الوكالة الوطنية للإعلام – العريضي من كفرمتى: الموقف الموحد لأركان الدولة برفض الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل مسألة مهمة

وطنية – أكد الوزير السابق غازي العريضي في كلمة ألقاها باسم الحزب التقدمي الإشتراكي، خلال تشييع أحد مناضلي التقدمي شاهين الغريب في بلدة كفرمتى، أن “الموقف الموحد لأركان الدولة في لبنان من رئيس الجمهورية، إلى رئيس المجلس، الى رئيس الحكومة، ثم القوى السياسية، على مختلف انتماءاتها، برفض الخضوع والضغوط والذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ورفض التطبيع مسألة مهمة وينبغي البناء عليها”.
أضاف: “إن الموقف الموحد لأركان الدولة في لبنان من رئيس الجمهورية، إلى رئيس المجلس، الى رئيس الحكومة، ثم القوى السياسية على مختلف انتماءاتها، برفض الخضوع والضغوط والذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ورفض التطبيع مسألة مهمة وينبغي البناء عليها، لذلك نأمل أن يستمر هذا الموقف موحداً على كل المستويات، وأن لا تُترك ثغرة يمكن الدخول منها لخلاف بين مسؤولين أو لتعثر في إدارة شأن ما لأن القضية أساسية ومركزية وأمامنا تحديات كبيرة: العودة إلى الجنوب، الإعمار، الاتفاق مع صندوق النقد في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة”.
وتابع: “في هذا السياق، تسجّل نقطة ثانية، جيد أن الحكومة عينت حاكماً للمصرف المركزي، وجيد أنها بدأت البحث في هذه المسألة المالية المعقدة، وهي أقرت خطة ما للمصارف. المهم بالنسبة إلينا أموال المودعين التي هي أمانة كل المسؤولين الذين أعلنوا التزامهم بها، أي أن تناقش تلك المسألة بطريقة علمية ومقاربات موضوعية عنوانها الأساس تحديد الخسائر بين كل المعنيين بهذه المسألة، وبالتالي الوفاء بالوعود تجاه المواطنين”.
وأردف: “أما المسألة الثالثة للحقيقة، والتي نحن في صدد مواجهتها فهي ما يسمى بالإصلاح. للأسف، إن مسألة الإصلاح تبدو من وقت إلى آخر كأنها تأتي تحت ضغوط خارجية بمعنى كأننا ملزمون بالذهاب إليها. نحن لسنا ملزمين بمعنى الضغط الخارجي بعد ما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه. الإصلاح مسألة تعتبر واجبا يوميا في حياتنا اليومية، نحن كمواطنين في إدارة شؤون بيوتنا، فكيف في إدارة شؤون الدولة. ومع كل ذلك، نقول نأمل خيرا، ويجب أن تنطلق هذه المسيرة لنضع حدا لكل هذه المسائل التي أعاقت مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه لتنتظم مؤسسات الدولة بعمل في إطار القوانين المرعية وليطمئن المواطن إلى مستقبله، خصوصا أن خيبة كبيرة حصلت وقلقا نعيشه بسب استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان آخذين في الاعتبار ما يحدث في فلسطين”.
وتحدث العريضي عن الراحل، فقال: “عرفت شاهين منذ بداياته وكنت أقرأ فيه رجلا استثنائيا، وسيكون رمزا في كل محطات النضال، فالمسألة بسيطة، شابٌ في بدايات الحياة يخرج من بلدة كريمة، عزيزة، أصيلة، ويذهب إلى الرحاب الأوسع، وهي القضية الأمة، وإلى الأمانة الكبرى، وإلى المسؤولية الأهم، أي القضية الفلسطينية. صحيح أن الجو العام في البلاد وفي المنطقة كانت تتقدم فيه هذه القضية، وإن كانت في لبنان موضع خلاف، لكنه حسم خياره وهو لم ينتسب بعد إلى عقيدة أو فكرة سياسية معينة، لكن فلسطين جذبته وأخذته إلى أرضها ونضالها، وعدالة قضيتها وإنسانيتها، وإلى عذابات أهلها، وإلى حقهم في النضال من أجل تحرير أرضهم، وإقامة دولتهم المستقلة عليها. وما هذا الصراع الذي لا يزال مستمرا لغاية الآن، ولهذا اختار مكانه في تاريخ النضال والجهاد، وكان المكان الصحيح”.
أضاف: “رافقته في كل ما تعرض له، عرفته عن قرب، كان عنيدا، صلبا، قويا، متماسكا، وشجاعاً. أصيب وواجه تحديات كثيرة. أصيب في مواجهات مع العدو، واستهدف من القريب، ومع ذلك كان شاهين الغريب على عناده، وثباته، وعقيدته، وصلابته، وكرامته وشجاعته، واستمرّ إلى أن انتسب إلى المؤسّسة التي كانت فلسطين أمانتها الأولى، وكان مؤسّسها رمز هذه القضية، ورمز النضال العربي لتأكيد انتماء لبنان العربي، ومنه انطلق إلى الوقوف إلى جانب الإخوان الفلسطينيين في نضالهم العادل، فكان كمال جنبلاط شهيد وحدة لبنان، ورفض التقسيم في لبنان، في المواجهات الكبرى، وكان شهيد فلسطين وشعب فلسطين، وحق فلسطين بكل ما للكلمة من معنى، لأنّه كان مؤمنا بأن لا استقرار، ولا ازدهار، لا كرامة، لا تأثير للعرب إن لم تكن فلسطين حرة، والصراع لا يزال حتى الآن، حتى اللحظة في هذا الاتّجاه، وفي هذا المنحى، وشعب فلسطين لا يزال يقاوم”.
وتخلل التشييع كلمات نوهت بمزايا الراحل وتاريخه النضالي ودوره الكبير في الدفاع عن بلدته والوطن.
============= ن.ح
مصدر الخبر
للمزيد Facebook