ضغط أميركي لإبرام اتفاق مع تل أبيب: أكبر من هدنة وأقل من تطبيع

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط»أن «واشنطن تدرك جيداً وجود استحالة أمام لبنان لتطبيع علاقاته بإسرائيل، وهي تضغط عليه بعدم اعتراضها على الخروق الإسرائيلية شرطاً للتوصل إلى اتفاق».
وأكد المصدر أن إسرائيل «تعطّل الجهود الحكومية لسحب سلاح الحزب، بمواصلة خرقها اتفاق وقف النار، ولا يرى في المقابل جدوى للحملات السياسية التي استهدفت رئيس الحكومة نواف سلام على خلفية موقفه من سلاح الحزب».
ويقول مصدر سياسي بارز إن دعوة أورتاغوس لبنانَ إلى تطبيع علاقاته بإسرائيل ليست شخصية؛ بل تستمدها من مطالبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبنانَ وسوريا بالتوصل إلى معاهدة سلام مع إسرائيل. ويؤكد أن «انتقادها الجيشَ اللبناني ليس في محله على خلفية تحميله مسؤولية حيال إطلاق 5 صواريخ على مستعمرة المطلة، فيما تلوذ بالصمت ولا تتطرق إلى الخروق الإسرائيلية؛ التي لم تتوقف منذ أن وقّع لبنان على اتفاق وقف النار، ولا تلقى رداً من (حزب الله)».
ويلفت المصدر السياسي إلى أن «الحزب» تجاوب مع طلب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وبادر إلى إصدار بيان ينفي فيه علاقته بإطلاق الصواريخ الخمسة، ويؤكد أنه تمكن من خلال الاتصالات الدولية والعربية، فور إطلاقها، من استيعاب رد فعل إسرائيل التي استعاضت عنه بمواصلة ملاحقتها الكوادر العسكرية والأمنية لـ«الحزب»، «واستهدافها جواً، كما تدّعي، ما تبقى من بنيته العسكرية في شمال الليطاني امتداداً إلى البقاع والحدود اللبنانية – السورية».
وتحدث مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء الكويتية» عن «تراجع أميركي، أو على الأقل نفي لأي مسعى لجر لبنان إلى محادثات التطبيع، على الرغم من تصريح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالقول ان اتفاق سلام بين إسرائيل وكل من لبنان وسورية ممكن في هذه المرحلة، وتعقبه اتفاقات مع دول أخرى».
وأضاف المصدر: «قالت نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس ان الولايات المتحدة ليست في صدد جر لبنان إلى التطبيع، بل كل ما ستسعى إليه هو اتفاق حدودي طويل الأمد، والسعي إلى منع أي وجود مسلح، وتاليا إطلاق الصواريخ من لبنان. ولكنها في الوقت عينه دافعت عن العدوان الإسرائيلي، واعتبرته دفاعا عن النفس أو بمثابة رد مشروع».
وذكرت «الجمهورية »، أنّ مسؤولاً دولياً نقل إلى الجهات المسؤولة في الدولة مخاوف من انزلاق الوضع إلى توترات خطيرة. واللافت في ما نقله المسؤول تأكيده أنّ «إسرائيل تتحمّل مسؤولية كبرى في هذا الأمر، نظراً لعدم التزامها كما يجب باتفاق وقف إطلاق النار وعدم انسحابها من مجموعة النقاط على الجانب اللبناني من الحدود، وهذا الأمر من شأنه أن يُشكّل عامل تفجير للوضع».
وأكّد المسؤول الدولي وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان، وتأكيدها على جميع الأطراف الحفاظ على الأمن والاستقرار، ولاسيما على الجانبَين اللبناني والإسرائيلي من الحدود، مُقدِّراً الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني، خصوصاً في منطقة جنوب الليطاني. لافتاً في الوقت عينه إلى أنّ قوات حفظ السلام الدولية «اليونيفيل » على تنسيق كلّي مع الجيش اللبناني، والتقارير التي تُرفع، لا تؤشر إلى وجود مسلحين أو مظاهر مسلحة جنوب الليطاني، كما لا تؤشر إلى حصول أي خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار من منطقة جنوب الليطاني .
في سياق متصل، نقل أمنيّون عن ديبلوماسي غربي على صلة بلجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، عنه قوله رداً على استفسارهم حول ما سمّوه تخاذل اللجنة أمام إسرائيل، وأنّها منحازة برئيسها كلياً إلى جانب إسرائيل: «ما نعرفه هو أنّ التواصل دائم مع المسؤولين في إسرائيل، والمباحثات معهم شاقة جداً. وهم يقولون أيضاً إنّ «حزب الله » لا يلتزم بالاتفاق، ويحاول إعادة تجهيز بنيته العسكرية والتسليحية».
وبحسب تقدير الديبلوماسي عينه، فإنّ «إسرائيل تحاول التضييق على «حزب الله » بكل الطرق، لمنع وصول المال والسلاح إليه، والأمر أؤكّد أنّه مفتوح على تطوّرات مرتبطة بهذا الأمر.
وفي اعتقادي أنّ إسرائيل، كما «حزب الله »، لا يمكن لأي حل سياسي أن يسود بينهما، وأخشى أنّ الحل بينهما، هو عسكري في نهاية المطاف، هذا لا يعني أنّني أقول بأنّ هذا الحل سيحصل اليوم أو في أي مدى زمني قريب، أنا أقدِّر إلى أين تسير العلاقة بينهما، في الماضي كانت هناك ما تسمّى قواعد اشتباك بينهما، وأمّا اليوم فلا توجد أي قواعد».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook