المفتي قبلان: الحل بدولة تبدأ من إغاثة الجنوب

وأتوجه لرئيس الحكومة السيد نواف سلام وأقول: البقاع لا يحتاج زيارات استعراضية، بل يريد تنمية وبرامج وفرص عمل ومرافق تربوية وإغاثية ووفاء بالوعود الحكومية من دولة عاشت على الكذب منذ نصف قرن.
وفي هذا السياق السؤال يطرح نفسه: عن أي دولة تتحدثون؟ وإسرائيل تنتهك صميم سيادة هذا البلد! وبعد ذلك يأتينا من يريد منا أن نسلم رأسنا وإمكاناتنا لدولة ضعيفة مشلولة، لا تملك قرار نفسها ولا يهمها من سيادتها إلا العراضات الفارغة”.
وتابع المفتي قبلان:”ولأننا نعيش في لحظة تاريخية، ولأن الدولة تتخلى عن ناسها وشعبها، لذلك لا لدولة مشلولة، أو غير مبالية، ولا لدولة تحتكر الأموال العامة بحسابها المصرفي دون إعادة استثمارها بالقطاعات الحيوية للبنان. والحل بدولة إعمار وإغاثة وسياسات وطنية تعتز بشعبها وكيانها وبعوامل القوة السيادية فيها”.
أضاف :”الحل بدولة تقول “لا” لأمريكا قبل إسرائيل، دولة تصر على تثبيت عوامل القوة الوطنية على الحافة الأمامية، لا الهروب والتذلل والتفرج على الانتهاك الصارخ الذي يطال صميم وطنها المعتدى عليه، الحل بدولة تبدأ من إغاثة الجنوب، لا التلطي وراء شعارات فارغة فيما عينها على الأثمان السياسية الابتزازية، الحل بدولة لديها أولويات سيادية وإعمارية واجتماعية، لا دولة ضرائب وتسول وهدر وفساد ومشاريع بهلوانية”.
وأردف المفتي قبلان:”ومن صميم الأزمة الوطنية أقول: هناك من يتعمد التنكيل بطائفة بأكملها، ويعمل على إضعافها ومحاصرتها وترويعها ومصادرتها وخنق أنفاسها، وهذا الأمر لن يكون لأحد، فنحن من قام بالبلد واستعاده يوم تخلى عنه الآخرون، وحذارِ حذارِ من القتل والإبتزاز والترويع السياسي والتطويق الحكومي، فحكومة لا تقوم بما عليها اتجاه الجنوب ليست حكومة، وحكومة عينها على رضا الخارج ودفاتر شروطه ليست حكومة، والصبر وصل إلى حد النفاد، والمنطقة تغلي بالأزمات، وما يجري بين الهند وباكستان يؤكّد طبيعة المنطقة الممزقة، والقابلة للانفجار السريع”.
وتوجه المفتي قبلان “لبعض الجهات الدولية” بالقول:”أحب أن أذكر بأن المقاومة في لبنان قوية وقوية، والكواليس لا تفيد أحدا، والتحريض عليها تحريض على كل لبنان، ولبنان بلا مقاومة ليس أكثر من فريسة تنهشها الذئاب، والغارات الإسرائيلية كل يوم دليل مطلق على ما نؤكد عليه.
وختم :”قيمة لبنان من قيمة سيادته وعيشه المشترك وشراكته الميثاقية وقرارِه الوطني المنيع أمام سيوف الخارج ولعبة الانقسام الوطني العامودي؛ ودون ذلك لبناننا يخسر صفة الدولة ويخسر قدرة قراره”. (الوكالة الوطنية)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook