دمى صغيرة مخلقة بالذكاء الاصطناعي.. موضة رقمية تثير المخاوف – DW – 2025/4/12

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً صور مخلقة بواسطة الذكاء الاصطناعي يظهر فيها أشخاص على هيئة ألعاب داخل صناديق صغيرة ومعهم بعض الأدوات المرتبطة بعملهم الذي يمارسونه.
الصيحة الجديدة في عالم إنتاج الصور بالذكاء الاصطناعي اطلق عليها اسم (AI doll) أو (Barbie box trend) حيث يتم فيها إنتاج الصور بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي (AI) مثل ChatGPT و Copilot لإعادة تقديم الأشخاص في صورة دمى بحجم الجيب، وفق ما ذكر موقع “ياهو نيوز”.
يأتي ذلك بعد أيام من موجة أخرى انتشرت بكثافة هائلة على مواقع التواصل الاجتماعي واستخدمها الآلاف حول العالم أطلق عليها موضة ”استوديو جيبلي” Studio Ghibli والتي تم أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي فيها لتوليد الصور.
الأمر انتشر بشكل كبير حتى شارك فيه العلامات تجارية وشخصيات مؤثرة في ابتكار صور لهذه الدمى المصغرة منهم الممثلة الأمريكية بروك شيلدز.
كيف يعمل مولد دمية الذكاء الاصطناعي؟
قد يبدو الأمر معقداً ولكن العملية بسيطة، إذ يقوم الشخص بتحميل صورة شخصية على أي تطبيق للذكاء الاصطناعي لديه حساب مسجل فيه، مع تعليمات مكتوبة للبرنامج تشرح كيف يريد المستخدم أن تبدو الصورة النهائية مثل قائمة الاكسسوارات والملابس، علماً بأن لدى كل شخص ثلاث صور فقط في اليوم يمكنه الحصول عليها بصورة مجانية.
ويجب أن تكون هذه المعلومات تفصيلية وواضحة تماماً لما يريد الشخص من الذكاء الاصطناعي أن ينتجه، بدءاً من العناصر المراد أن يظهر بها إلى نوع التغليف الذي يجب أن يكون عليه والذي يتضمن محاكاة صندوق وخط الألعاب الشهيرة مثل باربي.
مخاوف وتحذيرات
قد يبدو الأمر ذو طابع فكاهي وهو ما دفع الكثيرين حول العالم للمشاركة فيه، إلا أن هذا الاتجاه أثار انتقادات حماة البيئة، إذ حث خبراء المستخدمين على الابتعاد عن هذا الاتجاه الذي يبدو في ظاهرة بريئاً.
تقول البروفيسورة جينا نيف من جامعة كوين ماري في لندن إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في إنتاج هذه الصور ”تحرق الطاقة”. برنامج “تشات جي بي تي” ChatGPT، على سبيل المثال، تستهلك طاقة كهربائية في السنة أكثر مما تستهلكه 117 دولة، بحسب ما صرحت لهيئة الإذاعة البريطانية.
أما لانس أولانوف، محرر موقع (تيك رادار) TechRadar الأمريكي، فأشار في مقاله على الموقع إلى أن “لدينا نكتة في منزلي مفادها أنه في كل مرة نبتكر فيها إحدى “ميمات” الذكاء الاصطناعي هذه، فإنها تقتل شجرة”، وأضاف: ”هذه مبالغة بالطبع، ولكن يمكن القول إن توليد محتوى الذكاء الاصطناعي لا يخلو من التكاليف، وربما ينبغي أن نفكر فيه ونستخدمه بشكل مختلف.“
أيضاً، سلط خبراء الضوء على المخاوف من احتمال استخدام بيانات محمية بحقوق الطبع والنشر لإنشاء التكنولوجيا التي تولد الصور دون دفع ثمنها. وفي هذا السياق قالت البروفيسورة جينا نيف: ”تمثل باربي تشات جي بي تي تهديدًا ثلاثيًا” لخصوصيتنا وثقافتنا وكوكبنا”.
وأضافت: ”على الرغم من أن الأمر قد يبدو لطيفاً، إلا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تنتج هذه الصور تضع العلامات التجارية والشخصيات إلى جانب بعضهما في الصور المنتجة دون أي مسؤولية عن الانحدار الثقافي والقيمي الذي قد ينتج عن ذلك.“
وتتساءل جو بروميلو، مديرة قسم التواصل الاجتماعي والمؤثرين في إحدى وكالات العلاقات العامة في بريطانيا: “هل النتيجة اللطيفة والمضحكة تستحق العناء حقًا؟ مضيفة أنه ”إذا كنا سنستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح، فعلينا أن نضع حواجز حماية حول كيفية استخدامه بضمير يقظ”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook