماً بدعم اصدقائها والحكومات الصديقة لها”. واضاف: “ان هذه العملية التجارية جرت بطلب من التجار اللبنانيين وهي عملية شراء عادية وطبيعية تماماً حيث تم بموجبها ارسال شحنة الوقود. انني لا أُبدي الرأي حول قضايا لبنان الداخلية لكن يمكنني ان اطمئنكم الى انه لو ارادت الحكومة اللبنانية غداً شراء الوقود منا لمعالجة مشكلات شعبها فإننا سنضعه تحت تصرفها”. وختم: “انّ السلام والامن والاستقرار في لبنان مهم لنا اكثر من اي شيء آخر، وسنساعد الحكومة اللبنانية ايضاً كي تحقق النجاح في هذا المسار”.
الى ذلك، أفاد موقع مختص بتتبّع حركة الملاحة البحرية أن إيران أرسلت ناقلة أخرى محملة بالوقود إلى لبنان. وذكر موقع TankerTrackers.com على حسابه في “تويتر” أمس، أنّ ثالث ناقلة إيرانية تُبحر الآن محمّلة بالوقود المخصّص لـ”حزب الله” لتوزيعه في لبنان.
موقف أميركي
في هذه الاثناء لفتت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية جيرالدين غريفيث، في حديث تلفزيوني، إلى أنّ “الادارة الأميركية فرضت عقوبات جديدة على “حزب الله” بمَنعه من استغلال الموارد اللبنانية، وتأمين تمويله ونحن نلتزم بتضييق الخناق على الحزب”.
ورأت غريفيث أن “ما يهمّنا هو ان يكون هناك في لبنان حكومة قادرة على القيام بدورها وتنفيذ الاصلاحات، ولا يخفى على احد ما يعانيه لبنان من أزمة طاقة وغيرها نتيجة سنوات من الفساد وسوء ادارة الموارد”. وأكدت أن “الادارة الاميركية سعت لإيجاد حلول مستدامة لحل أزمة الطاقة في لبنان، وإن استيراد المحروقات من دولة خاضعة للعقوبات لا يصبّ في مصلحة لبنان”.
وأضافت غريفيث أنّ “أميركا تتخذ إجراءات عدة ضد ايران واستيراد النفط غير الشرعي، ونحن مستعدون لمساعدة لبنان للتغلب على أزمة الطاقة، ولكن على السلطات اللبنانية أن تكون على استعداد لتقوم بدورها، واستيراد النفط من ايران والنشاطات المشابهة تُعرّض لبنان للخطر”.
كما أكدت “أنّ موقف الولايات المتحدة واضح، واستيراد النفط من ايران لا يصبّ في مصلحة الشعب اللبناني”، وقالت إن “أميركا على تواصل مع شركائنا في لبنان لتوفير دعم لمساعدة السلطات اللبنانية للقيام بواجباتها”.
ورأت أنه “من الواضح أنّ أمام الشعب اللبناني عدة احتياجات ملحّة، وبعض الاطراف، كـ”حزب الله”، وبدلاً من إيلاء الاولويات لهذه الاحتياجات، يخدم أنظمة خارجية كإيران”. واعتبرت أن “مسألة العقوبات على الحزب لا تقتصر على أميركا، بل المجتمع الدولي ككل بسبب نشاطاته المزعزعة للاستقرار، ولن نتردد في مساءلة “حزب الله” على أنشطته المزعزعة للاستقرار وعلى حساب الشعب اللبناني”.
قضية المرفأ
وفي قضية مرفأ بيروت، وعشيّة الجلسة التي كانت مقررة لاستجواب الرئيس السابق للحكومة الدكتور حسان دياب امام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار، كشفت مصادر دياب لـ”الجمهورية” ان الحديث عن وكالة أجراها دياب قبل سفره الى الولايات المتحدة الاميركية لأحد المحامين هو غير صحيح، وانّ أياً من مستشاريه ليس على علم بهذه الخطوة على الإطلاق.
وحول إمكان ان يكون قد وجّه رسالة من واشنطن عبر سفارة لبنان فيها، قالت المصادر نفسها ان المنطق يقول انّ اجراءات من هذا النوع قد تتخذ اياماً عدة وهو امر ليس ثابتاً، وان كان ذلك ممكناً علينا الانتظار اياماً عدة للتثبّت من هذه الخطوة التي لم يتبلّغها اي من فريق عمله او أفراد عائلته الموجودين في بيروت.
وكررت المصادر قولها انّ سفر دياب ليس له اي علاقة بموعدٍ حدّده قاضي التحقيق العدلي، فهو لم يتبلغ اي موعد قبل سفره. وان كان على علم به فمن وسائل الاعلام، قبل ان تقوم قوة من المديرية العامة لأمن الدولة بزيارة المبنى الذي يقطنه يوم الجمعة الماضي في بيروت لتبلغه قرار القاضي البيطار لتتأكد انه خارج البلاد.
الارتياب المشروع
وعلى صعيد آخر، عُلم انّ عدداً من المدعى عليهم لدى المحقق العدلي القاضي طارق البيطار في ملف انفجار المرفأ يتّجهون الى رفع دعوى ارتياب مشروع ضده، هذا الأسبوع على الأرجح، ما لم يطرأ أمر يستوجب تأجيلها.
كورونا
على الصعيد الصحي، سجلت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي حول تطورات فيروس كورونا 616 إصابة جديدة (591 محلية و25 وافدة)، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 618278 منذ شباط 2020. كذلك سجل التقرير 4 وفيات جديدة، لترتفع الحصيلة الإجمالية للمتوفين إلى 8236.
================
مصدر الخبر
للمزيد Facebook