جنبلاط يتحرّك.. الدروز والعروبة أولويّة

وبعد خطّة تهجير الفلسطينيين من غزة، على اثر الحرب الدائرة هناك منذ 7 تشرين الأوّل 2023، وبعد وقف إطلاق النار في لبنان، واستمرار إسرائيل باحتلال 5 تلال استراتيجيّة في الجنوب وقصف الضاحية الجنوبية والعديد من البلدات اللبنانيّة، بات الهدف الإسرائيليّ الآن بعد سقوط نظام بشار الأسد، السيطرة على أراضٍ داخل العمق السوريّ، وزعزعة الإستقرار في المناطق الدرزية، مستفيداً من الخلافات والإنقسامات بين الأفرقاء السوريين، ووجود قوّات أجنبيّة على الأراضي السوريّة.
ومنذ هجوم “طوفان الأقصى”، وقف جنبلاط إلى جانب الغزاويين و”حزب الله”، وفتح منازل المواطنين في المناطق الدرزية لاستقبال النازحين الشيعة، على الرغم من أنّه لم يكن مُؤيّداً للحرب، ولا بفتح “الحزب” جبهة الإسناد. غير أنّ رئيس “التقدميّ” السابق أكّد ولا يزال أنّه يتمسّك بالعروبة وبالقضيّة الفلسطينيّة، ويقف ضدّ أيّ مُحاولة إسرائيليّة لقضم المزيد من الأراضي العربيّة، وتهجير الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، لذا، تحرّك بسرعة بعد سقوط الأسد، ورحّب بوصول أحمد الشرع إلى السلطة السوريّة، لتعزيز التعاون بين الرئيس السوريّ والطائفة الدرزيّة، وقطع الطريق أمام إسرائيل لعدم إستخدام الدروز لمصالحها الشخصيّة وتغيير هويّتهم.
فأولويّة جنبلاط هي الحفاظ على الوجود الدرزيّ في كلّ من لبنان وسوريا، وعدم ربط مصيرهم بإسرائيل، خوفاً من الحروب والنزاعات الطائفيّة. من هنا، أشار إلى أنّه مُستعدٌّ لزيارة الشرع مرّة جديدة، لتلافي أيّ توتّرٍ آخر بين القوّات السوريّة والدروز السوريين. فوفق مراقبين، يعتقد جنبلاط أنّ إنشاء علاقة جيّدة بين الطائفة الدرزيّة والسلطات السوريّة، يُعزّز الشعور بالأمان والإيمان بالدولة التي يُعْمَل على بنائها.
أمّا إذا لم تنجح مُحاولات التهدئة على المدى البعيد، فستقوم إسرائيل باستثمار ما يحصل مع دروز سوريا، عبر زيادة قصفها لقوّات الأمن ومواقعهم، وتعزيز الشرخ بين الطائفة الدرزية والحكومة السوريّة، علماً أنّ هناك زيادة في الأصوات في الشارع الدرزيّ السوريّ المُطالبة باللجوء إلى الحماية الإسرائيليّة، والإنفصال عن الحكم في دمشق، الأمر الذي يتماشى مع أهداف حكومة بنيامين نتنياهو بالسيطرة على المزيد من الأراضي، عبر ضمّ الدروز إليها.
وفي هذا السياق أيضاً، يتحرّك دروز إسرائيل للتأثير على خيارات الدروز في سوريا، عبر توجيه دعوات لهم لزيارة الأراضي المحتلّة في الجولان، واللجوء إلى تل أبيب لحمايتهم. فكثُرَت الأصوات لدى الطائفة الدرزيّة التي أبدت خشيتها ومخاوفها من أنّ يكون مصير الدروز كالعلويين في الساحل السوريّ.
وأمام المُخطّط الإسرائيليّ التقسيميّ الخطير في المنطقة، القائم على تعزيز النزاعات الطائفيّة، يُحاول جنبلاط مع الإدارة السوريّة الجديدة، مدّ الجسور بين الطائفة الدرزيّة والسنّة، إنطلاقاً من تجربته في لبنان، حيث تُعتبر علاقته بزعماء الشارع السنّي ممتازة. فبهذه الطريقة وحدها يُعرقل الأهداف الإسرائيليّة، ويُبقي الدروز ضمن الكيان السوريّ العربيّ.
وكان لافتا ليل امس صدور بيان صدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي جاء فيه:نتيجة الاتصالات التي جرت مع الدولة السورية ومع أطراف أخرى، تمّ التوصّل إلى اتّفاق بين الإدارة السورية وأبناء جرمانا على ترتيبات سلمية تعالج الإشكالات الحاصلة وتنزع بذور الفتنة.إذ نتوجه بالشكر لجميع الذين ساهموا في التوصّل إلى هذا الاتفاق، نأمل من جميع الأطراف المعنيّة الالتزام به بغية إعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة.
كما كان لافتا ايضا الاعلان ان شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى سيستقبل في دار الطائفة – في فردان عند الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم عددا من سفراء الدول في لبنان، للتداول ومتابعة الجهود المبذولة لوقف التدهور الامني في منطقتي جرمانا وأشرفية صحنايا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook