هل يستطيع حزب الله تعويض خساراته على مستوى التحالفات؟

غير أن المشهد السياسي في لبنان متغير بطبيعته، وما يبدو اليوم كضعف سياسي قد ينقلب مع تغير الظروف، لا سيما بعد الانتخابات النيابية المقبلة. فالحزب يدرك أن مفتاح استعادة موقعه وتأمين هامش أوسع من الحركة يكمن في تحقيق نتائج انتخابية تعزز كتلته النيابية، إلى جانب كتلة حركة أمل. في حال نجح في ذلك، فإنه سيصبح تلقائيًا حاجة سياسية داخلية للعديد من القوى، سواء من الأطراف الوسطية التي تبحث عن توازن جديد، أو حتى من الحلفاء السابقين الذين قد يجدون أنفسهم مضطرين لإعادة فتح قنوات التواصل معه.
علاوة على ذلك، فإن الضغوط السياسية الدولية التي تستهدف الحزب لن تبقى على الوتيرة ذاتها . فالتجارب السابقة أثبتت أن المواقف الإقليمية والدولية تتغير وفق المصالح والظروف، ما يفتح المجال أمام الحزب للاستفادة من أي لحظة تهدئة أو تبدل في الأولويات الدولية. في موازاة ذلك، فإن الواقع الداخلي اللبناني يحمل تناقضات كبيرة بين القوى السياسية، ما يعني أن الجمود السياسي الحالي لن يدوم، وستتحرك التحالفات بشكل حتمي وفق المصالح المستجدة.
في هذا السياق، يدرك الحزب أن عزلته الداخلية مؤقتة ربما، وأن إعادة ترتيب تحالفاته ليست مستحيلة. فمع أي تبدل في الموازين، سواء نتيجة الانتخابات أو تبدلات داخلية، سيجد خصومه أنفسهم مضطرين للتعامل معه بواقعية. فالسياسة في لبنان قائمة على المصالح، وليس على القطيعة الدائمة. وبالتالي، فإن المرحلة المقبلة قد تحمل معها تبدلات تعيد ترتيب المشهد السياسي، بما يعيد للحزب جزءًا من هامش المناورة الذي فقده خلال السنوات الماضية.
المصدر:
لبنان24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook