آخر الأخبارأخبار محلية

رئيس منظمة فرسان مالطا في كندا: عملنا في لبنان إنساني بعيداً عن السياسة

قليلون هم الذين يقدّمون من وقتهم وجهدهم وتعبهم وذواتهم من دون أن يطلبوا في المقابل ما يعود إليهم بمنفعة خاصة. هؤلاء يتركون حيث يمرّون بصمة لا تُمحى، وأثرًا غير قابل للتأويل أو التفسير. هؤلاء هم الذين لا يجعلونا لا نتردّد في قول الحقيقة كما هي من دون إضافات، ومن دون تجميل أو حتى تشويه.

 

من بين هؤلاء يأتي اسم السيد مروان الصحناوي، رئيس منظمة فرسان مالطة ذات السيادة، الذي لا يميز في عطائه بين انسان وآخر. فالقاسم المشترك بين هذا وذاك هو الحاجة إلى أنسنة ما يقوم به المرء عندما يجد نفسه أمام مأساة انسانية عابرة للطوائف والمذاهب والانتماءات السياسية.

 

ففي لقاء جمع عددًا من العاملين في القطاع الإعلامي في دارة راعي ابرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت، وبدعوة منه، وفي حضور مسؤولة التنمية والتواصل في المنظمة السيدة اميمة فرح،  شرح السيد الصحناوي أهداف المنظمة في العالم وفي لبنان، وهي أهداف إنسانية بحتة تقوم على القيم المسيحية، التي تعتبر أن كل انسان، أيًّا كان دينه أو لونه أو جنسيته أو انتماؤه السياسي، هو كذاك السامري، الذي تحدّث عنه الانجيل، مؤكدًا أن عمل المنظمة في لبنان يهدف إلى إبقاء المواطن اللبناني، وبالأخص المسيحي، الذي يعيش في الأطراف راسخًا في أرضه، وذلك من خلال ما يمكن تقديمه له من خدمات طبية واجتماعية وزراعية تمكّنه من التمسّك بأرض الأباء والأجداد، مدافعًا عنها بكل ما أؤتي من قوة إيمانية.

 

أميمة فرح

 

وبعدما رحب المطران تابت بالحضور شارحًا أهمية الدور الإنساني التي تقوم به المنظمة في لبنان ولاسيما في الأطراف، تولت السيدة فرح إعطاء نبذة عن نشأة المنظمة وقالت:‏ “فرسان مالطا جماعة كاثوليكية مقرها روما، يعترف بها القانون الدولي كياناً ذا سيادة. وتضمّ حالياً نحو 13.5 ألف ‏عضو، ولها عضوية في الأمم المتحدة ونحو 80 منظمة دولية بصفة مراقب، وتقيم علاقات ديبلوماسية رسمية مع 115 دولة.‏

 

وأضافت: “تأسست منظمة فرسان مالطا، واسمها الكامل “نظام السيادة العسكري لفرسان مستشفى القديس يوحنا الأورشليمي من رودوس ‏ومالطا نحو عام، أي قبل الحملات الصليبية 1048، خلال عصر الدولة الفاطمية، لتقديم المساعدة الطبية للحجاج المسيحيين القادمين ‏لزيارة قبر المسيح بكنيسة القيامة‎. وبعد انحسار السيطرة الصليبية على القدس انسحب الفرسان أولاً إلى قبرص في الفترة بين عامَي 1291 و1310، ثم إلى جزيرة ‏رودوس حتى طردهم منها العثمانيون عام 1523، فمالطا حيث مارسوا السيادة المطلقة حتى طردهم نابوليون بونابارت عام 1798 ‏بعدما اعتبر تلك الجزيرة موقعاً استراتيجياً يساعده في حملته إلى مصر‎.‎

 

مروان الصحناوي

 

بعد ذلك تكلم السيد مروان الصحناوي عن دعوته لزيارة كندا التي جاءت جاءت بناء على دعوة من المطران تابت، الذي يجمع حوله جميع أبناء الجالية اللبنانية، ‏والذي مُنح ميدالية الملك شارلز الثالث تقديرًا لجهوده في توثيق العلاقات بينهم وبين المجتمع الكندي. وأشار إلى أن هدف الزيارة هو ‏تعريف المغتربين اللبنانيين على أهداف المنظمة، وتشجيعهم على الاستمرار في مدّ يد المساعدة لوطنهم الأم، لأنه من غير المقبول أن ‏نترك لبنان يموت، وهو لن يموت بفضل جهود المخلصين، الذين يبذلون الغالي والرخيص من أجل أن يبقى وطنهم في طليعة الدول ‏الساعية إلى رفاهية شعوبها، إذ كفى لبنان ما عاناه من حروب ومآسٍ وكوارث.

 

وانتقد السيد الصحناوي السياسات التي أدت إلى تدهور الوضع في لبنان، مشيرًا إلى أن السياسات المتناحرة والخطابات التي تُقسّم ‏المجتمع ساهمت في إضعاف الروح الوطنية. وأن الشعب اللبناني يحتاج اليوم إلى إعادة بناء الثقة والعودة إلى قيم الوحدة والتعايش ‏المشترك، مع تعزيز العمل الإنساني بعيدًا عن النزاعات الحزبية‎.‎ وأشار إلى ضرورة أن تبقى المؤسسات والفعاليات – سواء كانت دينية أو اجتماعية – ملتزمة بمبادئ إنسانية عليا، بحيث تُعزز من ‏مكانة الإنسان اللبناني وتعيد له كرامته.‏

 

التفكير البعيد المدى

 

ودعا‎ ‎الصحناوي‎ ‎إلى التفكير البعيد المدى، مشددًا على أن لبنان لا يحق له أن “يموت” سياسياً أو اجتماعياً، بل يجب العمل على إعمار ‏الوطن بكل ما أوتي من إمكانيات. ووجه رسالة إلى أبناء الوطن بأنه إذا لم يُستثمر في الإنسان اللبناني، فلن يكون هناك مستقبل مشرق ‏للبلاد، بل ستظل البنى التحتية والهوية معلقة في حالة ركود‎.‎

 

ووجه دعوة واضحة لتحمل المسؤولية والبدء في العمل على إعادة بناء الكيان الوطني من خلال شراكة إنسانية وصادقة. وأكد أن ‏العودة إلى القيم الحقيقية والالتزام بالعمل الإنساني هما السبيلان الرئيسيان لاستعادة كرامة لبنان وجعل كل فرد جزءًا من قصة وطنية ‏متكاملة‎.‎

 

وأكد الصحناوي أنه لا توجد دوافع شخصية أو سياسية وراء المبادرات التي يقدمها، بل ينطلق العمل من روح التواضع والالتزام ‏بمصلحة الوطن. فهو يعتبر أن العمل الجماعي والابتعاد عن الانقسامات السياسية هو السبيل لإحياء قيم الوحدة الوطنية وإعادة إشراقة ‏‏“الأرض المقدسة” بالشرق‏‎.‎

 

 

ودعا إلى التركيز على الخدمة الإنسانية والعمل على إعادة بناء الكيان الوطني، مؤكدًا أن لبنان اليوم بحاجة إلى تجاوز الخلافات ‏والتركيز على ما يجمعنا كبشر، وإعادة الاعتبار لقيم العدل والكرامة في مواجهة التحديات الراهنة.‏

 

اهداف انسانية

 

‏وفي المجال ذاته، شدد على ان أهداف منظمة فرسان مالطا أهداف إنسانية بحتة تقوم على القيم المسيحية، مؤكدًا أن عمل ‏المنظمة في لبنان يهدف إلى إبقاء المواطن اللبناني، الذي يعيش في الأطراف راسخًا في أرضه، وذلك من خلال ما يمكن تقديمه له ‏من خدمات طبية واجتماعية وزراعية تمكّنه من التمسّك بأرض الأباء والأجداد، مدافعًا عنها بكل ما أؤتي من قوة إيمانية.‏

 

وأشار في لقائه مع إعلاميي كندا إلى أن عمل المنظمة يهدف إلى أن يعيش اللبناني بكرامة وعزّة نفس، من خلال ما ‏يُقدّم له من خدمات تساعده على العيش متصالحًا مع الأرض ومع بيئته، وذلك انطلاقًا من مبدأ أساسي، وهو عدم ترك اليأس يتغلغل ‏إلى نفسه، وإلى تعزيز ثقته بقدراته الذاتية، وإلى ترسيخ ايمانه بلبنان، الذي يجب أن يبقى حاملًا تلك الرسالة التي تحدّث عنها البابا ‏القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أعطاه بعدًا انسانيًا ومسيحيًا فريدًا من نوعه.‏

 

وتطرق السيد الصحناوي في لقائه إلى عدّة عناوين في ما تقوم به منظمة فرسان مالطا ذات السيادة في لبنان، من جنوبه إلى بقاعه ‏وجبله وشماله، من عمل انساني بحت بعيدًا عن السياسة الضيقة. ومن بين هذه العناوين السعي إلى إيجاد بيئة مكتملة العناصر، حيث ‏يمكن الانسان في شكل عام، إلى أي دين انتمى، والمسيحي في شكل خاص، أن يعيش في سلام مع محيطه المكتفي ذاتيًا من خلال ما ‏ينتجه بمساعدة أخصائيين في أكثر من مجال من العاملين في المنظمة والبالغ عددهم الـ 600، عدا عن عدد كبير من المتطوعين ‏المؤمنين بأهداف المنظمة وعملها الإنساني.‏

 

علاقة جيدة مع الجميع

 

ويقول السيد الصحناوي أن علاقته جيدة مع جميع المسؤولين في الدولة، وبالأخص رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يُشكّل ‏الأمل لجميع اللبنانيين التواقين إلى رؤية طنهم متعافيًا وبعيدًا عن التأثيرات الخارجية وصراعات الآخرين، سواء على أرضه، أو على ‏حدوده، مؤكدًا مواصلة العمل مع جميع المخلصين من أجل تعزيز وضع الذين يحتاجون إلى مساعدة، وبالأخصّ الذين يعيشون في ‏الأطراف المحرومين من الخدمات القليلة، التي تقدّمها الدولة في ما يُسمّى الانماء المناطقي المتوازن.‏

 

وعن العلاقة الوطيدة التي تجمعه بقداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس قال انه يخصّ لبنان بمحبة خاصة، ويسعى بكل ما للفاتيكان من ‏تأثير إيجابي من أجل رفع الضغط الذي يُمارس على لبنان لكي يستطيع أن يستعيد عافيته، ويعود إلى لعب دوره الإيجابي في المنطقة.‏

 

وأشار السيد صحناوي في لقائه مع إعلاميي كندا إلى أن عمل المنظمة يهدف إلى تشجيع اللبناني على البقاء في وطنه، وأن يعيش بكرامة وعزّة نفس، من خلال ما يُقدّم له من خدمات تساعده على العيش متصالحًا مع الأرض ومع بيئته، وذلك انطلاقًا من مبدأ أساسي، وهو عدم ترك اليأس يتغلغل إلى نفسه، وإلى تعزيز ثقته بقدراته الذاتية، وإلى ترسيخ ايمانه بلبنان، الذي يجب أن يبقى حاملًا تلك الرسالة التي تحدّث عنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي أعطاه بعدًا انسانيًا ومسيحيًا فريدًا من نوعه.

 

الحديث مع السيد الصحناوي لا حدود له، وهو الذي لديه الجواب الوافي لكل سؤال. له تطلعاته المستقبلية، وله رؤيته الخاصة بما يمكن أن يكون عليه لبنان الغد.

 

 

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى