آخر الأخبارأخبار محلية

تحذيرات أميركية: نزع السلاح قبل الانفجار…

كتب ابراهيم حيدر في” النهار”: انتقلت إسرائيل إلى مرحلة ثانية من الحرب على “حزب الله”، فيما لم تحرز الوساطة الأميركية أي تقدم للتوصل إلى تفاهمات بين لبنان وإسرائيل. وعلى الرغم من الإدانة الرسمية اللبنانية للاعتداءات، إلا أن الوضع الخارجي لا يشكل عامل ضغط على إسرائيل لردعها والانسحاب من النقاط المحتلة، حتى أن لبنان لا يستطيع تقديم شكوى إلى مجلس الأمن، ترجعها مصادر ديبلوماسية متابعة للموقف الدولي المناهض لـ”حزب الله”، إذ أن أي شكوى ستفتح أبواباً وضغوط ترتد على لبنان، أولاً عبر مطالبته بتطبيق وقف النار وتطبيق “حصرية السلاح بيد الدولة”، ونزع سلاح الحزب، وهو ما طالبت به نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس خلال اتصالاتها مع المسؤولين اللبنانيين.

 
وتفيد المصادر أن الموفدة الأميركية ستعود إلى بيروت حاملة هذه المرة مطالب أميركية حازمة في ما يتعلق بسلاح الحزب، إذ أن ما يعلن عن تغيّر في الموقف الأميركي وانعطافة للرئيس دونالد ترامب، أمر لا يبنى عليه، على الرغم من العلاقة المتدهورة بينه وبين بنيامين نتنياهو، فترامب يريد حلاً لغزة يواكب زيارته إلى السعودية، لكن موقفه من “حزب الله” أكثر تشدداً، وبالتالي، فإن الرهانات على ضغط أميركي لردع إسرائيل قبل حسم ملف السلاح، في غير محلها، إذ أن واشنطن تعتبر أن إضعاف الحزب وتجريده من السلاح هو من الأولويات، عدا عن أن الحزب بالنسبة إليها هو أحد أذرع إيران الرئيسية المسلحة.
وبينما لا يزال “حزب الله” يراهن على حدوث تطورات إقليمية ودولية ترفع الضغوط عنه، ويحاول أن يعيد بناء نفسه رغم ما يعانيه من أزمات تعكسها تباينات داخل غرفه المغلقة بين جناحين، الأول أمني لم يتمكن من إعادة سد الفراغ بعد الاغتيالات المتتالية، والآخر سياسي لا يختلف جوهرياً مع الأول إلا بإدارة المواجهة عبر مواقف أقل حدة، إلا أن الأخطار لا تزال ماثلة من استمرار الحرب الإسرائيلية ضده، ويبدو وفق المصادر الديبلوماسية أن الحزب لم يقرأ التحولات في لبنان والمنطقة، ولا تزال رهاناته الخارجية قائمة، فيما إسرائيل تسعى إلى تحقيق هدف نزع السلاح في شمال الليطاني بالقوة، وهو ما أشارت إليه أورتاغوس في وقت سابق وحذرت من أن عدم نزع السلاح قد يؤدي إلى انزلاق الأوضاع مجدداً بمزيد من الضربات الإسرائيلية.
 
وما يضع لبنان أيضاً في مأزق جديد، هو ما تشير إليه المصادر من عدم الاتفاق على اطلاق الحوار حول السلاح. والمشكلة هي أن الحزب يرفض البحث بسلاحه الذي يتعرض للتدمير من إسرائيل، لكن نسفه الحوار رغم مواقف رئيس الجمهورية جوزف عون الذي يرفض الانجرار إلى أي مواجهة مع الحزب، سيرتب أخطاراً كبيرة، وقد يعيد لبنان إلى حالة من القلق، إذ يدرك الحزب أن أنه لا يستطيع استخدام سلاحه المتبقي، علماً أنه نفسه لم يعد قادراً على التبرير ولا مواجهة المجتمع الدولي خصوصاً الأميركيين الذين يطلبون نزع السلاح كشرط أساسي لدعم لبنان. والخلاصة أنه أمام تعنت الحزب في ملف الحوار حول السلاح، واصرار المجتمع الدولي على حسم الدولة بحصرية سلاحها، تستمر إسرائيل في اعتداءاتها، ولا أحد يردعها، ما يعني أن الوضع الجنوبي سيبقى معلقاً في المجهول.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى