آخر الأخبارأخبار محلية

“حزب الله” يُحاصر “القوّات”… فهل تخسر المقعد المارونيّ؟

يتّجه “حزب الله” بخطى ثابتة نحو حسم المقاعد العشرة في دائرة البقاع الثالثة، التي تُعتبر من قلاعه الانتخابيّة والشعبيّة الوازنة. فقد نجح عام 2018، برفع عدد الحاصل إلى 18700، وهو في المرتبة الثالثة، من بين الحواصل الاعلى في الانتخابات الماضيّة. وقد نجح أيضاً “الحزب” مع حلفائه، بتسجيل عدد كبيرٍ من المقترعين الشيعة في الجنوب الثانيّة والثالثة، وصولاً إلى بعلبك – الهرمل. ومع خوض “القوّات اللبنانيّة” الانتخابات شبه وحيدة في الدائرة البقاعيّة، فإنّ “الثنائيّ الشيعيّ” يسير باطمئنان للفوز بكلّ المقاعد فيها قبل المعركة الانتخابيّة في 15 أيّار.

 
وفي السيّاق، سجّل “حزب الله” فوزاً مبكّراً على مرشّح “القوّات اللبنانيّة” النائب أنطوان حبشي، وذلك عبر التوصّل لاتّفاق مع مرشّحين على لائحة “بناء الدولة” بالانسحاب لصالح “الامل والوفاء” والمقاومة. فبعدما أعلن المرشّح الشيعيّ رامز قمهز، الذي كان متحالفاً مع حبشي إنسحابه من السباق الانتخابيّ، تلقّت لائحة “القوّات” ضربة أخرى، بانسحاب المرشّح الشيعيّ الثانيّ هيمن مشيك. في المقابل، ورغم أنّ حبشي نجح إلى حدٍّ ما بصياغة تحالفات مع شخصيّات شيعيّة في بعلبك – الهرمل، إلّا أنّها لا تحظى بالتمثيل الشعبيّ المقبول داخل الشارع الشيعيّ، كالذي كان يحوزه المرشّح السابق على لائحة “الكرامة والانماء” يحيى شمص، الذي نال 6658 صوتاً عام 2018.

 
وبالعودة إلى الارقام، يتبيّن أنّ حبشي لم ينجح وحده بتأمين حاصلٍ كاملٍ في الانتخابات السابقة. فلولا تحالفه مع “المستقبل” (النائب بكر الحجيري والمرشّح السنّي الاخر حسين صلح) والمرشّح الشيعيّ يحيى شمص لم يكن ليفوز بمقعده المارونيّ. ومع قرار الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركة تيّاره في الانتخابات، والحياة السياسيّة، والتوتّر القائم في العلاقة بين “القوّات” و”المستقبل”، ستفقد لائحة حبشي 17626 صوتاً، ما يعادل تقريباً حاصلاً. والجدير بالذكر أنّ الاخير نال 14858 صوتاً عام 2018، إلّا أنّه كان بعيداً بـ4000 صوتٍ من تحقيق الحاصل. ويسأل مراقبون، هل تكفي أصوات الاغتراب لترجيح كفّة حبشي على مرشّح “التيّار الوطنيّ الحرّ” المارونيّ، على لائحة “الثنائيّ الشيعيّ”، عقيد حدشيتي، وكيف ستتوزّع؟
 
في الجهة المقابلة، فقد نجح “حزب الله” بالمحافظة على نوابه الحاليين، والابقاء على تحالفه مع جميل السيّد، الذي نال العدد الاكبر من الاصوات في دائرة البقاع الثالثة بـ33223 صوت تفضيليٍّ، متقدّما على مرشّحي “الثنائيّ الشيعيّ” بفارق كبيرٍ. وبطبيعة الحال، فإنّ “حزب الله” و”أمل” مرتاحان لفوز علي المقداد، غازي زعيتر، إبراهيم الموسوي، إيهاب حمادة وحسين الحاج حسن إلى جانب السيّد. كذلك، فإنّهما سيستفيدان من عزوف الحريري، وعدم ترشّح شخصيّات سنّية بارزة على لائحة “القوّات” والمجتمع المدنيّ. وفوز النائبين السنّيين، ملحم الحجيري، وينال صلح، سيكون محسوماً لصالح “الثنائيّ”. بالاضافة إلى أنّ تركيز “القوّات” على حبشي والمقعد المارونيّ حسم سلفاَ مقعد الروم الكاثوليك لصالح لائحة “الحزب” و”أمل”.

 
ويبقى “الوطنيّ الحرّ” الرابح الاساسيّ من محاصرة “حزب الله” لـ”القوّات”. فهو قريب جدّاً من إعادة المقعد المارونيّ في بعلبك – الهرمل لكتلته النيابيّة، رغم أنّ هذا الفوز سيتحقق بالاصوات الشيعيّة، وسيتراجع تمثيل المسيحيين في هذه الدائرة مرّة جديدة. ويُشير مراقبون إلى أنّ لائحة “بناء الدولة” كانت الوحيدة التي تُشكّل خطراً على خرق لائحة “الامل والوفاء”. أمّا لوائح قوى التغيير، أو لائحة العشائر، فإنّها بعيدة عن تهديد “الثنائيّ الشيعيّ” في عقر داره، وخصوصاً وأنّه يعمل على زيادة عدد المقترعين في بيئته، بالتوازي مع التشاور مع المتحالفين مع “القوّات” لحثّهم على الانسحاب، علماً أنّ قاعدتهم الشعبيّة ليست بكبيرة، وكانت ربما ستُؤمّن فقط حاصلا واحداَ لصالح حبشي.
 
ويُرجّح مراقبون أنّ إنسحاب المتحالفين الشيعة مع حبشي لن يقدّم ولن يُؤخّر على مستقبلهم السياسيّ. فنواب “الثنائيّ الشيعيّ” مضمونون، ولا مرشّح من خارج “حزب الله” أو “أمل” سيكون قادرا على خرق أيّ من المقاعد الشيعيّة الستة. من هنا، فإنّ تقاربهم من “القوّات” يزيد من الخصومة مع بيئة “الثنائيّ”، ويُعزّز فوز حبشي فقط لا غير. وعليه، يرى المراقبون أنّ “حزب الله” يتوصل بسهولة إلى اتّفاق معهم للانسحاب من الانتخابات إنطلاقاً من هذا الاساس. ويُتابعون أنّ إطلاق النار الذي حصل خلال جولة رئيس لائحة “بناء الدولة”، الشيخ عباس الجوهري في إحدى بلدات بعلبك – الهرمل، شبيه بالذي جرى منذ فترة قصيرة في الصرفند.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى