آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الأنباء: شهيب للأنباء: لا يمكن لأي محور مهما كبر وامتد أن يخطف لبنان ومصير اللبنانيين لبنان يطوي نصف قرن على ١٣ نيسان … ومصافحة واعدة في عُمان

وطنية – كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: أولى خطوات الألف ميل بدأتها أميركا وإيران مع إتمام أولى أوراق المفاوضات غير المباشرة، في مسقط العمانية، بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي وموفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.

 

تفاؤل حذر 

تطوّر حذر تشهده المنطقة، مع ما سيحمله من تداعيات على المشهد الإقليمي وخصوصاً لبنان، فيما توجّهت أنظار العالم إلى ما ستؤول إليه نتائج المرحلة الأولى من المفاوضات التي تركّزت حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، على أن تُستكمل السبت المُقبل، في ظلّ ضبابية حول المكان الذي ستعقد فيه، وبتفاؤل حذر وفق مصادر مراقبة.

المصادر لفتت في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى أنَّ المفاوضات سارت على أساس مبدأ الاحترام المتبادل، واصفةً الحوار بالبنّاء والمثمر، معتبرةً أنَّ أول مصافحة وحديث مباشر بين ويتكوف وعراقجي يأتي في إطار خطوة نحو الأمام ستنعكس إيجاباً لصالح الطرفين، في وقتٍ اعتبرَ وزير الخارجية الإيراني أنَّ الهدف ليس التفاوض من أجل التفاوض، بل الأولوية لتأمين مصالح إيران الوطنية من خلال الدبلوماسية والحوار بشأن القضايا النووية، ورفع العقوبات.

“قضايا بالغة التعقيد”، حسب ما وصفها البيت الأبيض عقب انتهاء المحادثات، لافتاً في تصريحاته إلى أنَّ ويتكوف أكّد لعراقجي أنّه تلقى تعليمات من ترامب لحل خلافات البلدين من خلال الحوار والدبلوماسية إن أمكن، مؤكداً أن الرئيس الأميركي يفضل الحل الدبلوماسي، معلناً الاستعداد لتقديم بعض التنازلات لما فيه مصلحة البلدين.

 

إرادة أميركية – إيرانية 

وفي السياق، اعتبرَ الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين أنَّه يمكن النظر إلى لقاء مسقط من حيث الشكل والتوقيت والمضمون، إذ أنه كما كان متوقعاً بحسب بعض المعلومات الدبلوماسية المُسربة بأنه مجرّد الإعلان عن هذا اللقاء من قبل ترامب لا يُمكن اعتباره شكلياً، وهذا التفاهم ما إن تم التوصل إليه يُعدّ تعبيراً عن إرادة مشتركة، خصوصاً بعد مماطلة من قبل إيران في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

شاهين لفتَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية إلى الحوار غير المباشر عبر غرفتين منفصلتين، حيثُ تمَّ تبادل أربع رسائل أساسية تتضمن عناوين تستعرض المواقف، لافتاً إلى أنَّ اللقاء المباشر عند انتهاء المفاوضات هو بمثابة المخرج الذي أرضى كلّ من الطرفين، بانتظار اللقاء الثاني المُرتقب يوم السبت المُقبل، متوقعاً أنه سيُعقد في مسقط أيضاً وسيتمّ الانتقال خلاله إلى الحوار المباشر.

وإذ رأى شاهين أنَّ النتيجة التي ستؤول إليها هذه المفاوضات ستكون إنجازاً إيرانياً – أميركياً، أِشار إلى أنَّ إيران تريد حماية ملفها النووي وإن كانت تقول إنها لا تريده لأغراض عسكرية، فالأميركيون لا يثقون ولا يصدقون التصريحات الإيرانية، معتبراً أنَّ ما من خشية لدى ترامب من حجم التخصيب النووي الإيراني، مع وجود شبه تفاهم بأن ما يتم تخصيبه من المفاعلات الإيرانية سيحفظ في مكان ما من العالم، إلّا أن الهم الأميركي يترتّب على الحقّ الذي أعطاه تفاهم تموز من العام 2015 لإيران بالتصرّف بأسلحتها الصاروخية والبالستية بعد 10 سنوات، أيّ في تموز من العام 2025، وهو الخطر الجديّ الذي رصده ترامب عندما جمّد الاتفاق آنذاك في منتصف الطريق في العام 2018. 

 

ذكرى أليمة وثقة بانطلاقة العهد

تزامناً، يستذكر اللّبنانيون اليوم ويلات الحرب الأهلية التي أثقلت تبعاتها كاهل البلد على مدى خمسين عاماً، تحت جناح انطلاقة عهد جديد، فلا يحمي لبنان إلاّ دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية، وفق ما جاء على لسان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي شدد على أن الدولة وحدها هي التي تحمينا، وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب فقد آن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان. 

بدوره، لفتَ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيّب إلى أنَّ التبدّلات الداخلية والاقليمية تشي بأنَّ اللبنانيين تعلّموا من مساوئ مغامرات الدم وخيارات الحروب التي لم تجلب إلا الخراب والدمار للبنان واللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، مشيراً إلى أنَّ المرحلة اليوم تعود بنا إلى شعار: “لا غالب ولا مغلوب” الذي أُطلق آنذاك في تشرين الأول عام ١٩٥٨ بعد الأحداث التي شهدها ذاك العام.

شهيبّ رأى في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ اليوم وبعد خسارة المحور الإيراني في المنطقة وانكفاءه، يعود لبنان إلى الحقيقة المتمثلة بأنّ الوطن للشعب الكلّه، ولا يمكن لأي محور مهما كبر وامتد أن يخطف لبنان ومصير اللبنانيين، خرج الوطن اليوم من تحت المطرقة الإيرانية والأخرى السورية، بعد أن دفع لبنان ثمناً باهظاً بمنطق وحدة الساحات وعلى طريق القدس. وتستمر المطرقة الإسرائيلية الدائمة التي يواجهها لبنان الرسمي. 

وختم شهيّب بالقول: في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، يختلف الواقع اللبناني عمَّا كان عليه عام ١٩٧٥، وهناك ثقة بالانطلاقة الوطنية الجديدة عبر العهد مع الرئيس جوزاف عون المُصمِّم على أن تنبثق الدولة من إرادة اللبنانيين دون سواهم، وقد تم استرجاع قرار السلم والحرب إلى الدولة اللبنانية.

 

الحكومة على خط الإصلاحات 

إلى ذلك، تسير عجلة العمل الحكومي بخطى ثابتة على خط الإصلاحات وإعادة انتظام مؤسسات الدولة. فبعد ثلاث جلسات متتالية، أقرَّت الحكومة قانون إصلاح القطاع المصرفي وإعادة تنظيمه. ووفق وزير الإعلام بول مرقص، فإن أموال المودعين، ولا سيما الصغار منهم، تمتّعت، في مشروع القانون الذي أقرّ، بالأولوية في حماية الودائع، ما يعكس جديّة الحكومة في إتمام الإصلاحات الفعلية أمام صندوق النقد والمجتمع الدولي على حد سواء.

 

====


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى