أي مستقبل لعلاقة الثنائي – سلام بعد الاشتباك الأخير؟

لا تخفي مصادر الثنائي أن هذه المحطة كانت بالنسبة إليه إيجابية وواعدة ومطمئنة، لذا لم يكن أمرا عابرا أن يسارع رئيس كتلة نواب الحزب محمد رعد إلى الرد على تحية سلام بأحسن منها، مفصحا عن رغبته في لقاء قريب سرعان ما حدد موعده. ولكن الأهم في ضوء هذه المناخات الإيجابية هو مستقبل العلاقة بين الحزب والثنائي من جهة، وسلام من جهة أخرى، على نحو ينهي حال القطيعة والسلبية التي سادت خلال المئة يوم التي انقضت على نيل الحكومة الثقة وانطلاق رحلتها.
لم يكن في إمكان الحزب والثنائي عموما أن يظلا مستمرين في انتهاج سياسة التغاضي حيال المواقف اليومية التي كان سلام يحرص على إطلاقها، وخصوصا تلك المتصلة بالسلاح وحصريته. ويقول أحد النواب إن الثنائي كان يرى أن تلك المواقف، سواء منها الداخلية أو الخارجية، لا تتناسب مع موقعه كرئيس للحكومة، وأن الحزب والرئيس بري يعطيان أهمية أكبر لوحدة الموقف اللبناني الرسمي مع “هجمة” الموفدين إلى بيروت، إذ إنه أمر غير طبيعي أن يجد زوار بيروت سياستين وخطابين لبنانيين إزاء مواضيع وملفات واحدة، وأن يجدوا استطرادا افتراقا بين نهجين في الحكم في مقاربة كل الأمور الخلافية، فبدا الأمر كأنه تعريض بـ”ورقة القوة الوحيدة” التي يملكها لبنان والاستعداد للتخلي عنها من دون أي مقابل، وإبداء الاستعداد لمعاقبة حامليها بمفعول رجعي.
ويخلص المصدر إياه إلى أن “الثنائي” يدرك تماما حجم الضغوط التي تمارسها واشنطن على لبنان، كما يدرك التحولات والمستجدات التي فرضت نفسها بعد حرب الإسناد، “ولكن نرى ضرورة ألا يكون التعامل مع هذه الضغوط بطريقة الانصياع وعدم الاعتراض أو المناقشة، لأن ازدياد منسوب هذه الضغوط من شأنه أن يفجر الوضع الداخلي، وهو ما ليس من مصلحة الأميركي الذي يعتبر أن الوضع الحالي من صنع يديه، وأن إطاحته أمر لا يعود بالفائدة عليه”.
وفي كل الأحوال، يأمل “الثنائي” وفق المصدر عينه أن يكون سلام قد أيقن بفعل التجربة العملانية الأخيرة أنه ليس “بالضعف والهوان” الذي يجعله يقبل بأن يحاصر في الداخل، ويأمل أيضا أن تنفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة هادئة، وخصوصا أن الثنائي شريك في عملية انبثاق الحكم الحالي، سواء كان الأمر على مضض أو عن اقتناع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook