آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الرفاعي: لمقاربة إصلاحية تضمن تمثيلا حقيقيًّا للناس وتعيد الاعتبار لروح الديموقراطية

وطنية- بعلبك- رأى مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي ان “ما تشهده بيروت من واقع انتخابي يكشف عن تحديات بنيوية تتداخل فيها اعتبارات طائفية وإدارية. فالصلاحيات الواسعة للمحافظ قد تحدّ من دور المجلس البلدي، وقانون المناصفة قد يقيّد تشكيل اللوائح خارج الأطر التقليدية، في حين أن اللوائح المقفلة تعيق التنوع والتمثيل الحر، ما يستدعي مقاربة إصلاحية شاملة تضمن تمثيلًا حقيقيًّا للناس وتعيد الاعتبار لروح الديمقراطية”.

واعتبر في خطبة الجمعة أن “الألم على غزة عبادة، والثبات في وجه المجازر ليس ترفاً، بل هو فريضة، فغزة اليوم تخوض معركة عن كل الأمة، وتصرخ بلسان كل من سُلبت كرامته. من يعيش الموت بأحبّته كل يوم له الحق في أن يصرخ ويحترق، وله على الأمة أن تحتضن وجعه لا أن تلومه على دمعه ودمه”.

وقال: “النصر في ميزان الله لا يُقاس بعدد الشهداء ولا بحجم الدمار، بل بالثبات على المبدأ، والصدق في الانتماء، والنور في الطريق. إن أصحاب الأخدود لم ينتصروا بجسد، بل خُلّدوا في كتاب الله لأنهم ثبتوا على الحق، وواجهوا النار بقلوب مؤمنة، لا برؤوس منحنية”.

وتابع: “غزة لم تُقتل لأنها قاومت، بل تُذبح لأن العالم تخلى عنها، والملوم ليس من رفع السلاح، بل من باع ضميره وسكت عن الجريمة. لا تلوموا من يدافع عن عرضه، بل لوموا من تخلّى عن أخيه وتركه وحيداً في ساحة الصراع. إن جبن المتخاذلين هو ما يطيل أمد المجازر”.

وأضاف: “المقاوم الذي يركض نحو الدبابة، والذي يسجد على ثرى المعركة، لا يفعل ذلك حباً في الموت، بل عشقاً للكرامة، وغيرة على الدين والأرض. هؤلاء هم الذين يفضحون أهل الهزيمة، ويكشفون زيف الشعارات التي لم تتعدَ الحناجر. إن البطولة الحقيقية تُربك أصحاب المقاعد الوثيرة”.

وأردف: “الطريق واضح، لا رمادية فيه، ولا منزلة بين منزلتين. إما أن تكون مع الأمة في جراحها وآمالها، وإما أن تختار البعد وتتعلل بالحكمة الباردة. إن زمن المجاملة قد ولّى، ونحن اليوم أمام خيار: إما أن نكون مع المقاومة بثبات ويقين، أو نترك لأعدائنا أن يكتبوا تاريخنا كما يشتهون”.

ولفت إلى أن “التاريخ لا يرحم، والأمم لا تنهض إن لم يكن لها قضية تحيا من أجلها وتموت في سبيلها. نحن لا نقدّس الأرض لذاتها، بل لأنها موطن العقيدة وبوابة السماء، ولأن فيها مسرى نبينا وبداية المعراج. هي أرض مباركة لا تعرف الحياد، ومن يقف على الحياد فيها فقد خان الأمانة”.

ورأى أن “كلّ معركةٍ بين حقٍّ وباطلٍ هي امتحان للقلوب قبل الساحات. فلتكن قلوبنا مع المظلومين، وأقلامنا سلاحًا، ومواقفنا شهادة حق لا تخاف في الله لومة لائم. هذا زمن تتمايز فيه الصفوف، فاختاروا لأنفسكم مكاناً يرضي الله ويرفع الرأس يوم تُعرض الأعمال”.

وختم الرفاعي: “ما يجري على أرض فلسطين ليس مجرد مواجهة عسكرية، بل صراع حضاري يطال ضمير الأمة، ويختبر مدى صدقها مع قضاياها. فالثبات اليوم موقف، والخذلان وصمة، ولا خيار أمام الشرفاء إلا أن يكونوا في خندق الحق بكل الوسائل الممكنة، ولو بالكلمة الصادقة والدعاء الصابر”.

                                                                    ==================

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى