رياضة

بيروت تجري نحو الانتصار: 15 ألف عداء ونجم برازيلي في قلب العاصمة غدًا

 

من “قلبي سلامٌ لبيروت”، المدينة التي نزفت بالحرب لكنها ما انكسرت، عادت النبضات تتسابق في شرايينها، وعاد الناس يركضون لا للهروب، بل للعودة… من النهاية إلى البداية، تحت سماءٍ لا تزال تحمل رماد الغارات، لكنها تتّسع دائمًا للحلم.

برعاية فخامة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، عاد ماراثون بيروت في نسخته الحادية والعشرين ليؤكد أن في لبنان شعبًا لا يركع، بل يركض.

15 ألف عداء وعداءة من 38 بلدًا خطّوا خطواتهم على طرقات المدينة التي كانت بالأمس مسرحًا للقصف والنار، فصارت اليوم مسرحًا للفرح والانتصار. تسابقوا على درب واجهة بيروت البحرية التي ارتدت ثوبها الأبيض بعدما غطّاها الدخان، وركضوا جميعًا تحت شعار: “من النهاية للبداية ليبقى لبنان”.








شعارٌ لم يكن مجرّد كلمات، بل فعلًا حيًّا مجبولًا بالدموع والعرق والإصرار.

أسماء صنعت الفارق… ووجوهٌ أضاءت الحدث

في سباق الماراثون (أجانب)، فاز العداء الإثيوبي دريبا تسيغا في فئة الرجال بزمن ساعتين و2:15، متفوقًا على الكيني إيمانويل سيريم الذي حل ثانيًا بزمن ساعتين و2:17، فيما جاء الإثيوبي بيكيليه فيتيني في المركز الثالث.

أما في فئة السيدات، فازت الإثيوبية لميم أسيفا بزمن ساعتين و2:31، تلتها مواطنتها هوريسا ديغيلي في المركز الثاني، ثم هاوي ريغيسا في المركز الثالث.

أما في سباق الماراثون (لبنانيون)، فقد فاز طوني حنّا (لاتز ران) بالمركز الأول للرجال بزمن ساعتين و2:30، وجاء عمر أبو حمد (الجيش اللبناني) في المركز الثاني، بينما جاء سمير سلمان (الأنطونية) في المركز الثالث. وفي فئة السيدات، تصدرت شيرين نجيم (إنتر ليبانون) بزمن ساعتين و2:50، تلتها ميشيل بيدريزيك في المركز الثاني، ثم كاتيا راشد (لاتز ران) في المركز الثالث.

كلهم كانوا وجوهًا للقدرة على تحدي التعب وعبور الحواجز النفسية قبل الجسدية.. صوتهم، خطواتهم، وأنفاسهم، كانت الرد الأقوى: “بيروت ما بتموت”.

الحدث لم يكن مجرّد سباق، بل رسالة وطنية، إنسانية وعالمية تؤكّد أن لبنان لا يزال بلد الحضارة والثقافة والإبداع.

 

نجم برازيلي في قلب بيروت

ولأن لبنان لا يعيش فقط على الذاكرة، بل يصنع لحظاته الخاصة، فإن العاصمة على موعد يوم غد السبت 3 أيار مع لحظة استثنائية ضمن OMT Beirut Sports Festival، الذي انطلق في الفوروم دو بيروت ويستمر حتى 4 أيار، حيث يحلّ أسطورة الكرة البرازيلية روبيرتو كارلوس ضيفًا مميزًا ليشعل الحماس في قلوب اللبنانيين، ويؤكد أن بيروت، مهما تألمت، تبقى وجهةً للحلم، للحياة، وللرياضة.

 

من بيروت إلى العالم: نحن شعب لا يُهزم

“العرس” الرياضي في بيروت لم يكن مجرّد فعالية رياضية، بل ملحمة وطنية، رواها العداؤون بأقدامهم، وسُجّلت في ذاكرة كل من حضر، وكل من آمن أن بيروت، الجريحة دومًا، تختار أن تركض بدلًا من أن تتعثّر.

فمن قلبي سلامٌ لبيروت… المدينة التي تأبى إلا أن تبقى.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى