آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – البناء: تظاهرات شعبية حاشدة تهز اسطنبول وتل أبيب طلباً لرحيل أردوغان ونتنياهو

الحوثي: لن نتفرّج على الاعتداءات على لبنان ونقول لأخوتنا هناك «لستم وحدكم» 
بري: لن نقبل بلجان التفاوض ولن نستدرج إلى التطبيع وإسقاط اتفاق وقف النار

وطنية- كتبت صحيفة “البناء”: رغم استمرار الحرب الوحشية على غزة وتسببها بعشرات الشهداء والجرحى، ورغم مواصلة الغارات الأميركية على محافظات اليمن والتسبب بتدمير البنى التحتية وقتل المواطنين الآمنين، خطفت تظاهرات اسطنبول وتل أبيب الأضواء، حيث خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين ينادون برحيل رجب أردوغان في اسطنبول ونتنياهو في تل أبيب، وانتقل الحدث التركي الأول من متابعة المشهد السوري الذي كان حتى الأمس إنجازاّ في رصيد العثمانية الجديدة، لتبدو هذه العثمانية أمام امتحان وجودي في ساحتها الأم، وتحوّل اعتقال المرشح الرئاسي رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو إلى شرارة أشعلت مواجهة مفتوحة بين النظام الحاكم والمعارضة التي يقودها حزب الشعب الجمهوري، حول هوية النظام، بين العثمانيّة التي تشكل تنظيمات مثل جبهة النصرة أدوات توسّعها في الإقليم، ومشروع تركيّ داخليّ يريد الاهتمام بشؤون البلد ومعالجة قضاياه الداخلية وتعزيز وحدته الوطنية دون إعادة نظر بتحالفات تركيا الغربية التي يحرص عليها النظام الحالي، ويتبناها معارضوه. فالهوية الاجتماعية للنظام بدت موضوع الانقسام أكثر مما هي الخيارات الإقليمية إلا من حيث تأخذ الهوية العثمانية بالنظام الحالي نحو تدخلات إقليمية لم تنجح في تحقيق وعود النظام للشركات التركية بالانتعاش الاقتصادي، سواء عبر رهان ليبيا أو الرهان السوريّ.

في تل أبيب والقدس وحيفا كانت التظاهرات التي جمعت عشرات الآلاف وتزايد المشاركون فيها أضعافاً تحت عنوان رفض إقالة رئيس جهاز الشاباك والمستشارة القضائية للحكومة، بدت الأزمة أيضاً تحت عنوان الهوية الاجتماعية للنظام وليس حول خياراته الإقليمية، بين نظام يقوده المستوطنون المتطرفون دينياً، ونظام تتوازن فيه السلطات بين الحكومة والقضاء فيطمئن له المستثمرون والمختلفون في هويتهم الاجتماعية، ويصبح الخلاف على الشؤون الإقليمية عندما تقود الخلافات حول هوية النظام إلى تعريض حياة الأسرى للخطر لأن مصلحة النظام الحاكم بالمضي بالحرب على غزة والمخاطرة بحياة الأسرى تشكل صمام أمان وحدة قوى النظام الحاكم.

في المنطقة، بقي اليمن عنوان المواجهة إسناداً لغزة، ونجحت صواريخه بإنزال المستوطنين الى الملاجئ مرة جديدة أمس، وكان جديد اليمن كلام قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي عن لبنان، حيث قال «إنّنا تابعنا الاعتداءات الإسرائيليّة على مناطق مختلفة في لبنان، وهي اعتداءات غير مبرّرة»، مؤكّدًا «موقفنا الثّابت المبدئي لإسناد إخوتنا في «حزب الله» والشّعب اللّبناني في أي تطوّرات كبيرة أو تصعيد صهيوني شامل». وشدّد على «أنّنا لن نتفرّج على الاعتداءات الصّهيونيّة على لبنان، ونقول لإخواننا في «حزب الله» والشعب اللبناني لستم وحدكم ونحن إلى جانبكم»، لافتًا إلى أنّ «في أي ظرف يتطلّب منّا التّدخل إلى جانب إخوتنا في «حزب الله» والشّعب اللّبناني، نحن مستعدّون لذلك».

في لبنان، جاء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري قاطعاً في رفض الدعوة للتفاوض مع كيان الاحتلال وفقاً لما تحدّث عنه المسؤولون الأميركيون، فقال بري إنّ “لدى “إسرائيل” نيّةً لاستدراجنا إلى الدّخول في مفاوضات سياسيّة، وصولًا لتطبيع العلاقة بين البلدين، لكنّنا لسنا في هذا الوارد”، موضحًا أنّ “لدينا اتفاقًا يحظى بدعم دولي وعربي وبتأييد الأمم المتّحدة، ونحن نطبّقه ونلتزم بحرفيّته، و”إسرائيل” هي مَن تعطّل تنفيذه وتسعى للالتفاف عليه”. وأكّد برّي أنّ “حزب الله يلتزم بالاتفاق، ولم يعرقل تنفيذه، وانسحب من جنوب الليطاني، ولم يطلق رصاصةً منذ 4 أشهر، رغم أنّ “إسرائيل” تُمعن في خرقه وتتمادى في اعتداءاتها على البلدات الجنوبيّة، وصولًا إلى البقاع والحدود الدّوليّة بين لبنان وسورية”، لافتًا إلى أنّ “الحزب يمتنع عن الرّد على الخروق الإسرائيليّة لوقف النّار، ويتّبع سياسة ضبط النّفس، ويقف خلف الدولة اللبنانية لتطبيق الاتفاق بتثبيت وقف النّار”. وتوقّف أمام الاقتراح الّذي ينصّ على أن يتشكّل الوفد اللّبناني من عسكريّين ومدنيّين يتمتّعون بصفة دبلوماسيّة للتّفاوض في إطلاق الأسرى اللّبنانيّين، وانسحاب إسرائيل من النّقاط الّتي تحتلّها، وتثبيت الحدود اللّبنانيّة – الإسرائيليّة استنادًا إلى ما نصّت عليه اتفاقيّة الهدنة الموقّعة بين البلدين عام 1949، على أن تشمل النّقاط المتداخلة الّتي تحفّظ عليها لبنان والواقعة على الخط الأزرق، مشدّدًا على أنّ “مثل هذا الاقتراح غير قابل للبحث، لأنّ مجرّد القبول به يعني الإطاحة باتفاق وقف النّار الّذي يجب أن ينفّذ برعاية الـ”يونيفيل”، وبإشراف اللّجنة الخماسيّة”.

لا تزال الأوضاع الميدانيّة في جنوب لبنان تشهد حالةً من التوتّر، وسط مخاوف من اتّساع دائرة التصعيد وتكرار الاستهدافات الإسرائيليّة. وأمس، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة، غارة استهدفت سيارة في بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان، ما أدّى إلى مقتل المواطن حسن الزين وإصابة آخرين بجروح، وفقًا لتقارير ميدانيّة.

وذكرت التقارير الميدانية أنّ صاروخًا موجّهًا أصاب سيارة الزين، بينما أشارت مصادر محلية إلى أنّ الزين هو صاحب مقهى في البلدة نفسها، كان قد تعرّض لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ مباشر مساء السبت، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالمبنى من دون وقوع إصابات بين الزبائن حينذاك.

وفي الساعات الماضية، سُجّل تحليق مكثّف لطائرات استطلاع إسرائيليّة على علوٍّ منخفض فوق الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وفي أجواء منطقتَي بعلبك والهرمل على علوّ متوسّط، فيما ألقت طائرة مسيّرة إسرائيليّة قنابل على غرفة جاهزة في الناقورة، كان أحد أبناء البلدة قد وضعها فوق ركام منزله المدمّر، فضلًا عن استهداف عدد من المنازل الجاهزة في بلدة شيحين. كما تعرّضت منطقة اللبونة بين علما الشعب والناقورة لقصفٍ مدفعيّ إسرائيليّ. كما أغار الطيران الحربيّ الإسرائيليّ مستهدفًا منطقة اللبونة، جنوبًا. وأفيد بـ”إصابة مواطن بجروح، جرّاء إلقاء محلّقة إسرائيليّة قنبلةً على جرّافة بالقرب منه كانت تعمل على رفع الرّكام في بلدة يارون”. وأعلنت قيادة الجيش – مديريّة التّوجيه، أنّ “العدو الإسرائيلي رفع وتيرة اعتداءاته على لبنان، متّخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعًا شهداء وجرحى؛ فضلًا عن التّسبّب بدمار كبير في الممتلكات”.

وأشارت في بيان، إلى أنّ “العدو لم يكتفِ بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليّات هندسيّة وعسكريّة مختلفة تابعة له السّياج التّقني صباح أمس، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوّات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللّبنانيّة؛ في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النّار”.

ولفتت المديريّة إلى أنّه “في المقابل، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دوريّة من قوّة الأمم المتّحدة الموقّتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوّات المعادية إلى الدّاخل المحتل”، مؤكّدةً أنّ “قيادة الجيش تتابع التّطوّرات بالتّنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنيّة، لاحتواء الوضع المستجدّ على الحدود الجنوبيّة”.

إلى ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط، دعم الجامعة العربيّة وتضامنها الكامل مع لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيليّة المتواصلة ضدّه. وأعلن المتحدّث الرّسميّ باسم وزارة الخارجية المصرية تميم خلاف، في بيان، أنّ “وزير الخارجيّة بدر عبد العاطي استقبل الممثّلة العليا للشّؤون الخارجيّة والسّياسة الأمنيّة للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لعقد مشاورات سياسيّة للتّشاور في التّطوّرات الأخيرة الّتي شهدها جنوب لبنان، حيث شدّد على “موقف مصر الدّاعم للدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها الوطنيّة واستقرارها، في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة”، لافتًا إلى “ضرورة التّنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائيّة في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوّات الإسرائيليّة من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701 من جانب كلّ الأطراف دون انتقائيّة”.

استكمالاً للاتصالات الدبلوماسيّة للحدّ من التصعيد، اتصل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي بأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبيّة ونائب رئيس المفوضيّة كايا كالاس طالباً تدخلهما وإجراء الاتصالات اللازمة لوقف الهجمات الإسرائيلية، والضغط لإعادة الهدوء وإنهاء الاعتداءات المستمرّة على لبنان.

إلى ذلك تتجه الأنظار إلى التشكيلات القضائية، إلا أن الاتفاق لم يحصل بعد بين الرئاستين الأولى والثانية، حيث ستستكمل هذا الأسبوع لتعيين المدعي العام المالي وعلى خط آخر أفيد عن اجتماعات عقدت داخل قصر عدل بيروت بين رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود ووزير العدل أمين نصار للنقاش حول منصب المدعي العام التمييزي. عبود يفضل تثبيت القاضي جمال الحجار، في حين أن بعض الوزراء يطرحون اسم القاضي ربيع حسامي لتولي المنصب.

هذا وتستمر الاتصالات والمشاورات على الصعيد الداخلي ومع الخارج لتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان قبل نهاية هذا الشهر علماً أن المعلومات تشير الى تمسك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بتعيين كريم سعيد. إلا أن التباينات بينه وبين رئيس الحكومة لا تزال على حالها حيال الاسم إذ أن نواف سلام يميل إلى اسم آخر علماً أن الأسماء المطروحة مقبولة كلها من واشنطن.

هذا ويصل إلى بيروت غداً الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وسيبحث موضوع حاكمية مصرف لبنان مع المسؤولين اللبنانيين في إطار مناقشة موضوع متابعة الإصلاحات التي تحرص باريس على إنجازها بأسرع وقت ممكن وتشير المعلومات إلى أن باريس تدعم وصول المصرفي سمير عساف إلى الحاكميّة. وعلى خط آخر سيبحث لودريان مع المسؤولين ملف الجنوب وتنفيذ كامل اتفاق وقف إطلاق النار. وتأتي زيارة لودريان قبل ساعات من زيارة سيقوم بها الرئيس عون إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي لقد آن الأوان لنبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة. وهذا يقتضي العمل معًا “في الأمور الجوهريّة بالوحدة، وفي العوارض بالحريّة، في جميع الأمور “بالمحبّة” (القدّيس أوغسطينوس). إنّ تنقية الذاكرة أمرٌ شجاع ومتجرّد في آن. لكنّها ضروريّة للجميع لأنّها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنيّة والاستقرار النفسيّ والأمنيّ والاجتماعيّ”.

في كاتدرائيّة مار جرجس وسط بيروت، ودّع الجسم الصحافي الإعلامية هدى شديد بعد صراع طويل مع مرض السرطان. وترأس مطران بيروت للموارنة بولس عبد الساتر الصلاة الجنائزيّة، بحضور لفيف من الكهنة والشمامسة. وقال رئيس مجلس إدارة الـ LBCI الشيخ بيار الضاهر في كلمة له: “هدى العبرة والمثال ستبقى”. وبعد التعازي، انتقل موكب جثمان شديد إلى مسقط رأسها ليوارى في الثرى. بنثر الورود وقرع جرس كنيسة مار أنطونيوس الكبير في بيادر رشعين حيث استقبل الجيران والأهل والأصدقاء والزملاء في زغرتا والبلدات المجاورة والبلدات الشمالية الأخرى جثمان الإعلامية الراحلة الزميلة هدى شديد في رحلتها الأخيرة من كنيسة مار جرجس في وسط بيروت إلى مدافن العائلة في مسقط رأسها كفريا قضاء زغرتا.

واعتبر رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان أنَّ رحيل الصحافية والإعلامية هدى شديد خسارة للإعلام المهني الرصين.

وفي بيان له، قال حردان: “عرفنا الإعلامية الراحلة هدى شديد أنموذجاً طيباً للصحافة التي هي مقياس ارتقاء المجتمع، وصورة أخلاقه”.

وأضاف: “لقد كانت الرسالة الإعلامية التي حملتها الراحلة مرآة ترى بها البلاد نفسها، وتنعكس عنها صورتها، ويتجلّى فيها تمدّنها كما هو. لقد كانت الراحلة من العاملين في صفوف السلطة الرابعة، المدافعين عن حرية شعبهم، ومصلحة مجتمعهم”.

وختم حردان بتوجيه أخلص العزاء إلى عائلة الراحلة وزملائها وعموم الصحافيين والإعلاميين، داعياً إياهم إلى متابعة مسيرة الفقيدة التي أفنت سنوات عمرها في سبيل سموّ تلك الرسالة وازدهارها.

 ===


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى