آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الحداد ترأس قداس الفصح في كاتدرائية القديس بطرس الكاثوليكية في مرجعيون: أَملُنَا كَبيرٌ بالْعَهْدِ الْجَديدِ

وطنية – ترأس راعي ابرشية قيصرية فيليبس ومرجعيون وتوابعها للروم الكاثوليك المتروبوليت جاورجيوس الحداد رتبة قداس الفصح في كاتدرائية القديس بطرس في مرجعيون، يعاونه كاهن الرعية والكاتدرائية قدس الايكونومس الكسيوس ميلاد كلاس، بحضور حشد من المؤمنين.

وألقى عظة قال فيها: “لَمَّا انقَضَى السَّبت” (مر 16: 1) – وقد انقضى نهائيًّا هذا الرَّمزُ الدَّورِيُّ في زَمَنِنَا الْمَادِّي، وأَصبحَ بإِمكانِ حاملاتِ الطِّيبِ أَنْ يذهَبْنَ إِلى القبرِ عندَ طُلوعِ الشَّمسِ” (لو 16: 2)، واليومَ طلَعَتِ الشَّمسُ، شَمْسُ الْخَليقَةِ الْمُحَرَّرةِ من الْمَوت، شَمْسُ “اليَومِ” الَّذي لا مَساءَ له. “لِماذا تبحثينَ عن الحيِّ بينَ الأَمواتْ إِنَّهُ ليسَ هَهُنَا فقد قَام” (لو 24: 5). أَلْمَسِيحُ قَامْ …! هَذِهِ شَهَادَةُ الرُّسُلِ الَّذينَ عَاصَروا السَّيِّدَ الْمَسِيحِ وعَايَشُوه. بيْدَ أَنَّهُم لَم يُعْلِنُوا الْقِيَامَةَ مِنَ الْعَدَمِ، مِنْ تَصَوُّرٍ أَو خَيَال، أَو مِنْ رَغْبَةٍ ونَزْوَة، ولَمْ يُحَدِّثُوا البَتَّةَ كيفَ قَامَ الرَّبُّ يَسُوعُ مِن بَيْنِ الأَمْوَاتِ، لأَنَّ حَدَثَ الْقِيَامَةِ هُوَ مِن تَدْبيرِ الله الَّذي يَفُوقُ إِدْرَاكَ الإِنْسَانِ وفَهْمَهُ، ولَم يسْتَطِع الرُّسُلُ تَقْدِيمَ بُرْهَانٍ على حَدَثِ الْقِيَامَةِ سِوَى رُؤْيَتَهُم لِلْقَبْرِ الْفَارِغِ والأَكْفَانِ الْمَلْفُوفَةِ فيهِ الَّتي تَرَكَهَا النَّاهِضُ مِنَ الْقَبْرِ في الْيَومِ الثَّالثِ، وكَذَلِكَ رؤْيَتَهُم للسَّيِّد الَّذي تَرَاءَى لَهُم ولِلنِّسْوَةِ حَامِلاتِ الطِّيبِ عِدَّةَ مَرَّات. وهَذَا التَّدْبِيرُ الْخَلاصِيُّ مِنَ الله بِقِيَامَةِ الْمَسِيحِ قَد حَوَّلَ هَؤُلاءِ الرُّسُلِ “الْمُخْتَبِئِينَ خَوْفًا مِنَ الْيَهُود”، مِن جَمَاعَةٍ مُتَوَارِيَةٍ مُضْطَّرِبَةٍ وخَائِفَةٍ إِلى جَمَاعَةٍ شُجَاعَةٍ واثِقَةٍ بالْحَدَثِ ومُبَشِّرَةٍ بِهِ ومُتَحَدِّيَةٍ الْمَوْت. وهَذَا الإِنْقِلابُ بالْمَوْقِفِ لَهُوَ دَلِيلٌ سَاطِعٌ على قُوَّةِ قِيَامَةِ السَّيِّدِ الْمَسِيح بالنِّسْبَةِ إِلى الرُّسُلِ والْكَنِيسَة”.      

أضاف: “في عيدِ القِيامَةِ يَسْتَمِدُّ الْمُؤْمِنُ رَجَاءَهُ بِقِيَامَةِ الْمَوْتَى عَلى مَا جَاءَ في قَانُونِ الإِيـمَانِ النِّيقَاوي الَّذي نَحْتَفِلُ بيوبيلِ السَّبعِمِئَةِ سنَةٍ بعدَ الأَلْفِ في هَذِهِ السَّنَةِ الْمُباركة “ونَتَرجَّى قِيَامَةَ الْمَوْتَى والْحَيَاةَ في الدَّهْرِ الآتِي”، لأَنَّنَا بِقِيَامَةِ الْمَسِيحِ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ “وُلِدْنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ ولِمِيرَاثٍ بَرِيءٍ مِنَ الْفَسَاد” عَلى مَا يَقُولُ لنَا القِدِّيسُ بُطْرُس في رسالتِهِ الأُولى(1بط 1 : 3). ويَقُولُ الرَّسولُ اللاَّهوتِيُّ يوحنَّا الإنْجيليُّ في سِفْرِ الرُّؤْيَا : “هُوَذا مَسْكِنُ اللهِ مَعَ النَّاس؛ سَيَسْكُنُ مَعَهم، ويَكُونونَ لَهُ شَعْبًا، وهُوَ “اللهُ ـ مَعَهُم” يَكُونُ إِلَهَهُم؛ ويَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِم؛ ولا يَكُونُ بَعْدُ مَوْتٌ، ولا نَوْحٌ، ولا نَحيبٌ، ولا وجَعٌ، لأَنَّ الأَوْضَاعَ الأُولى قَد مَضَتْ” (رؤيا 21 : 3-4). تَطْبَعُ القِيَامَةُ فِينَا الْفَرَحَ والأَمَلَ والرَّجَاء، وتَغْرِسُ في أَعْمَاقِنَا الأُخُوَّةَ والْغُفْرَانَ والسَّلام، وتَحُثُّنَا على تَخَطِّي صُعُوبَاتِ الْحَيَاةِ وتَفَادي الشَّرِّ ونَبْذِ الْعُنْفِ والْقَسْوَةِ والأَنَانِيَّةِ والاسْتِئْثَار، وتَحُضُّنَا على التَّضْحِيَةِ والْبَذْلِ والْعَطَاءِ والرَّحْمَةِ، وتُؤَدِّي بِنَا إِلى عَيْشِ السَّعَادَةِ والسُّرُورِ والْفَرَحِ في عَالَمٍ يَطغَى عَلَيْهِ روحُ الشَّرِّ والْحُزْنُ والظُّلْمُ والأَلَم. فالقِيَامَةُ هِيَ الْبَابُ الَّذي يُخْرِجُنَا مِنَ الشَّرِّ إِلى الْخَيْرِ، مِنَ الْخِصَامِ إِلى الْمُصَالَحَةِ ومن العَدَاوَةِ إِلى الصَّدَاقَة”.

وتابع: “نَحْنُ اليَوْمَ أَبْناءُ الْحَيَاةِ، أَبْناءُ الْقِيَامة، نَحْنُ اليَوْمَ في بُسْتَانِ الْقِيَامةِ أَبْنَاءُ الْعَهْدِ الْجَدِيدِ بِدَمِ يَسُوع، أَبْنَاءُ يَسُوعَ الَّذِي يَهَبُنَا الْحَيَاة، نَحْنُ الأَحْيَاءَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ والْمُسْتَنِيرِينَ بِأَضْوَاءِ قِيَامَتِهِ، إِذْ أَنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا قِيَامَةَ الْمَسِيحِ، ونَتَمَيِّزُ عَن الَّذِينَ هُمْ في عَتْمَةِ الزَّمَنِ وظُلُمَاتِ الْجَحِيمِ، الغَارِقينَ في فَسَادِهِم وأَنَانِيَّاتِهِم وجَشَعِهِم وأَطْمَاعِهِم، يَتَلَمَّسُونَ مَعَالِمَ الطَّريقِ إِلى الْحَقِّ الْمَحْجُوبِ عن أَنْظَارِهِم بِصُعُوبَةٍ وعَنَاءٍ كَبِيرَيْنِ لأَنَّ لهُم عُيُونٌ ولا يُبْصِرُون، وإِنَّهُم لَمْ ولَنْ يُبْصِرُوا نُورَ مَجْدِ الْقِيَامةِ لأَنَّهَا حُجِبَتْ عن أَنْظَارِهِم إِذْ أَنَّهُم غَيْرُ مؤْمِنِينَ بِهَا. أَمَّا نَحْنُ فنَعِيشُ حَيَاتَنَا عَلى نُورِ إِيـمَانِنَا بالْقِيَامَةِ الْمَجِيدَةِ في هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، بِانْتِظَارِ اكْتِمَالِ الْحَيَاةِ الإِلَهِيَّةِ فِينَا، الَّتي سَوْفَ تَتِمُّ في الأَخْدَارِ السَّمَاوِيَّة. “فلا تَحْرِمْنَا مِنْ نُورِكَ الْبَهِيِّ الْيَوْمَ يَا مُحِبَّ الْبَشَر”، لأَنَّهُ فَرَحُ الْقِيَامَة. نشتَرِكُ معًا في الصَّلاة من أَجْلِ أَبْنَاءِ هذا البلدِ الْمُؤْمِنِين، ومن أَجْلِ جميعِ الْمَرضَى والْمَقْهورينَ والْمَظلومين، والْمَنْكوبِينَ والْمَحْزُونينَ والْيَتَامى، والْمَأْسُورينَ ظُلْمًا والْمُشَرَّدِين والْمُتْعَبينَ نَفْسًا وجَسَدًا، نُصَلِّي الْيَوْمَ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاءِ جَمِيعًا لِيُنْعِمَ عَلَيْهِم النَّاهِضُ مِنَ الْقَبْرِ في الْيَوْمِ الثَّالِث بِتَعْزِيَاتِهِ السَّمَاوِيَّةِ وبَرَكَاتِهِ الإِلَهِيَّة ونِعَمِ قِيَامَتِهِ الثُّلاثِيَّةِ الأَيَّام . أَملُنَا كَبيرٌ بالْعَهْدِ الْجَديدِ ووطيدٌ بأَن يَسْمَعَ جَميعُ حُكَّامِ هذا البَلَد بعد خَمسينَ عامٍ مِنَ الْحُروبِ والنِّزَاعاتِ الْمَذْهَبِيَّةِ والطَّائِفِيَّة، صَوْتَ الله في ضَمِيرهِم وأَنْ يَعِي الْمَسؤُولونَ الَّذينَ سَيِقِفُونَ يَومًا أَمَامَ وجْهِ الله لِتَقْدِيمِ الحِسَاب، بأَنَّ الأَوطَانَ لا تُبْنَى بالْمُنازَعاتِ البَاطِلة والْخِلافَاتِ العَبَثِيَّة، الَّتي لا تَخْلُو مِن الكَيْدِيَّةِ والْعِنَاد، وبأَنَّ الشُّعُوبَ لا تُقَادُ ولا تُحْكَمُ بالقَهْرِ والذُّلِّ، فيَرجِعُوا إِلى رُشْدِهم ويقومُوا بِما يُملِيهِ عليهِم الواجِبُ والضَّميرُ إِذَا كَانَ لهُم من ضميرٍ حَيٍّ، وذَلِكَ لِمَا فيه مصلَحةُ الوطنِ والْمُواطنينَ، بعيدًا عن الأَنَانيَّةِ والْمَصَالِحِ الشَّخصِيَّةِ والإِعْتبَارَاتِ الْحِزْبِيَّةِ والطَّائِفِيَّةِ والإِنتِمَاءَاتِ الْخَارجِيَّةِ الْمَشْبوهَة، واضعينَ نُصبَ أَعيُنهِم بأَنَّ اللهَ سيُحاسِبُهُم عن تِلكَ الوَزْنةِ والأَمَانةِ الموكُولَةِ إِليهِم في مسؤُوليَّاتِهِمِ الوَطَنِيَّة”.

وختم: “في الخِتَامِ نَشْكُرُ كَافَّةَ وسَائِلِ الإِعْلامِ الْمَرْئِيَّةِ والْمَسْمُوعَةِ والإِعلاميِّينَ والْجَيْشَ اللبْنَانِيَّ والْقِوَى الأَمْنِيَّة وغَيْرَهُم مِنَ الَّذِينَ واكَبُونَا طِيلَةَ احتِفَالاتِ هَذَا الأُسْبُوعِ الْعَظِيمِ الْمُقَدَّس ، كَمَا نَشْكُرُ أَعْضَاءَ الْجَوقَةِ وخُدَّامَ هَذَا الْهَيْكَلِ مِنْ كَهَنَةِ الأَبْرَشِيَّةِ والْوُكَلاءِ والْخَادِمِينَ فِي هذه الْكَاتدرَائِيَّة الْمُقَدَّسة، مِنْ نِسَاءٍ ورِجَالٍ وشُبَّان، والَّذينَ سَاهَمُوا في أَيَّةِ تَقدِمَةٍ أو خِدْمَةٍ قَاموا بِهَا في الْكَنِيسَةِ لِمَجْدِ اللهِ الأَعْظَم. فَرَحُنا اليَوْمَ عَارِمٌ في هذا الْمَوْسِمِ البَهِيِّ السَّنِيِّ. فَرَحُنَا كَبيرٌ وهو شَبيهٌ بفرَحِ بطرسَ والإِثنَيْ عَشَرَ والْمَرْيِمَاتِ حَامِلاتِ الطِّيبِ والْمِجدَليَّة. فرَحُنَا لا حُدُودَ له كَفَرحِ الكَنيسَةِ الأُولى بِقيَامةِ الرَّبِّ الَّذي منَحَها الْمَلَكوتَ والْحَيَاةَ الأَبَديَّة. “لأَنَّ الْمَسِيحَ، بقِيامَتِهِ مِن بَينِ الأَمْوَات، صارَ بَاكُورَةَ الرَّاقدين، فلَهُ الْمَجْدُ والْعِزَّةُ إِلى دَهْرِ الدَّاهرين”.آمين. “المسيح قام…حقًّا قام”.

 

             ==== ن.ح.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى