آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الديار: عون يتجاهل الجدول الزمني «وينفّس الاحتقان» حول السلاح قائد الجيش «يضع النقاط على الحروف».. و«الثنائي» مرتاح سباق بين الديبلوماسية والمواجهة وجنبلاط يحذّر من الحرب

وطنية – كتبت صحيفة الديار تقول: قبل ساعات من دخول البلاد عطلة عيد الفصح، حرصت بعبدا على تنفيس اجواء الاحتقان المفتعلة من قبل بعض الجهات حيال مسألة سلاح المقاومة. ويمكن الجزم ان النقاش حول حصرية السلاح في جلسة الحكومة امس كان مجرد «فشة خلق» لوزراء «القوات اللبنانية» للتعبير مجددا عن مطلب «معراب» بتحديد مهلة زمنية لاقفال هذا الملف، بدليل ان رئيس الجمهورية جوزاف عون لم يتوقف عند هذا المطلب وجرى تجاوزه دون نقاش حيث افردت المساحة الاهم لقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي عرض لانجازات الجيش جنوبا، مشيدا بتعاون حزب الله مع وحداته، محملا العدو الاسرائيلي المسؤولية المباشرة عن عدم تنفيذ القرار 1701. هذا المناخ انعكس ايجابا على «الثنائي الشيعي» الذي اعتبر مواقف الرئاسة الاولى حكيمة وواقعية وتضع في اولوياتها المصلحة الوطنية.

الحَراك الاقليمي

هذه الحكمة في التعامل مع ملف شديد الحساسية، ينطلق من فهم حقيقي ومسؤول من قبل طرفي الحوار، الرئيس عون وحزب الله، لدقة المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة، التي شهدت خلال الساعات القليلة الماضية جملة تحركات ديبلوماسية تمحورت بين موسكو وطهران والرياض، حيث نقل وزير الخارجية الايرانية عباس عرقجي رسالة من المرشد السيد علي خامنئي الى الرئيس فلاديمير بوتين، فيما كان لافتا الزيارة الاولى منذ نصف قرن لوزير الدفاع السعودي الى ايران حيث التقى السيد خامنئي. في مقابل تسريبات استخبارتية عن خطة اسرائيلية لضرب ايران في ايار جمدها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وذلك عشية الجولة الثانية من المفاوضات السبت بين الاميركيين والايرانيين.

جنبلاط والحرب

وفي هذا السياق، حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من أن الحرب آتية ولا تستطيع إسرائيل بمفردها أن تشعل الحرب، إنما أميركا وإسرائيل تشعلان الحرب معًا وستكون حربا طويلة، وترامب يفرض خوة على كلّ الناس. وقال ان «المنطقة دخلت في العصر الإسرائيلي قبل السابع من تشرين الأول 2023، وجزء منها دخلها عندما احتل الأميركيون العراق الذي كان حاجزاً كبيرًا، ومنذ تلك اللحظة اسرائيل تتمدد».

ضرب ايران؟!

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوقف هجومًا إسرائيليًا على إيران، كان سيحصل في شهر أيار المقبل. ووفق معلومات استخبارتية فان «اسرائيل» وضعت خططًا لمهاجمة منشآت نووية في إيران، وذلك بهدف تعطيل قدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام على الأقل. وكشفت ان سفر نتنياهو الأخير إلى الولايات المتحدة الأميركية كان لمحاولة إقناع ترامب بتنفيذ الهجوم، ولا سيما أنّ الخطة الإسرائيلية تحتاج مشاركة أميركية في الهجوم، لكنّ محاولات الإقناع فشلت. ورأى ترامب ومسؤولون في إدارته، بعد أشهر من النقاش، أن يعطي فرصة للديبلوماسية مع إيران في المحادثات الجارية. وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنّ مسؤولين أميركيين بارزين، من بينهم مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جي دي فانس، أبدوا تحفّظهم، محذرين من خطر انزلاق واشنطن إلى مواجهة إقليمية لا ترغب بها.

وفي هذا السياق، قال موقع «أكسيوس»الأميركي، ان ترامب عقد اجتماعاً في البيت الأبيض الثلاثاء، حضره كبار مسؤولي الأمن القومي والسياسة الخارجية، لمناقشة المفاوضات الجارية مع إيران وموقف واشنطن من الجولة المقبلة من المفاوضات.

مقاربة ملف السلاح

ووفق مصادر مطلعة، لا شك في جدية الرئيس جوزاف عون في مقاربة هذا الملف، لكنه لا يريد التسرع كيلا يصل الحوار الى «حائط مسدود» اذا لم تكن المقدمات جدية لنجاحه، ولهذا يصر في اتصالاته مع الولايات المتحدة على عدم الضغط على الدولة اللبنانية التي تحتاج الى التعامل بواقعية مع هذا الملف لانه ليس سهلا الدخول في حوار مع حزب الله، باعتباره طرفا مهزوما، كما يروج البعض، لان الامور ليست بالبساطة او السذاجة التي تتعامل بها بعض الجهات السياسية. وهو يحاول بدعم فرنسي اقناع واشنطن بهذه السردية لانه يضع نصب عينيه الاستقرار الداخلي.

ماذا يريد عون؟

وفي هذا الاطار، تستبعد مصادر وزارية الوصول الى نتائج سريعة حول هذا الملف، خصوصا ان المشكلة الرئيسية تبقى في بقاء قوات الاحتلال في الاراضي اللبنانية، واستمرار اعتداءاتها اليومية، دون اخفاء نياتها العدوانية التوسعية في لبنان والمنطقة. كما ان حسم هذا الملف ينتظر حتما تبلور المفاوضات الايرانية الاميركية وما ستؤول اليه من تفاهمات او مواجهة، وليس منطقيا ان يتم عزل لبنان عن هذا المسار. واذا كان ثمة قوى سياسية مستعجلة في الداخل لحرق المراحل خوفا من تطورات قد لا تكون في مصلحتها، فان احدا من المعنيين الجديين في معالجة هذا الملف لن يستدرج الى قرارات قد تفجر البلد.

ماذا يريد حزب الله؟

اما حزب الله العارف بمعادلات المنطقة وموازين القوى الراهنة، فان التطورات المتلاحقة سواء في غزة او سورية، وما يجري من عدوان على اليمن، يجعله اكثر توجسا في هذه المرحلة وليس مستعدا للتخلي عن قدراته العسكرية التي تجعله مكشوفا امام «العاصفة» العاتية في المنطقة، ولهذا يقارب الملف بكل واقعية ولم يتخل عن استراتيجية البحث في ملف سلاح المقاومة انطلاقا من تعزيز حماية لبنان والاستفادة من قدرات المقاومة. وهذا يعني حتما ان كل الدعاية الممنهجة التي تحاول الايحاء ان الامر حسم بانتظار الآلية الفضلى لسحب السلاح، ليست الا «بروباغندا» غير واقعية ولا تمت الى الحقيقة بصلة. وفي هذا السياق، جرى تبادل «رسائل» ودية مع الرئيس عون لقطع الطريق على كل من حاول «الاصطياد في الماء العكر» خلال الساعات الماضية من خلال الايحاء ان التصعيد في موقف مسؤولي حزب الله هدفه التصويب على الرئيس.

حزب الله وتوقيت الحوار؟

من جهته، تناول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله ما يثار حول الحوار، فاعتبر أن «ثمة مجموعة من الأولويات اليوم على رأسها ما يتعلق بملف المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحاً ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة نأتي لمناقشة القضايا الأخرى بما فيها الاستراتيجية الدفاعية، ونحن منفتحون على مثل هذا الحوار وكنا سبّاقين إليه وقدّمنا وجهة نظرنا على طاولات الحوار التي عقدت، في حين أن الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن إسرائيل عدو وبأن سيادة لبنان متقدمة على أي شروط خارجية أكانت أميركية أو إسرائيلية أو غير ذلك». وقال» قيادة هذه المقاومة لا تفرط بنقطة دم من دماء شهدائنا ولا بعنصر قوة من عناصر قوتنا، وأن علينا في لبنان أن نستفيد من كل عناصر القوة التي نمتلكها، ولا يجوز لأحد أن يسعى إلى التفريط بعناصر القوة في الوقت الذي توجد دماء على أرض الجنوب.

الجلسة الحكومية

فبعد عودة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى لبنان من قطر، ترأس جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، بدأت بتقديم قائد الجيش عرضًا عن الوضع الأمني في جنوب لبنان ومسار تطبيق القرار 1701، معتبرا ان اسرائيل هي التي تعيق تنفيذ القرار وتحدث عن «تسجيل 2740 خرقا إسرائيليا منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، مشيدا بتعاون حزب الله، خصوصا ان وحدات الجيش قد دخلت نحو 500 موقع عسكري دون اي اشكال، ونفذت 90 في المئة من مهامها في جنوب الليطاني، وال10 في المئة لم تنفذ بسبب قوات الاحتلال.

ارتياح «الثنائي»

وفيما عبر وزارء «الثنائي» عن الارتياح لكلام قائد الجيش، اعاد وزراء «القوات اللبنانية» المطالبة بوضع جدول زمني من 6 اشهر لتسليم السلاح، وطرح وزير الصناعة جو عيسى الخوري البدء بالمخيمات الفلسطينية، لكن رئيس الجمهورية تجاوز كلامه ولم يتعامل معه كمادة للنقاش. وقد اشار الوزير محمد حيدر الى ان الجيش يقوم بمهامه في جنوب الليطاني وشماله، اما المهلة الزمنية فهي مرتبطة بجهوزية الجيش وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي، فيما اعتبر وزير الصحة ركان ناصرالدين ان النقاش كان غير مباشر حول السلاح، والمشكلة الحقيقية هي احتلال النقاط الخمس والاعتداءات الاسرائيلية التي تعيق تطبيق القرار1701.

لا توافق على التعيينات

في هذا الوقت لم يحصل خلال الجلسة توافق على ما تبقى من التعيينات خصوصا منصب المدعي العام المالي. وأكد وزير الإعلام بول مرقص أن «التشكيلات الديبلوماسية والقضائية يجب أن تتم في أسرع وقت، وسيتم إدراج قانون استقلالية القضاء على جدول أعمال الجلسة المقبلة». وتابع: «الرئيس نواف سلام لفت الى ان زيارته الى سورية تطرقت الى تسليم منفذي تفجير المسجدين في طرابلس واغتيال كمال جنبلاط». وأشار الرئيس عون الى أن «وفدا قطريا قد يزور لبنان الاسبوع المقبل للبحث في ملف الكهرباء». وقرّر مجلس الوزراء تمديد ولاية اليونيفيل.

الوضع الميداني

جنوبا، نفذت مسيرة اسرائيلية  معادية غارة جوية حيث استهدفت بصاروخ دراجة نارية على طريق النقعة في بلدة عيترون، وافيد بوقوع شهيد. وشنت مسيرة ايضا غارة على بلدة ام التوت في القطاع الغربي.

جريمة المرفأ

قضائيا، أنهى القاضي طارق البيطار ظهر امس، استجواب الوزير نهاد المشنوق الذي أوضح لدى مغادرته الجلسة انه «حضر كمواطن يحترم القضاء ويحترم رغبة أهالي الشهداء الذين يعتقدون ان الغياب عن الجلسة موجه ضدهم، اكثر مما هو اصرار على اتباع النص الدستوري المتعلق بمحاكمة الرؤساء والوزراء». واشار إلى ان «الجلسة كانت مريحة والتحقيق دقيق ومفيد، وجرى توضيح الأمور المتعلقة بالتقرير الذي تسلمته في شهر نيسان 2014 حول وجود باخرة في المياه اللبنانية». من جهته، اعتبر وكيله المحامي نعوم فرح ان «هدف المشنوق من الحضور هو تقديم اي معلومة يطلبها المحقق العدلي من اجل الوصول إلى الحقيقة».  وقد ترك المشنوق حرا وليس رهن التحقيق… من جهة اخرى، حدد البيطار جلسة للاستماع الى رئيس الحكومة السابق حسان دياب في 25 نيسان الحالي، على ان تحدد لاحقا مواعيد لاستجواب القضاة غسان عويدات، غسان خوري، جاد معلوف، والقاضية بيرلا شويح.

 

====


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى