الوكالة الوطنية للإعلام – إفطار رمضاني ل”مشروع وطن الانسان” – جبيل وكلمات ركزت على الوحدة والانقاذ افرام : المرحلة دقيقة والبوم بدأنا نرى الكيان يستعيد توازنه ويعود إلى مسار التعافي والتعايش

وطنية – أقام “مشروع وطن الإنسان – جبيل” ،للسنة الثالثة على التوالي، إفطارا رمضانيا في مجمع الأوريزون – حبوب جبيل، حضره حشد كبير من الشخصيات السياسيّة والرسمية والروحية والمدنية.
شارك في دعوة الإفطار التي تزامنت مع عيد بشارة السيدة مريم العذراء الوطني المشترك، النوّاب : نعمة افرام، زياد الحواط، سيمون أبي رميا، رائد برو، سليم الصايغ، جميل عبود والنائب السابق وليد خوري.
كما حضر المفتي الجعفري عبد الأمير شمس الدين ممثلا بالشيخ محمد حيدر، الشيخ غسان اللقيس، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون ، الأب انترانيك قرميان وعدد من رجال الدين، رئيس اتّحاد بلديات جبيل فادي مارتينوس، رئيس بلدية جبيل وسام زعرور، المديرة العامة للإدارة المشتركة في وزارة الداخلية بالتكليف نجوى سويدان والمدير العام للدفاع المدني بالتكليف العميد نبيل فرح، رئيس “رابطة المخاتير” ميشال جبران، ، رئيس مجلس الأمناء في “مشروع وطن الإنسان” السيد حسن حسين الحسيني ، مساعد مدير المخابرات العميد الركن رياض علّام، رئيسة مركز جبيل في الضمان الاجتماعي ريتا أبو العز،رئيس مركز جبيل الإقليمي في الدفاع المدني مخول بو يونس ، رئيسة مركز جبيل في الصليب الأحمر اللبناني رندا كلّاب، رئيسة إقليم جبيل في “كاريتاس لبنان” جانين حداد بولس والمسؤول التنفيذيّ في مجموعة اندفكو الصناعيّة منير افرام، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليّات ثقافيّة واقتصاديّة وأمنيّة ومدنيّة.
الحسيني
بداية، رحب بالحضور رئيس مجلس الأمناء في “مشروع وطن الإنسان” السيد حسن حسين الحسيني، وتوجّه بالقول:”الصوم تُجمع عليه الديانات السماوية وتُجمع على فوائده للإنسان. فصوم الجسد فيه المنافع الصحّية الثابتة علميّاً. أما الأهم وهو صوم النفس الذي يهدي الإنسان إلى التقوى والصبر وإيقاظ الرحمة، في إطار الإلتزام الجماعي وفي تغليب القوة الإيمانيّة على قوّة الشر. فما أحوجنا في هذه الأيام الصعبة إلى صوم النفس“.
تابع الحسيني ذاكراً أنّ “الأخطار المحدقة بلبنان كثيرة، لا سّيما الخارجيّة منها، حيث تتربص به الأطماع وعلى أنواعها. أخطارٌ لا تُواجَه إلا بذلك الصبر والحكمة والوحدة. نعم الوحدة التي بدونها لن يكون إصلاح ولا إنقاذ. تلك الوحدة ليس من الصعب تحقيقها إذا تذكرنا تجارب الماضي المؤلمة وإذا غلّبنا لغة الحوار العقلاني الوطني حيث تعلو مصلحة لبنان واللبنانيين على أية مصالح فئوية أو شخصية أو أهواء طوباوية“.
وعدد مسلمات الوحدة الواضحة:” لا أمن بدون وحدة ولا حريات بدون وحدة ولا عيش كريم ولا إزدهار بدون وحدة. الوحدة هي الأوكسيجين الذي بدونِهِ لن ينهض لبنان فيبقى مريضاً عليلاً لا سمح الله. لا تتركوا بعض الأصوات التضليلية تُحبطكم لأن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين متمسكة بتلك الوحدة. لا تستسلموا للذين لا يريدون خيراً للبنان والذين يعتبرون أن إقامة الدولة تهدد إستمرارهم في نهب الوطن وتفكيكه. لقد إختبرناهم على مدى عقود طويلة وهم من كل الطوائف بدون استثناء. نسأل الله أن يهديهم التوبة وضمير الرحمة“.
وقال: “تلك الوحدة تتحقق إذا إلتزمنا جميعاً بالتالي:
أولاً – إحترام الدستور وتطبيقه كاملاً وليس إستنسابياً.
ثانياً- تحقيق السلطة القضائية المستقلة.
ثالثاً – إقرار قانون إنتخابات نيابية عادل يضمن صحة التمثيل ويخرجنا من زواريب المحاصصة والتقاسم.
رابعاً – الإجماع على إستراتيجية دفاعية تضمن أمننا القومي وتُبدِدُ كل الهواجس التي تقلق أي شريك في الوطن والإلتزام بتحرير الأراضي اللبنانية حتى آخر شبر منها”.
وختم الحسيني ً:” أخيراً وليس آخراً، لنستلهم من عيد البشارة الذي جاء ليبارك صيامنا جميعا، فنستبشرخيراً ونبشّرُ خيراً على بركة الله وبركة السيدة العذراء التي تحمل لبنان في قلبها ونحن نحملها في قلوبنا. عاش لبنان وعشتم في وحدته الوطنية“.
المطران عون
أمّا راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران ميشال عون فلفت في كلمته إلى “أنّ الإفطار هذه الليلة هو صورة عن لبنان الذي نتمناه، لبنان الموحد على المحبّة والقيم، لبنان الذي نطمح إليه وطنا حقيقياً للإنسان. من هنا “مشروع وطن الانسان “يجب أن يكون هدف كلّ سياسيّ، لأنّ السياسة وُجدت لخدمة الوطن الجامع لكل أبنائه المتساوين بالحقوق والواجبات.”
أضاف:” لذلك كل ما نطمح إليه هو الوصول إلى هذه المواطنة التي نختبر فيها جميعاً ” لبنان أوّلاً “، وحتى أستطيع كفرد الحصول على حقوقي من لبنان، عليّ أن أقوم بواجباتي وأن اقدّم التضحيات”.
وتابع: نجتمع اليوم بعيد البشارة، هذا العيد الوطني الذي نسعى كلّ عام، مسلمين ومسيحيين، أن نلتقي ونحتفل ونأخذ منه القيم الحقيقية. فمن مريم نتعلم الطاعة، فعندما يطيع الانسان الله، فهو يضع الله أوّلاً، والله يدلّنا على أخي الانسان. والصوم هو مدرسة للقيم، لأنّ الإنسان عندما يخضع جسمه وأفكاره للصوم يمتلك القيم التي تجعله يعيش مواطنيّته وانسانيّته بشكل أفضل”.
وختم عون متمنيا “أن يكون صومنا المشترك هذا العام مناسبة للاكتناز من غنى الرب والتزوّد بالمحبّة والعمل من أجل البنيان لا الهدم.“
المفتي شمس الدين
وقال المفتي عبد الأمير شمس الدين: “حين كنّا صغاراً كان الوطن حلماً، أمّا الآن فأصبح مشروعاً كما هو مكتوب في الدعوة. هنا السؤال متى يصبح الوطن حقيقة؟ ينبغي أن يجيب على هذا السؤال المسؤولون في الدرجة الأولى”.
وتوجه الى الحضور:” فوجئت بهم حقيقة ودخل السرور إلى قلبي جدّاً جدّاً، كنت أظنّ أنّه حين يلتقي النوّاب يدور الصراع في ما بينهم، ولأوّل مرة أجد نفسي مخطئاً، فسبحان الله الودة التي بينهم أكاد أحسدهم عليها، لَكَم جميلة هي جبيل التي يتفنن أهلها بالوداد. لذا أنصح اللبنانيين أن ينقلوا مجلس النواب إلى مدينة جبيل ومجلس الوزراء إلى جبيل وربّما القصر الجمهوريّ إلى مدينة جبيل”.
وختم المفتي شمس الدين :”فيا حبذا هذا التواد يستولي على كل آفاقنا، فنحن قوم نمجّد الاختلاف لا الخلاف، ففي الخلاف عظمة التمايز لا التمييز: في التمايز تكمن المنافسة من أجل غد أجمل، وفي التمييز عنصريّة. كم كان على كلّ واحد منا أن يشبه الآخر، فالجمال يكون في الاختلاف لا التشابه”.
اللقيس
في كلمته، شكر الشيخ غسان اللقيس “هذا اللقاء السنوي الذي بات موعداً للوحدة بين جميع الناس. ففي عيد بشارة السيدة مريم عليها السلام ولها مكانة عالية في الإسلام، كرّمها الله من فوق ٧ سموات واصطفاها على نساء العالمين، فمريم تجمعنا، وها نحن اليوم هنا مسلمون ومسيحيون، مع هذا الحضور على اختلاف مشاربهم، حتّى أن هناك اضدادا لم نكن نراهم يجتمعون على طاولة واحدة”.
أضاف :”أمّا بالنسبة إلى شهر رمضان في الإسلام الذي هو شهر العطاء، لأن الحسنة فيه تضاعف إلى كثير كثير، لذا التنافس يكثر على فعل الخير. من هنا أتوجّه إلى السياسيين للإلتفات أكثر إلى حاجات مدينة جبيل، من باب العطاء، محمّلاً إياهم المسؤوليّة ونحن على أبواب انتخابات”.
النائب افرام
ختاماً، توجّه رئيس المجلس التنفيذيّ ل “مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام بالتحيّة إلى كلّ الحضور الرسميّ والروحيّ والمدنيّ، معتبراً أنّه” من خلال هذا اللقاء، نشعر أن الوطن يلتقي مع الوطن، وهذا هو صلب المشروع بالتحديد كيف نبني وطناً إنطلاقاً من الإيمان، ومن العمق الروحي، في “الميثاق الحقيقي”، ذاك الذي يسبق كل شيء: قبل الدستور، قبل القوانين، قبل أي اعتبارات تنظيمية“.
وتابع: “أرى أننا أمام ثلاث سنوات متبقية لنُرسّخ هذا الميثاق، بروحية عيد البشارة. فالبشارة، بما تحمله من معنى، تضع مريم العذراء التي حملت في أحشائها يسوع المسيح، روح الله المتجسّد، في قلب الحدث. ولا أرى أيّ فرق بين روح الله وأمّ الله. نبني على أقوى صخرة هي صخرة المسيح، وهذا الميثاق يمكن أن يكون راسخاً بعمق إذا ما انطلقنا من إيمان موحّد بأن هذا الوطن هو وطن الإيمان بالله الواحد، الذي لا نختلف عليه، ولا على تعددية الطرق المؤدية إليه. ونحن هنا لنُجدد الالتزام بنمط حياة نحبّه ونقدّسه، طريق الصيام، بصِيَغه المسيحية والإسلامية، التي تقود إلى الله. إنّه اللقاء مع الله، الذي يبدأ من أعماق الذات ويخرج بها إلى تواصل روحي أعمق، هو الطريق الذي نُكرّسه اليوم ونحتفل به. لأننا معاً، سنكمل هذا الطريق“.
أضاف افرام: “مشروع وطن الإنسان”، كما يعبّر شعاره “حرّية، سيادة، ازدهار”، يجسّد ثلاثية مترابطة، لا تكتمل واحدة دون الأخرى. الحرّية هي إطلاق الطاقات، واستثمار نِعَم الله فينا إلى أقصى مدى، لأن مسؤوليتنا تكمن في أن نُطلق مواهب الرب وما طبعه فينا نحو أسمى ما في الإنسان”.
وقال :”السيادة، في رؤيتنا، أن يكون المجتمع سيّد قراره، انطلاقاً من مصلحته الوطنية ومصلحة أبنائه. السيادة الحقيقية تتحقّق عندما تتخذ قرارك عن قناعة حرة ومسؤولة، لأنك صاحب القرار، وهذا هو الأساس في بناء مشروع الوطن. الإنسان السيّد الحرّ لا يمكنه إلا أن يتّخذ قرارات تخدم مصلحة وطنه وأبنائه. أما الازدهار فهو النتيجة الطبيعية لتفاعل الحرّية والسيادة بمعناهما الكامل”.
وتابع :”الازدهار يبدأ بتحسين نوعية الحياة، ويتطور إلى ابتكارات وبراءات إختراع، إلى تمايز في الرياضة، في أسلوب العيش، في الهندسة والطب، وفي القدرة على جذب الطاقات من العالم إلى لبنان، بدلاً من أن يُهاجر أبناؤه لأن لبنان أصغر من طموحاتهم. الازدهار هو عندما نقول، من هذه البقعة بالذات، إلى العالم كلّه: “انظروا، لقد دخلنا السباق نحو التألّق”. السباق نحو العدم لا يقود إلا إلى الموت، أما السباق نحو التألّق، فيفتح أبواب الأمل لمستقبل أفضل لأولادنا. وحين نفكر بأولادنا، نتحرّر من الأنانية، لأن المسائل الميثاقيّة لا تُقارب بأنانيّة فرديّة، بل تُفهم بشكل أعمق عندما نفكر بالأجيال القادمة، فنُلامس بذلك المحبّة المطلقة، محبّة الأب لأبنائه، وهي أقوى أشكال الحب. لذا، عندما نعمل لبناء الوطن، يجب أن نفكر بأولادنا وأحفادنا”.
واستطرد افرام :”مشروع وطن الإنسان هو رحلة من الذات إلى الوطن، وهذا المسار هو جوهر المشروع. من هنا، نحن نؤمن بالاحتراف، بالشفافية، وبنمو الفرد والمجتمع معاً.
نحن نرفض المبدأ القائل إن الجماعة تُبنى على أنقاض الفرد، فهذه الفكرة سقطت يوم دخل الإيمان الحقيقي بالله، الذي يرى في الإنسان أسمى المخلوقات وأجملها. فلا مشروع يسمو فوق كرامة الإنسان. كل ما في هذا الوجود، بما فيه السياسة والقوانين، يجب أن يكون في خدمة الإنسان. لذلك، ينطلق “مشروع وطن الإنسان” من الفرد إلى الجماعة، من الذات إلى العام، ويؤمن بأن الإنسان مدعوّ إلى التألق، التمايز، والازدهار“.
واردف :”من سنة إلى أخرى، نلمس في هذا اللقاء روح الإيمان بوطن نحلم به لأبنائنا، رغم كل التحديات والمخاضات. انظروا أين أصبحنا اليوم: قبل عام، كنّا نعيش في ظلال المجهول، ونتساءل عن مصير الكيان اللبناني. أما اليوم، فمع انتخاب رئيس جديد للجمهورية ورئيس حكومة وانتظام الحوكمة، بدأنا نرى الكيان يستعيد توازنه ويعود إلى مسار التعافي والتعايش.نعم، المرحلة التي نمرّ بها دقيقة وصعبة، لكننا لا نزال نؤمن بأن الأمل موجود.“
وختم افرام:”هي مرحلة دقيقة، لأن الشرق بأسره يعيش على حافة تحوّل خطير، ويقول البعض إن التحضير لها بدأ منذ مئة عام. وفي حضور المطارنة والآباء الكرام والمشايخ الأجلّاء، نرفع في عيد البشارة صلاةً خاصة من أجل لبنان، أن نعبر هذه المرحلة بلا دماء، بل بألم المخاض الإيجابي، الذي يُدخلنا إلى المئوية الثانية بفعالية أكبر، بإنتاجية أوسع، بمحبة أعمق، وباستقرار يفوق ما شهدته المئوية الأولى“.
وكان تخلل الافطارفقرة روحيّة تجمع ما بين الأناشيد والابتهالات الإسلاميّة الرمضانيّة مع المنشد حسن علي ترمس، ثم كلمة رمضانيّة تعريفيّة عن السيدة مريم العذراء في القرآن الكريم قدّمها امام مدينة جبيل الشيخ أحمد اللقيس، ومن بعدها تراتيل مسيحيّة للسيّدة مريم العذراء، مع المرنّمة ألين سابا.
================
مصدر الخبر
للمزيد Facebook