شبح الأمراض يهدد ثروة لبنان الحيوانية.. وتحذير من استهلاك بعض اللحوم والألبان

تكمن خطورة بعض هذه الأمراض، كالطاعون على وجه الخصوص الذي سجّل حالات نادرة جدًا في معظم أنحاء العالم بفضل التقدم الطبي والمضادات الحيوية الفعالة، بكونه مؤشرًا على انتشار كبير للمرض في البيئة المحيطة، وهو أمر لم يُسجل على نطاق واسع في لبنان في العقود الأخيرة، ما يستدعي أعلى درجات اليقظة والتدخل السريع.
ولعل أبرز هذه الأمراض التي قد تندرج تحت هذا الوصف هي الحمى المالطية (Brucellosis) التي تصيب الماشية، الأغنام، والماعز بشكل كبير، مسببة الإجهاض والعقم في القطعان، وخسائر اقتصادية فادحة للمربين. يمكن أن تنتقل إلى البشر عبر الحليب غير المبستر أو التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة.
كما أن حمى كيو (Q Fever) تصيب الأغنام والماعز والأبقار بشكل أساسي، فتنتشر هذه البكتيريا بشكل كبير في بيئة الحيوانات المصابة، ويمكن أن تنتقل إلى البشر عن طريق استنشاق الجسيمات الملوثة. ورغم أنها غالبًا ما تسبب أعراضًا خفيفة في الحيوانات، إلا أنها قد تسبب أمراضًا تنفسية أو أعراضًا مزمنة لدى البشر.
اما الباستوريلا، فهي مجموعة من الأمراض البكتيرية الشائعة التي تؤثر على الثروة الحيوانية بشكل واسع. تعتبرPasteurella multocida أحد الأنواع الرئيسية التي تسبب مشاكل تنفسية خطيرة تعرف باسم “حمى الشحن” في الأبقار، وتؤدي إلى التهابات رئوية حادة يمكن أن تؤدي إلى النفوق، خاصة في الحيوانات التي تتعرض لضغوط مثل النقل أو التغيرات المناخية. كما يمكن أن تسبب الباستوريلا التهابات أخرى في الأغنام والدواجن والأرانب، مسببة خسائر كبيرة في الإنتاجية.
تعتبر الباستوريلا من الأمراض التي يمكن السيطرة عليها جزئيًا من خلال التحصين والإدارة الجيدة للقطعان، والتقليل من عوامل الإجهاد التي تضعف مناعة الحيوانات. ومع ذلك، فإن تفشيها يمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للمربين اللبنانيين.
تتطلب حماية الثروة الحيوانية في لبنان من هذه الأمراض، نهجًا شاملاً يرتكز على جهود مشتركة بين وزارتي الزراعة والصحة العامة، تشمل التحصين، الفحص الدوري للقطعان، وتثقيف المزارعين حول الممارسات الصحية السليمة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان بهدف حماية الثروة الحيوانية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook