آخر الأخبارأخبار محلية

هل تعود العلاقة بين التيار وحزب الله؟ تقاطع مصالح أم إعادة تحالف؟

مرت العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله بفترة عصيبة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. فخلال سنوات التحالف بين الطرفين، كان التيار يحظى بدعم سياسي وانتخابي واضح من الحزب، بلغ ذروته في الاستحقاقات النيابية والرئاسية. لكن ما إن انتهت ولاية عون، حتى تبنى التيار خطابًا مغايرًا، يهدف إلى كسب الرأي العام المسيحي عبر التمايز عن حزب الله، خاصة في ظل الضغط الدولي والإقليمي على هذا التحالف. ظنّ التيار أنه قادر على بناء حيثية سياسية مستقلة، وربما أقرب إلى الدول الخليجية والغرب، لكنه اصطدم بجدار الواقع.

فمحاولات التقارب مع قوى أخرى لم تنجح، لا داخليًا ولا خارجيًا. لم يحصل جبران باسيل على ما كان يطمح إليه، سواء على صعيد رئاسة الجمهورية أو على مستوى استعادة التأثير المسيحي الذي بدأ يتآكل. أما حزب الله، فكان في موقع المراقب، ممتنعًا عن الدخول في صدام مباشر، لكنه في الوقت نفسه أوقف الهدايا السياسية التي كان يمنحها للتيار في الانتخابات وفي توزيع الحصص السياسية.

القطيعة تكرّست مع ملف تسمية الرئيس نوّاف سلام لرئاسة الحكومة ، ثم في معركة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث رفض التيار السير بمرشح الحزب سليمان فرنجية. ثم جاءت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان في أيلول، لتزيد من تباعد الطرفين، إذ أصر التيار على خطاب “التمايز” حتى في لحظة مواجهة.

لكن الانتخابات البلدية الحالية أعادت خلط الأوراق. حبث سجل تنسيق انتخابي في عدة مناطق بين الحزب والتيار، ما فتح الباب أمام الحديث عن عودة العلاقة. إلا أن الوقائع تشير إلى أن الحزب لا ينوي العودة إلى التحالف القديم بشروطه السابقة. هو اليوم يطمح إلى الحصول على كتلة نيابية أوسع، تشمل نوابا من طوائف مختلفة، ولا يرى مصلحة في منح التيار مقاعد مجانية في مناطق نفوذه.

الحزب لا يمانع بناء علاقة إيجابية مع التيار، لكنه يرفض منطق “التحالف الاستراتيجي” الذي يُلزمه بالدفاع عن خيارات التيار أو منحه غطاء دائمًا. ما قد نشهده في المرحلة المقبلة هو تقاطع مصالح انتخابي محدود، لا أكثر. أما العودة إلى العلاقة السابقة، فدونها الكثير من العقبات والشروط الجديدة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى