الوكالة الوطنية للإعلام – الجميّل: حان الوقت لجلسة صريحة بين الدولة والحزب لكيفية تسليم السلاح

وطنية – أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل أن “على حزب الله أن يسلّم سلاحه بملء إرادته كما سلّم غيره السلاح، وهذا الأمر واجب لبناء لبنان”، مشددًا على “اننا لسنا مستعدين لمناقشة جدوى تسليم السلاح لأن الأمر منصوص عليه في الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية والأمر محسوم”، وموضحًا أن “النقاش الوحيد المطلوب بين الدولة بقيادة الرئيس جوزاف عون والحكومة مباشرة مع حزب الله للحديث عن كيفية تسليم السلاح لا عن مبدأ تسليم السلاح”.
الجميّل تحدث في خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الكتائب في ذكرى انطلاق “المقاومة اللبنانية” قبل خمسين عاماً تحت شعار “قصتنا مقاومة، شعارنا لبنان”، والذي حضره الرئيس أمين الجميل وعقيلته السيدة جويس، وزير العدل عادل نصار، النواب: نديم الجميّل، سليم الصايغ، الياس حنكش، نزيه متى، فربد البستاني، فادي كرم، راجي السعد، ملحم خلف، الان عون وجان طالوزيان، الوزيران السابقان ايلي ماروني والان حكيم، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، نقيب المحامين فادي المصري، نقيب الصبادلة جو سلوم، رئيسة بلدية بكفيا نيكول الجميّل، السيدة يمنى الجميّل زكار، أمين بيار الجميل، مجد حرب، أمين عام حزب الكتائب سيرج داغر، ونواب رئيس الحزب الدكتور برنار جرباقة وميشال خوري، اعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي، وعائلة الشهيد جوزف ابو عاصي، توفيق انطوان غانم، عائلات شهداء المنطقة ومصابي الحرب وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والراهبات والشخصيات الاجتماعية ووفود كتائبية من مختلف الأقاليم والمناطق وحشد من الأصدقاء. الاحتفال أقيم في ملعب الشياح – عين الرمانة.
وأكد رئيس حزب الكتائب “اننا اليوم وبعد 50 سنة نعلن انتصار قضية المقاومة اللبنانية وانتصار نهائية الكيان اللبناني على مشاريع الضم والدمج وانتصار لبنان على كل المحتلين ومشاريع التوطين والوطن البديل وانتصار سيادة الدولة على الدويلات والهوية اللبنانية على محاولات تغيير وجه لبنان”، متوجهًا إلى المقاومين بالقول: “الانتصار هو انتصاركم أيّها المقاومون أحياء وشهداء واليوم ننحني أمام إيمانكم وتضحياتكم”.
وأضاف: “من عين الرمانة وعلى بعد أمتار من تمثال الرصاص من حيث كتب الشهداء أسماءهم بالدم ومن مثلث الصمود ومن خزان المقاومة اللبنانية نجتمع لنجدّد القسم ونقول لبنان أولًا وسيادة لبنان أولًا وكرامة لبنان أولًا”.
وتابع: “من أول الطريق لا نريد فتح جراح الحرب فنحن أكثر من يعرف بشاعة الحرب لأننا نعرف قيمة الموت وبكينا على أهلنا وإخوتنا وسقط لنا أكثر من 5513 شهيدًا”.
وأكد أن “الجزء الأكبر قصة مقاومة دفاعًا عن لبنان وأتينا نخبر قصتنا وقصة مقاومتنا مثلما هي لنمنع التزوير الذي بدأ سنة 1990 من قبل النظام السوري وحلفائه ولنكرّم أبطالنا ونأخذ العبر كي لا تتكرّر الحرب”، لافتًا الى أن “تشويه التاريخ أدى إلى أن هناك جيلًا تربّى من دون أن يعرف حقيقة ما حصل وكيف نبني بلدًا جديدًا لإذا لم نفهم ما حصل ونميّز الخطأ من الصواب”.
وعن الأحاديث بشأن اندلاع الحرب الأهلية، قال: “نسمع عن حرب أهلية وكأن اللبنانيين “جنوا وأطلقوا النار على بعضهم البعض” لكن الحقيقة أن مقاومتنا لبنانية بوجه الغريب وبوجه الفلسطيني والسوري وكان هناك احتلال من قبل الفلسطينيين وحذّر الشيخ بيار وعطلوا الجيش والدولة وتبين أن هناك مخططًا حقيقيًا باستبدال فلسطين المحتلة بلبنان ولأنهم لا يقدرون على تحرير فلسطين نعطيهم لبنان كوطن بديل وعرضوا علينا قطع أرض لنعيش عليها وتخلت الدولة عن مسؤوليتها تجاهنا وأبلغنا فرنجية أنه غير قادر والجيش على حمايتنا”.
وقال: “إن الجيش السوري دخل وتصرّف كمحتل وبدأ التصادم بين الجيشين السوري واللبناني بحصار ثكنة الفياضية، وتبين أن حافظ الأسد يريد السيطرة على لبنان، والمعارك امتدت إلى كل المناطق وتواجهنا معه وانتقلنا إلى زحلة والدوار فكيف يمكن وصف الحرب بأنها أهلية في وقت أن شهداءنا سقطوا بوجه الغريب”؟.
وأكد رئيس الكتائب أن “طموحنا لم يكن أن نقاتل لبنانيًا إنما الغريب، طموحنا كان أن يقف جميع اللبنانيين إلى جانبنا ولكن للأسف هذا لم يحصل”.
وشدّد الجميّل على أن “مقاومتنا لم تكن همجية إنما دفاعية، فنحن لم نكن نريد الحرب ودور الدولة أن تضبط سيادتها ولكن عندما أبلغتنا أنها لن تدافع عنا دافعنا عن أنفسنا ولم تترك لنا خيارًا آخر إلّا الدفاع عن أرضنا”، مشيرًا إلى أن “معاركنا كانت دفاعية ولم نذهب إلى الحرب بل هي أتت إلينا ونحن أهل عين الرمانة وشكا والأشرفية وصنين والدكوانة وزحلة والحرب أتت إلينا”.
وأضاف: “شهداؤنا استشهدوا في شوارعهم وأحيائهم وحان الوقت أن تعترف الدولة بأبطالها وأن تعترف الدولة بمن أعطى حياته في سبيل وطنه وحان الوقت أن تكرّمه الدولة وأي مواطن دافع عن أرضه في وجه الغريب يحب أن يُعلّق له نيشان”.
وتابع: “كل دول العالم تكرّم أبطالها وتعلّم قصص المقاومين في كتب التاريخ ولماذا نستحي بهم في لبنان؟ لا بل نحن نفتخر بهم فهم رموزنا وأبطالنا وفخرنا وعزنا ولولاهم لما بقي لبنان. الهدف أن نستذكر كي نتعلّم وكي لا تتكرّر الحرب، انها مهمة صعبة أن نفتح موضوع الحرب، انها المرة الأولى منذ 30 سنة التي نتكلم فيها عن الموضوع ولكن هناك عِبر يجب استخلاصها”.
وشدد على أن “وجود السلاح غير الشرعي كان أساس نشوب الحرب وحان الوقت لأن نتعلّم أن وحدها الدولة من تحمي وهي قادرة على أن تعطي الأمان لأولادنا ولا يضطروا أن يعيشوا ما عاشه أهلنا، وتوجه لحزب الله قائلا: “جربت وقاتلت ورأينا النتيجة وحان الوقت بعد تجربتك أن تقتنع بأسرع وقت ألا بديل عن ولا مستقبل للسلاح خارج إطار الدولة وعلى الحزب تسليم سلاحه كما فعل غيره”، داعيًا اللبنانيين إلى “الالتقاء تحت سقف الجيش والدولة”.
وعن تسليم حزب الله سلاحه، قال: “على حزب الله أن يسلّم سلاحه بملء إرادته كما سلّم غيره السلاح فهذا واجب لبناء لبنان. لسنا مستعدين لمناقشة جدوى تسليم السلاح لأن الأمر منصوص عليه في الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية والأمر محسوم ولسنا مستعدين للحوار حول الموضوع والنقاش الوحيد المطلوب بين الدولة بقيادة الرئيس عون والحكومة مباشرة مع حزب الله للكلام عن كيفية تسليم السلاح لا عن مبدأ تسليم السلاح”.
وأكد أن “الوقت حان لجلسة صريحة لكيفية تسليم السلاح والآليات لا عن المبدأ وبعد أن ننتهي من ملف السلاح الذي هو شرط لبناء الدولة يجب أن نستعيد الثقة بين اللبنانيين. نحن مستعدون لنسمع قصص الآخرين ونتقبّل بعضنا البعض، هذا هو المدخل لبناء قصة مشتركة، قصة لبنانية نبنيها معًا يدًا بيد لنتعلّم أن نعيش معًا بسلام وأمان من دون أن يحاول أحد إلغاء الآخر وتخوينه وهذا يتطلب جرأة، ان اليد الممدودة لا تعطي نتيجة إلّا إذا تقابلت بأيدي ممدودة ونضع هواجسنا ونعترف بالتعددية ونبني قصة واحدة ونعترف بكل من استشهد دفاعًا عن لبنان وكما نعترف بمن دافع عن لبنان بوجه إسرائيل يجب أن نعترف بمن دافع عن لبنان بوجه السوري وندافع معًا عن لبنان إلى جانب جيشنا البطل”.
وتوجه الجميّل إلى اللبنانيين بالقول: “تعالوا نفتح صفحة جديدة فقد أضعنا فرص بناء البلد ومن حقنا أن يكون لكل واحد رأيه ولكن واجبنا أن نحمي بعضنا البعض وبلدنا وواجبنا أن نضع أنفسنا تحت سقف الدولة وأن نفتح الصفحة الجديدة ونواكب مسار التجدّد الحاصل على صعيد الحكومة وفخامة الرئيس والحكومة والعالم ينظر إلينا ليساعدنا بعد أن نتحمّل مسؤولياتنا وهي فرصة تاريخية لبناء بلد لأودلانا ولمستقبل الأجيال”.
وتوجه إلى الكائبيين قائلًا: “الكتائب ضمير لبنان ودرع لبنان وهي لا تساوم ولا تستسلم وهي مدرسة علّمتنا أن نضحّي بأنفسنا من أجل لبنان ولا كبير لديها ولا صغير إنّما كلنا رفاق ونناضل معًا ولا نختبئ تحت سابع أرض ونرسل الشباب ليموتوا ونحن ضحّينا بقياداتنا قبل شبابنا وهذه قوّتنا أننا مؤسسة ديمقراطية كانت قبل الحرب وقاومت في الحرب وستبني لبنان بعد الحرب وهي ضحت بنفسها من أجل لبنان.
فعاليات الذكرى
وكان الحفل استُهل بافتتاح رئيس الكتائب النائب سامي الجميّل لوحة حملت أسماء 400 شهيد على تمثال الرصاص حيث وضع إكليلا من الغار.
ثم ألقى رئيس إقليم بعبدا الكتائبي بشير بو طانيوس مرحّبًا بالحضور، وقال: “التاريخ محطة من الزمن، يا منذكرها، يا بتذكرنا. 13نيسان 1975 تاريخ نتذكره حتى نتعلّم منه وننطلق نحو مستقبل جديد، مشيرًا إلى أن تمثال الرصاص الذي حفرت عليه أسماء شهدائنا اليوم، وتمّ تدشينه بذكرى الخمسين على انطلاقة الحرب اللبنانية، يجسّد تاريخًا من النضال وهو عبارة عن هوية هذه المنطقة التي دفعت الغالي والنفيس لتحافظ على أهلها ووجودها. نفتخر بأننا أبناء هذا الحزب الذي ناضل ودافع كي يبقى لبنان ال 10452كل”.
وبعد عرض وثائقيّ عن بداية الحرب اللبنانية، ألقى كلمة المقاومين المفتش العام في الكتائب ناجي بطرس الذي قال: “ما كنتُ أعودُ بالتاريخ الى هذا الحد لو لم يَدفعني الى ذلك بعض السياسيين الذين يرغبونَ بِوَضْعِ غَمَامَةٍ على الحقيقة القاسية الناصعة لتاريخنا، في ٢٣ كانون الثاني ١٩٦١، صدر قرار عن الحزب يحمِلُ الرقم ١٦٣٤ يقضي بِحَلّ مُنظَّمَةِ الشَّباب وقيام القوى النّظامِيَّة ضمن مجلس الأمن الكتائبي بحيث أنَّ القوى النظامية في الكتائب هي وَحدَها المخولة الدفاع عن سلامة الحزب والبلاد، وتتألف من كتائب وفصائل وفرق وقادة لها، والقيادة العليا هي حصراً في مجلس الأمن الكتائبي والمفتشية العامة، وإحدى هذه الفرق مصلحة الطلاب وجهازها الأمني بقيادة قائِدِ سرايا الكومندوس من الطلاب الجامعيين”.
أضافف: “كان بشير في صفوف القوى النظامية واستلم قيادة مجلس الأمن بعد استشهاد القائد وليم حاوي، وتنظمتِ الصفوف تحت علم الكتائب في الدفاع عن لبنان لغاية ۱۹۷۹، عندما بدأ بشير بتأسيس القوات اللبنانية ليوحد البندقية التي ظلت تحت إشرافِ وقرار المكتب السياسي الكتائبي برئاسة الشيخ بيار، ومن بعده الدكتور إيلي كرامة لغاية ۱۹۸۷ بِحَسَب الوثائق الموجودة في الأمانة العامة. في هذه الساحة من سنة ١٩٧٦، مدينا يدنا وبالتحديد لحركة أمل، ولأن الحضور اليوم جديرٌ بأن يسمع القصة: وقفت حركة أمل ضد المد الفلسطيني على الغبيري – الشياح، فتواصل معي قائد هذه المنطقة نايف الموسوي رحمه الله، وطَلبَ مِنِّي أن أحميَ ظَهِرَهُ وأمِدَّه بالذخيرة وبأنْ أفتح له طريق جلاء للجرحى ففتحت له طريق مار مخايل – كاليري سمعان لغاية مستشفى قلب يسوع في الحازمية، لأعود وأقولُ أنّنا كلبنانيين توحدنا في ذلك اليوم ضد الغريب”.
مصابو الحرب
كلمة مصابي الحرب في حزب الكتائب ألقاها طوني الفتى الذي قال: “باسم كل الشباب الذين أصيبوا سأقول “فداكن” وكيف لا ندافع عنكم وأنتم أهلنا؟! وكيف لا نضحي من أجلكم وأنتم بقيتم الى جانبنا في عز الحرب؟ أكملنا حياتنا بكل إيمان ومحبة وابتسامة وفخر ونحن فخورون بما قدّمنا ولسنا بنادمين، لافتًا إلى أننا إذا عدنا الى تاريخنا فالبطريرك حجولا أحرقوه والبطريرك دانيال الحدشيتي قاوم بالسيف وعلى جبين الكتائب مكتوب التضحية من أجل لبنان وهو نذر”.
بعدها انطلقت المسيرة من مجمع الشياح الرياضي نحو مكان استشهاد جوزيف بو عاصي في عين الرمانة يتقدمها رئيس الحزب والقيادة الحزبية حيث وضعت أكاليل الغار على نصبه التذكاري.
==============
مصدر الخبر
للمزيد Facebook