الانتخابات البلدية في لبنان: أول نجاح لعهد عون وتحوّلات سياسية قيد التشكل

هذا الإصرار يعني ببساطة أن الانتخابات النيابية في العام المقبل ستُجرى في وقتها، وهي رسالة مهمة في لحظة سياسية مأزومة. الانتخابات البلدية، رغم طابعها المحلي، تحولت إلى اختبار سياسي واسع، وخصوصًا في جبل لبنان، الذي يشكل ثقلاً مسيحيًا كبيرًا.
من هنا، سيكون لهذا الاستحقاق دلالة على توجّه الشارع المسيحي في المرحلة المقبلة. ففي الوقت الذي يحاول فيه البعض تضييق الخناق على “التيار الوطني الحر”، تسعى “القوات اللبنانية” لتحقيق خرق كبير على صعيد البلديات، ليتحوّل هذا الفوز لاحقًا إلى مكسب نيابي.
في المقابل، تشكل هذه الانتخابات أيضًا اختبارًا حساسًا بالنسبة ل”حزب الله”.فبعد الحرب، والخسائر التي أصابته انتخابيًا في أكثر من مكان، يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها فرصة لقياس حجم التراجع أو الصمود داخل بيئته. ومع غياب السيد حسن نصرالله عن المشهد، سيتّجه الأنظار إلى الأداء التنظيمي للحزب، وقدرته على استعادة موقعه بين جمهوره.
البعض يرى أن حزب الله، إذا ما نجح في هذه الجولة، قد يفتح الطريق امام اعادة تثبيت توازنات داخلية لم يستطع فرضها بعد الحرب الأخيرة.
يبدو أن الانتخابات البلدية هذه المرة ليست مجرد استحقاق خدماتي، بل جزء من لوحة سياسية أوسع، فيها اختبار للسلطة، وللأحزاب، وللخيارات المقبلة في البلاد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook