آخر الأخبارأخبار محلية

في ذكرى 13 نيسان.. سياسيون ورجال دين يدعون إلى نبذ الحرب

بدوره، كتب اللواء عباس ابراهيم: “في الذكرى الخمسين لحرب لبنان لا يزال صدى ويلات 13 نيسان يتردد في الوجدان الجماعي. تلك الحرب التي اغتالت وطنا وأرست معادلة الخسارة الشاملة لجميع اللبنانيين. بعد نصف قرن، لا بدّ أن يعي اللبنانيون أن لا عودة الى “بوسطة الموت” ولا تكرار لتلك المحطة المظلمة من تاريخنا. المعادلات الجديدة في المنطقة واحتلال اسرائيل لأجزاء من أرضنا ومحاصرة طائفة بأكملها في السياسة وسواها، كلها عوامل تهدد ركائز الاستقرار الداخلي وأبرزها: الوحدة الوطنية والتضامن وضرورة تحييد لبنان عن حسابات الخارج”.
وأضاف: “حرب 13 نيسان نزعت منّا الوطن وشرّدت أبناءه في أصقاع الأرض. فلنطوِ هذه الصفحة نهائياً، ولنُبرم عقد وحدة وتضامن وطني جديد يحمي لبنان من السقوط مجدداً في فخّ الحرب والدمار. ليكن 13 نيسان محطة تأمل لا انقسام وبداية لعقد وطني جامع لا يُقصي أحدا”.

كرامي

من ناحيته، اعتبر النّائب فيصل كرامي أن “أهم الدروس التي يجب أن يتعلّمها اللّبنانيون من الحرب الاهلية الا رابح في الحروب”، داعياً الجميع الى “الابتعاد عن الرّهانات”، ووصف في حديث الى برنامج “لقاء الاحد” عبر “صوت كلّ لبنان”، ما جرى في 13 نيسان 1975 ب”الانفجار الكبير الذّي لم تنتهِ تداعياته بعد”.

ولفت الى انّ “مواجهة تداعيات الحرب لا تُحلّ بالشّعارات أو العواطف، بل بالحقيقة والمصارحة”، وقال: “لا بدّ أن نجلس على طاولة حوار ونقول كلّ ما يدور في أذهاننا”.

وحذّر كرامي من خطورة التّخلي عن السّلاح من دون ضمانات حقيقية لحماية لبنان، وقال: “ان المنطق يفرض أن يكون السّلاح بيد الدولة وحدها لكن كيف نحمي لبنان من الأطماع الإسرائيلية وغير الإسرائيلية؟ هذا السّؤال يجب أن يكون في صلب أي حوار”، مشدداً على وجوب تطبيق القرار 1701 بشكل متوازن وبضمانات دولية متكافئة.

ورأى ان “الخلاص الحقيقي يبدأ من تعزيز الانصهار الوطني داخل المؤسسات العسكرية وتنشئة أجيال جديدة على تربية وطنية لا طائفية ولا حزبية وقيام قضاء عادل ومستقل ينهي الإفلات من العقاب”، وأكد ان “الرهان الوحيد المتبقّي هو على الدولة ومؤسساتها”، وحذّر من “الالتفاف على اتفاق الطائف من خلال قانون انتخاب طائفي يُعيد إنتاج أمراء الحرب لان ذلك قد يقود إلى تكرار أخطاء الماضي”، وقال: “ان قانون الانتخابات النيابية الحالي ينسف الاتفاق ويمهّد لحرب أهلية جديدة”.

البزري

أما النائب عبد الرحمن البزري، فقال في منشور له: “ذكرى موجعة غيّرت وجه لبنان، ما زلنا نعيش تداعياتها إهمالٍ وفسادٍ وتشرذم. لم نتعلّم من المصائب والألم، ولم نرتقِ إلى العمل الجاد في إعادة بناء وطننا”.
وختم: “الأوطان لا تُبنى بالشعارات، بل بالتضامن والمحاسبة والدولة العادلة والقوية”.

من ناحيته، كتب رئيس لجنة شؤون الخارجية والمغتربين النائب ‎فادي علامة على منصة “أكس”: “القيَم التي تجمعنا أكثر بكثير من تلك الأمور التي تفرقنا، فوطننا ‎لبنان يسمو دائما بتعايش مواطنيه والتفافهم حول وطنهم وتوحدهم خلف مؤسسات الدولة وتنافسهم في خدمته لا في الصراعات والحروب التي نذكرها في ‎١٣ نيسان ونعمل لعدم عودتها ومحو أثارها”.

طالب

إلى ذلك، أَمِل المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب أن “يكون الشعب اللبناني بكل طوائفه وأحزابه ومكوّناته السياسية حسم الأمر بأن الفتن والحروب الداخلية لا تجلب الا الدمار والخراب للوطن والجميع”.

وأشار في بيان لمناسبة الذكرى الخمسين للحرب إلى أن “اللبنانيين ليسوا بحاجة لمزيد من الاقتتال حتى يتعلموا بأن الحرب لن تكون في مصلحة أحد وأنها لا توّفر صيغة أفضل للوفاق والتفاهم وبناء الوطن ، وأنها لا تجلب الا الويلات وتساهم في تأخير النهوض بالبلد وتدمير الوحدة الداخلية والعيش المشترك ونسف عناصر القوة والمِنعة الداخلية في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يواصل احتلاله ويُمعن في اعتداءاته اليومية ولا يلتفت الى ضجيجنا الداخلي واستقوائنا على بعضنا”.

ولفت الى “أهمية الكلام الذي صدر من أكثر من جهة سياسية حول ضروة الخروج من منطق الحروب والتقاتل والانتقال الى مسار السلام الداخلي، والى أن المشكلة لا تنطلق من البندقية التي تطلق النار فقط وأن شرارات الحروب الداخلية هي الكلمات التي تحمل عناصر الإثارة والانفعال وتثير كل العصبيات وتضع الزيت على نار الخلافات وللأسف فإننا لا نزال نستمع الى هذه الكلمات من افراد وجهات كانت لهم اليد الطولى في الحرب ويواصل بعضهم – في هذه الأيام- بث المواعظ فوق رؤوس الثكالى والأيتام ومن دفع الاثمان الباهظة للحرب من دون الخروج من منطق التلويح بالعودة لها وبأساليب متعددة ومختلفة”.

ونوه “بدعوة رئيس الجمهورية الى ان ينكّب الجميع للعمل على تطوير نظامنا من دون حرب والى الاقلاع عن خطاب العنف والحقد”، مشيرا الى “الحاجة الى كلمات الوئام والسلام والمحبة التي يريد الشعب بكل فئاته ان يستمع اليها والتي يشعر بالحاجة الماسّة لها بعد كل المآسي التي عشناها خصوصاً وأنها كلمات الدين ووصايا الرسالات السماوية بالإضافة الى كونها تمثل المسار الأساسي لحماية الوطن وصون وحدته”.

وخلص للقول: “تعالوا جميعا لنتكلّم بمحبة ونبعث بكلمات الرحمة لبعضنا البعض وننشر السلام فيما بيننا ونرصف لبنات البناء الجديدة بالكلام المتوازن الذي يبعث الطمأنينة في قلوب اللبنانيين ويطرد هواجس التخويف والتخوين في الداخل ويساعد القيادات الساعية للنهوض بالبلد في اختصار المسافات الزمنية والميدانية والنجاح في الوصول للهدف الكبير المتمثل في عودة لبنان الى عهود النجاح والازدهار ، سيما وأننا نعيش في منطقة يضربها إعصار التوتر وتتحكم بها كل عناصر الخوف على الوجود والمستقبل”. 

حجازي

على صعيده، استذكر مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق حجازي، ذكرى الثالث عشر من نيسان 1975 في بيان، وقال: “يوم انطلقت شرارة الحرب الأهلية اللبنانية، التي جلبت الويلات والدمار للوطن، وخلّفت مجازر دامية وتدخلا خارجيا سافرا في الشأن اللبناني”. وأشار إلى “الألم الذي لا يزال يعتصر قلوب الأمهات والآباء على فقدان أحبائهم الذين قضوا في تلك الحرب المدمرة دون سبب سوى نزعة القتل والفتك بأبناء هذا الوطن العزيز”.

وأكد “أهمية استخلاص الدروس من تلك المرحلة الأليمة، بما يساعد على بناء وطن سيد، حر، مستقل، ومزدهر”، مضيفا ان “لبنان، بتاريخ حضارته العريق، لا يمكن أن يمحوه تدخل خارجي أو إلغاء منطق الدولة ودستورها الوطني. يجب أن يكون السلاح محصورًا بيد الدولة اللبنانية وأجهزتها الرسمية، بعيدًا عن الأحزاب والجماعات والتيارات”.

ودعا القوى السياسية للعمل بروح الوحدة والتكاتف من أجل لبنان، مشددًا على “أهمية إقامة أفضل العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة، التي ساعدت لبنان وحرصت على إعادة بنائه وإعماره”. وقال: “لبنان هو درة الشرق ورمز الحضارة والثقافة والقيم. علينا أن نتعلم من هذه الذكرى المؤلمة لنعمل على بناء وطن يليق بأحلام أبنائه بين الأمم”.

وختم: “حمى الله لبنان من كيد الكائدين وأعاد له الأمن والاستقرار”.

أبي رميا

من ناحيته، كتب النائب سيمون أبي رميا عبر منصة “إكس”: “في الذكرى الخمسين للحرب الأهلية اللبنانية، علينا أن نتعلم من مساوئ الحرب وتداعياتها لبناء لبنان الحياة والفرح. لاسيما وان هذه الذكرى تتزامن مع أعياد الشعانين عند الطوائف المسيحية كافة على أن تظلل مشهدية أغصان الزيتون مسار السلم وتطرد مخاوف الحر”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى