أعنف الغارات التدميرية منذ اتفاق وقف النار وحزب الله يلوّح بالرد

التصعيد الإسرائيلي تمثّل بسلسلة غارات عنيفة على محيط النبطية أمس في استهداف لما ذكرت إسرائيل بانها منشآت تحت الأرض، بدا أشبه بعملية حربية نوعية كبيرة استخدمت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية قذائف ثقيلة خارقة للتحصينات على غرار تلك التي استعملت في اغتيال استهداف مقر الأمين العام الراحل لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله وأدت الى مقتله.
وبحسب” النهار” حصل هذا التصعيد النوعي في وقت لا تظهر فيه أي معالم بعد لإنهاء الوضع العالق عند حافة “وقف نار” بالكاد أخذ طريقه إلى الاستكمال بما يحصّن لبنان من تبعات لعمليات إسرائيلية متواصلة واحتمالات تدهور متجدّد لا يعرف مداه وحجمه، ما دام أي تقدّم لإنجاز تنفيذ القرار 1701 لم يتحقق فعلاً بعد. وإذ لوحظ انتفاء أي كلام متجدد عن تحرّك الوساطة الأميركية للدفع قدماً نحو تحرك ديبلوماسي جديد يحول دون تراجعات خطيرة على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، عُلم أن اتصالات كثيفة غير معلنة أجريت بين بيروت والإدارة الأميركية في الساعات الأخيرة تناولت أخطار ومحاذير التصعيد بعد الغارات العنيفة على النبطية وما يمكن أن تستبطنه من مزيد من التصعيد المماثل. الغارات على محيط النبطية أعادت رفع سقف المخاوف من الحجم الواسع للضربات الجوية التي استهدفت أكثر من 15 هدفاً دفعة واحدة بأطنان من الصواريخ والقذائف.
وحذر قيادي في «حزب الله» عبر” اللواء” من ان ما يحدث في الجنوب «ليس تصعيدا عابراً، بل يحمل مقدمات لانفجار محتمل قد لا يملك احد القدرة على احتوائه»، معتبرا ان «رد المقاومة مسألة وقت لا أكثر» كاشفا «ان الحزب ما زال يحتفظ بترسانة صاروخية متطورة وكبيرة، وتتجاوز في دقتها وفعاليتها ما واجهه العدو الإسرائيلي في السابق».
وكتبت” الاخبار”: لوحظ وجود استغراب لتصعيد العدو، في ظل إعادة تنشيط عمل لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتصريحات قائد القوات الدولية في الجنوب بأن إسرائيل تعرقل تطبيق الاتفاق بعدم انسحابها من النقاط المحتلة ومواصلة القصف والغارات. بينما كان الجيش يطلع الجهات الدولية على تفاصيل ما قام به خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث أنجز 90 من أعمال التمشيط في منطقة عمل القرار 1701، كما أبلغت قيادة الجيش الجانبين الفرنسي والأميركي وعواصم أخرى، بأن حزب الله يقدّم كل التسهيلات لعمل قواته في الجنوب.
وكتبت” الديار”:من ينّظر للضمانات الاميركية وينتظر ان تكبح الدبلوماسية جماح العدو الاسرائيلي، جاءه الرد بالامس من خلال سلسلة الغارات الجوية الكثيفة التي هزت منطقة النبطية بحجج واهية لا تنطلي على احد، وبرد الفعل الاميركي» البارد»الذي يمنح دولة الاحتلال «ضوءا اخضر» لاستمرار عدوانه . «فالحزام الناري» لم يكن له اي مبرر امني او عسكري كما ادعى جيش الاحتلال، فهذا الاستعراض بالحديد والنار يهدف الى الترهيب ويمعن في ضرب الاستقرار الداخلي المقبول نسبيا، وقد تزامنت الغارات مع تحليق الطيران الحربي فوق مطار بيروت، فيما واكبت المسيرات الاسرائيلية زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى البقاع والحدود اللبنانية –السورية.
اضافت” الديار”: تشير اوساط سياسية بارزة الى وجود خيبة امل جدية في بعبدا في ظل مراوحة الاتصالات الدبلوماسية مكانها، حيث تكررت بالامس الوعود الاميركية غير الجدية بتامين ضمانة مرحلية وتبين انها غير مبالية بالاعتداءات الاسرائيلية وحجمها الذي كانت خارجة عن المألوف، ولم يحصل الرئيس جوزاف عون خلال مروحة اتصالاته على اي ضمانة اميركية بعدم تكرارها او «كبح» جماح حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل، والاجابات الاميركية جاءت على الوتيرة السابقة وخلاصتها «سنجري اتصالاتنا مع الجانب الآخر». ولهذا لا يوجد اي مؤشر جدي على تخفيض التصعيد او تغيير مساره مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي جنوبا، كما بات واضحا ان للاسرائيليين اجندة معينة تعمل على تنفيذها سواء في لبنان او على الجبهات الاخرى وهي تبدو في سباق مع الوقت مع التغييرات المحتملة في رؤى ترامب للمنطقة خصوصا انه لم يقبل ان يدرج «اسرائيل» على جدول زيارته الاسبوع المقبل.
وكتبت” نداء الوطن”: الغارات الإسرائيلية، اتخذت أمس منحى مختلفاً منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، أشبه بعمليات عسكرية، حيث نفذ الطيران الإسرائيلي حزاماً نارياً عنيفاً وعلى دفعتين مستهدفاً الأودية والمرتفعات الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان.
العمليات العسكرية التي راح ضحيتها قتيل و8 جرحى، والتي استهدفت بحسب الجيش الإسرائيلي موقعاً لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لـ “حزب الله” في منطقة جبل الشقيف، ترافقت مع مناشير على شكل أموال مزيفة تتضمن رسائل ضد “الحزب”، رمتها الطائرات الإسرائيلية في عدد من مناطق الجنوب.
مصدر عسكري رأى عبر “نداء الوطن”، أن العملية العسكرية التي استهدفت تلة “علي الطاهر” في النبطية، قريبة من الحدود ولا تبعد أكثر من 10 كلم كما أنها مطلة على سهل مرجعيون والجولان، ومن المنطقي أن يخزن فيها “الحزب” صواريخ.
المصدر الذي لم يستغرب الضربات على هذه المنطقة، خلص إلى استنتاج رسائل ثلاث: الأولى موجهة إلى إيران والمجتمع الدولي بأن إسرائيل ماضية في ضرب اليمن ولبنان وحتى إيران إذا تحركت ضدها.
الرسالة الثانية موجهة إلى جمهور “حزب الله” لزيادة النقمة بسبب الدمار وعدم تمكنه من العودة إلى بلداته، أما الرسالة الثالثة والأهم، فموجهة إلى الدولة، لحثها على تطبيق القرار 1701 وإلا ستكمل إسرائيل غاراتها.
وبرأي مصدر سياسي، يحتم توسيع رقعة العمليات العسكرية في الجنوب، على الدولة، الإسراع في حصر السلاح وبسط سيادتها على كل أراضيها، لاعتباره أن الأولوية لنزع السلاح ومن بعده الإصلاح وليس العكس، خشية تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي ستكون هذه المرة مدمرة.
وكتبت” البناء”: بحسب أوساط دبلوماسيّة أوروبية فإن الغارات الإسرائيلية انتهاك للقرار 1701 ولتفاهم وقف إطلاق النار وتتحمّل «إسرائيل» مسؤوليته ما يعيق مهمة القوات الدولية والجيش اللبناني في الانتشار وإزالة المظاهر المسلحة، وبالتالي استكمال تطبيق القرارات الدولية، وحذّرت الأوساط عبر «البناء» من استمرار هذه الهجمات التي تفتح الباب أمام عودة التوتر الى الحدود. كما حذرت من توجه لدى رئيس حكومة «إسرائيل» الى توسيع عملياته العسكرية في لبنان لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي المأزوم والتوتر بين نتنياهو والرئيس الأميركي إضافة الى تقدم المفاوضات الأميركية – الإيرانية في روما نحو إعلان اتفاق في أي لحظة، ما يخلق وقائع جديدة في المنطقة قد تجبر نتنياهو على خيارات لن تكون في مصلحته، وبالتالي يختار خيار توسيع الحرب باتجاه لبنان أو سورية أو غزة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook