رئيس حكومة عادي في ظروف استثنائية

لكن أقل من أربعة أشهر من عمر الحكومة العتيدة أظهرت أنه رئيس حكومة عادي في ظروف استثنائية، وقع في كثير من المطبات، وأظهر تسرّعاً ونزقاً في التعاطي مع العديد من الملفات الحساسة، دائم التوتّر، يتهرّب من المواجهة بالانفعال، ويلجأ في أحيان كثيرة إلى افتعال معارك دونكيشوتية وإطلاق وعود غير قابلة للتنفيذ، كما حين طالب الرئيس السوري أحمد الشرع بتسليم «حبيب الشرتوني وقتلة كمال جنبلاط والمتهمين بالمشاركة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري». وعندما أجابه الشرع طالباً «تسليم قادة حزب الله الذين شاركوا في الحرب السورية»، وعده رئيس الحكومة بذلك، ولكنّ «الأمر يحتاج إلى أشهر».
كل هذا أدّى إلى تراجع الثقة بقدرة رئيس الحكومة على إدارة المرحلة الصعبة، وتقلّص مساحة الودّ بينه وبين معظم القوى السياسية، وخصوصاً الثنائي أمل وحزب الله.
رأى لبنانيون كثر أنّ الرئيس نواف سلام تأخـّر في إطلاق مواقفه الأخيرة من “حزب الله” وأنّه هادن “الحزب” بشكل مبالَغٍ فيه، وأنّه كان ينبغي اتخاذ خطوات أكثر صرامة في تصليب موقف الدولة من مسألة سلاح “الحزب”، ورغم ذلك لم يكن “الحزب” يعطي أيّ إيجابية لهذا الموقف المتأني للرئيس سلام، بل إنّه على طول الخط كان يسعى لإشاعة فكرة انقسام السلطة والتباين بين الرئيسين عون وسلام، وفي كلّ الأحوال، فإنّ الدولة اللبنانية تؤخّر المواجهة السياسية المحتومة مع “حزب الله” المستمرّ في التصعيد، وكان أحد أشكال تصعيده ما قاله النائب حسن فضل الله إنّه إذا استمرت الدولة في تجاهلها، فإنه لن يبقى مجال أمام الناس إلا أن يفتشوا عن الخيارات المناسبة للدفاع عن حياتهم ووجودهم”، وهذه إشارة صدامٍ إضافية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





