90 امرأة بين 1045 مرشحًا: مشاركة نسائية لافتة في بلديات الجنوب

في جنوب لبنان، يحاول الأهالي تجاوز مآسي الحرب التي عصفت بهم قبل ستة أشهر، إذ تتجه الأنظار حاليًا إلى الاستحقاق الانتخابي المتمثل بالانتخابات البلدية والاختيارية المقررة يوم السبت في 24 من الشهر الحالي. وعلى وقع الركام وآثار الدمار، تتواصل التحضيرات في مختلف البلدات الجنوبية، ولا سيما بلدات قضاء صيدا الزهراني.

في هذا المشهد، تبرز المرأة الجنوبية كعنوان للصمود والنضال، فهي التي لطالما كانت في الطليعة رغم كل التحديات، وها هي اليوم تواصل مسيرتها، وتخوض غمار الانتخابات. وعلى الرغم من العراقيل المجتمعية والعائلية، ترشحت 90 امرأة (82 بلدية و8 اختيارية) من أصل 1045 مرشحًا، أي بنسبة تقارب 10%، وهي نسبة تُعد مقبولة في ظل واقع اجتماعي لا يزال يفرض قيودًا على مشاركتها الفاعلة.

لكن التحدي الأكبر لا يقتصر على الترشح، بل على ترسيخ الحضور النسائي في المجالس المنتخبة، حيث يمكن للمرأة أن تلعب دورًا حيويًا في رسم الأولويات التربوية والصحية والاجتماعية، انطلاقًا من دورها المركزي داخل الأسرة والمجتمع.

هذا ما تسعى إليه اتفاقية “سلمة: سوا من أجل المساواة”، التي أُطلقت في 15 نيسان 2025 في بيروت، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الأمم المتحدة للمرأة. وتهدف الاتفاقية إلى رفع نسبة تمثيل النساء في المجالس البلدية اللبنانية إلى 30%، مع تحقيق المناصفة الجندرية في موقعي رئيس ونائب رئيس المجلس البلدي، تعزيزًا للمشاركة الفعلية للمرأة في صناعة القرار المحلي.