الوكالة الوطنية للإعلام – علوان مثل الراعي في قداس على نية فرنسا: واجب الكنيسة أن تكون حاضرة في كل مكان لتحقق المصالحة بين البشرية وخالقها

وطنية – ترأس النائب البطريركي المطران حنا علوان ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، القداس السنوي التقليدي على نية فرنسا في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة المطران بولس مطر ، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو وأركان السفارة،الوزيرين السابقين زياد بارود وإبراهيم الضاهر وحشد من الفعاليات والمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، القى المطران علوان عظة البطريرك الراعي بعنوان:”المسيح قام حقا قام” قال فيها: “من التقاليد ذات المغزى الكبير أن يتبادل المسيحيون التهاني في عيد الفصح، قائلين لبعضهم البعض: المسيح قام، حقًا قام. وهم يعلنون بذلك حقيقة أساسية من حقائق إيمانهم، إذ يؤكدون أولاً أن قيامة المسيح محفورة في حقائق التاريخ، بفضل القبر الفارغ والكفن المطوي الموضوع في إحدى زواياه. وهم يشهدون أيضًا على سر خلاصنا الذي استحقناه بانتصار المسيح على الخطيئة والموت، وبعطية الحياة الجديدة التي قدمها القائم من بين الأموات إلى البشرية جمعاء”.
أضاف: “لقد تم خلاص هذه البشرية بالدم الثمين على الصليب، وتجددت بقوة القيامة، إلى حياة جديدة حيث يتحول العالم تدريجيا إلى ملكوت الله. وفي هذه الرؤية العالمية أراد الرب أن يؤسس كنيسته. بالنسبة لها، بدأ حياته العامة بدعوة الرسل الاثني عشر إلى اتباعه، الذين سيصبحون الأعمدة الاثني عشر لهذا البناء الجديد حيث سيتم الترحيب بجميع شعوب الأرض. وقد تلقت هذه الكنيسة نفسها من مؤسسها في يوم العنصرة رسالة أن تكون في العالم علامة عمل الله الخلاصي نحو جميع الشعوب. إن واجبها هو أن تكون حاضرة في كل مكان في العالم لتعلن وتحقق المصالحة بين البشرية وخالقها، وتعمل على نشر فضائل المصالحة بين الرجال والنساء كإخوة وأخوات في جميع أنحاء العالم، وإشعاع الفضائل الأخرى من العدالة والمحبة والوحدة في التنوع الغني للثقافات والحضارات”.
وتابع: “وفي هذه النقطة، يسعدنا أن ننضم اليوم إلى إخوتنا المسيحيين ومواطني العالم في التأمل حول الأمل الذي خصص له الأب الأقدس البابا فرنسيس العام الحالي 2025 من أجل عيشه بعمق. فلنشكر الرب في هذه اللحظة من وضعنا، لأنه اليوم يمكننا أن نستمد هذا الرجاء من ثلاثة مصادر عظيمة قادرة على تغذية هذه الفضيلة فينا.
– المصدر الأول نجده في الوثيقة التي وقعها قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر في دبي بشأن الأخوة بين جميع البشر. وينص على أننا جميعًا، بغض النظر عن انتماءاتنا، إخوة وأخوات لبعضنا البعض. ولكن كم من العوائق لا تزال قائمة أمام تبني هذه الحقيقة الخلاصية على مستوى العالم ولم يتم التغلب عليها بعد؟ كم من الكراهية لا تزال تفرق الناس، وكم من المصالح الفردية لا تزال تستعبد كرمنا؟ علاوة على ذلك، فإن القيم الإنسانية التي ينبغي أن تغذي هذه الأخوة تضيع في الحسابات السياسية والاقتصادية لقوى هذا العالم.
– المصدر الثاني الذي نجده في جهد الكنيسة التي تحركها الروح القدس. إن الكنيسة ملتزمة تجاه العالم وخلاص العالم في كل الظروف، وعليها أن تعمل معها من أجل العدالة، والتضامن، والحرية، وحقوق الأفراد والشعوب، باختصار، من أجل حضارة أكثر إنسانية، تؤمن بالحب والمغفرة. لا يزال زعماء هذا العالم يميلون إلى الهيمنة عندما يحتاجون إلى أن يصبحوا خدماً للشعب. ولهذا السبب فإن الكنيسة لا تتعرَّف على العالم، ولكنها لا تنفصل عنه. ويجب عليها أن ترفع صوتها دائمًا عندما يتعلق الأمر بخلاص البشر، أينما كانوا.
– المصدر الثالث نجده في الاحتفال بالأمل في هذه السنة اليوبيلية حيث يدعونا البابا إلى العيش تحت رعاية هذه الفضيلة السماوية. وجه البابا يوحنا بولس الثاني إلينا نحن اللبنانيين توجيهاً في أعقاب السينودس الذي اختتمه من أجل بلدنا، بعنوان “رجاء جديد للبنان”. صحيح أن لبنان لا يزال يعاني من المصائب التي تأتيه من الخارج ومن الداخل. لكن هذا البلد لن يتخلى أبدًا عن هذا الأمل الذي احتفظ به شعبه وقديسيه في نفوسهم النبيلة”.
وختم علوان: “اليوم نصلي من أجل استدامة وهدوء الصداقة الفرنسية اللبنانية. ليحفظ الرب فرنسا منارة أمل للسلام العالمي. وليكن لبنان رجاءً للإنسانية في الشرق الأوسط، حيث ندعو من كل قلوبنا إلى السلام على الأرض والسلام في السماء. آمين”.
============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook