غارتا الضاحية وصيدا.. هذه تفاصيلها أمنياً وعسكرياً

إبان الغارة الجوية، زعمت إسرائيل أن بدير كان يخطط لتنفيذ عمليات خارجية عبر فلسطينيين تابعين لحركة “حماس” وستطال إسرائيليين. هنا، فإن هذه الرواية روّجت لها تل أبيب نفسها، بينما “حزب الله” اكتفى فقط بنعي بدير من دون توضيح الدور الذي لعبه الأخير عسكرياً وميدانياً.
المصادر قالت إنَّ العمل الإسرائيلي على قتل مسؤول كبير في “حزب الله” يأتي انطلاقاً من أمرين، الأول وهو التأثير على الجانب النفسي للقادة الآخرين الفاعلين، بينما الثاني هو التأكيد على أن الخروقات الأمنية ما زالت موجودة.
وإن تمّ النظر قليلاً في عمق المسألة، يتبين أن الكلام الإسرائيلي عن قيام بدير بالتخطيط من أجل عملية يقودها مقاتلون من “حماس”، إنما يشير إلى استمرار العلاقة الوطيدة بين الحركة الفلسطينية والحزب، وهو الأمر الذي لا يروق لتل أبيب.
واعتبرت المصادر أنّ أيّ تنسيق بين الحزب و “حماس” على عمليات ضخمة وأساسية، قد يكون عنوان المرحلة المقبلة في إطار التكامل والتعاون الذي سيحصل بعد خسائر كبيرة تلقاها كل من الحزب والحركة خلال الحرب الأخيرة.
اللافت أيضاً هو أن إسرائيل لم تكتفِ فقط بتنفيذ سياسة الاغتيالات تجاه الحزب حصراً، بل استتبعت ذلك بضرباتٍ جديدة طالت مسؤولاً في “حماس” وهو حسن فرحات الذي تم اغتياله فجر اليوم الجمعة في صيدا.
ما حصل في صيدا يشير إلى أن إسرائيل تسعى لـ”قصقصة أجنحة” القادة البارزين لدى “حماس” و “الحزب” وذلك في إطار إضعاف الكوادر القيادية التي باتت تتصدر المشهد ضمن الجماعتين، وذلك على قاعدة استهداف أي إمكانية للنهوض مجدداً بعد الحرب الأخيرة.
وأمام كل ذلك، تحدثت المصادر عن أمر في غاية الأهمية ويتصلُ بالخروقات الأمنية وكيفية معالجتها، وقالت إنَّ الإسرائيليين يحاولون ملاحقة “حزب الله” من الداخل، وما الأحداث الأخيرة التي حصلت إلا نتاج عمل استخباراتي أمني أساسه مجموعة عملاء ينشطون داخل الحزب بينما لم ينكشف أمرهم بعد.
وذكرت المصادر أنَّ الرأي العام عاد ليطرح مسألة “خرق حزب الله”، الأمر الذي يؤثر نفسياً على البيئة الحاضنة وبالتالي إضفاء نوعٍ من التململ داخلها خصوصاً عندما يُترجم ذلك بالغضب على الحزب وتحديداً لجهة السماح لقادته بالتواجد ضمن مبانٍ سكنية في الضاحية وغيرها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook