تفاصيل اللقاء القاتل بين كمال جنبلاط وحافظ الأسد.. محضر يُكشف لأول مرة

يشكّل محضر الجلسة المسرَّب شاهداً على مرحلةٍ طُويت، لكنّها كانت منعطفاً مهمّاً حينها، وأهميتها لم تنحصر في العلاقة بين لبنان وسوريا، بل أيضاً بين حافظ الأسد وكمال جنبلاط، اللذَين كانا لاعبَين كبيرَين في تاريخ المشرق العربي.
وما في يلي مقتطف من الحوار:
الرئيس: والله أنا بشوف أن موضوع الوقت مهم ولازم تبحثوه.
الرئيس(ضاحكاً): أنا بدّي إياك تروح من عندي وبعد ساعات يوقف إطلاق النار.
ك. جنبلاط: صدقني، مش راح يعملوها. فنحن سمعنا منكم 11 شهرًا ونحن روح وتعال ووَقّتوا إطلاق النار. وهم كل مالهم عم يتشجّعوا أكثر! لذلك هالمرة لازم ياكلوها (ياكلوا ضربة قوية) تمام ويشعروا أن أرجلهم مكسّرة، وساعتها بيصير التعاطي معهم أسهل علينا وعليكم، ومنقول: هالمرة يا الله وبعدين منشوف التفاصيل. ونحن نعرف الزُغُل تبعهم (أي غشهم).
الرئيس: بس أنا خايف ما يصير..
الرئيس: لا، في الحقيقة، الآن الموضوع مش موضوع رحمة.
الرئيس: لا، دول العالم بدها تطرحه.
ك. جنبلاط: منشان شو؟ ساعتها بتكون فرصة لنا لكي نشرح أنه في مسلمون مضطهدون في لبنان. ونحن ندعو إلى العلمنة او يعطونا حصتنا. فنحن لنا 60%.
الرئيس: معليش، لكن مجرّد التدويل…
الرئيس: لكن مجرّد طرح التدويل هذا شيء سيء! شيء سيّء.
الرئيس: لكنك غير قادر أن تقول في الأمم المتحدة إنك بدك تظلمهم بالمقابل!
ك. جنبلاط: لا، أنا ما راح قول انني بدي أظلمهم. نحن نقول أننا بدنا دولة علمانية او بدنا حصتنا. بدنا 60% وبدنا رئاسة الجمهورية.
الرئيس: بيقولوا لك نحن بدنا نعيش لحالنا.
ك. جنبلاط: مين بدّو يمثلهم؟
الرئيس: في الأمم المتحدة؟
الرئيس: والله هذه شغلات لن تنسى مع الزمن. لا تنسى! لأن أعمال القهر لا تنسى.
ك. جنبلاط: لازم يصير عمل عسكري حازم ضد الكتائب، بس ضدهم لوحدهم. لازم تتخلصوا منهم.
الرئيس: صعب يصير ضدهم لوحدهم، كيف بدّك تميّز؟!
ك. جنبلاط (ضاحكاً): هذا إلّا إذا كنا بدنا نصدق الشي اللّي عم بيتشيّع في لبنان بأن النظام السوري متفق مع الكتائب!
الرئيس: نحن بالفعل ضد القهر.
ك. جنبلاط: وهذا شو اسمه، الجيش.
الرئيس: صدقني، هم يوميًا عم بيبلّغونا غير هيك، وانا أعرف أن الكل عم يدفعوا قتلى ولا أحد عميقصّر. والخسائر عم توقع بالجميع. لكن، صدقًا، لمّا عم يتصلوا بنا، عم بيأكّدوا لنا على قوتهم. طبعًا بيجوز لسبب او لآخر. لكن نحن أيضاً عندنا عناصرنا في لبنان، وبعدين أسلحة الجيش موجودة عندهم بكميات كبيرة.
ك. جنبلاط: ونحن عندنا أسلحة جيش.
الرئيس: والعسكريون التحقوا لعندهم. ومثل ما عندنا نحن تشكيلات هم أيضاً عندهم تشكيلات قتالية.
الرئيس: فوق؟
ك. جنبلاط: وفي كسروان وفي المتن وفي كل محل. وبس ياكلوها عسكريًا منخلص ونرتاح وأنتم ترتاحون.
الرئيس: لا والله. أنا مع وقف القتال في الحقيقة. أنا مع وقف القتال، لأن بعد أن التقيت معك أن يستمر القتال هذا أمر بالنسبة لي فعلًا له معنى كبير. وحتى بالنسبة لشعب لبنان. أنا أعتقد مستحيل أن يكون الناس متوقعين أن ألتقي أنا وإياك لنتفق على استمرار القتال (ضاحكاً).
ك. جنبلاط: مش منشان هالشي، منشان أن أشرح لكم الوضع، مش أكثر من هيك. بدكم فعلًا تسمحوا لنا بالتخلص من هالمراكز اللّي كانت. وشي يومين – ثلاثة منكون خلّصنا عليها او شي جمعة زمان.
الرئيس: مستحيل، مستحيل أن نقدر نحن وإياكم أن نتابع وكأن العملية عملية عسكرية ساحقة.
ك. جنبلاط: مش سحق، سحق محدود!
الرئيس: لا أستاذ كمال، فهذا الأمر، حتى إنسانيًا، أنا لا أستطيعه. صدقًا لا أستطيعه. يعني ما بقدر شوف كل يوم مئات الأطفال، حتى الأعداء، حتى عندما نتحارب نحن واليهود، إذا ضُربت قرية عندنا نقيم الدنيا ونقعدها، وإذا ضُرِبت قرية عندهم يقيمون الدنيا ويقعدونها. (النهار)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook