الوكالة الوطنية للإعلام – اللواء: لبنان يدعو لجنة المراقبة لوقف الاعتداءات.. والأولوية للقرار 1701 وليس للمفاوضات

لودريان وأورتاغس إلى بيروت ووزير الدفاع مع وفد أمني إلى دمشق.. واشتباك نيابي حول قانون الانتخاب اليوم
وطنية – كتبت صحيفة “اللواء”: السؤال البديهي: ماذا تنتظر لجنة مراقبة وقف اطلاق النار حتى تبادر إلى الاجتماع، واتخاذ ما يلزم لحمل اسرائيل الممثلة باللجنة للتوقف عن الاعتداءات على سكان الجنوب وقراه ومدنه، فأبرزها مدينة صور التي نجت من كارثة بشرية لولا «لطف العناية الإلهية» عندما استهدفتها طائرة مسيَّرة بغارة على إحدى أبنيتها!
منذ صباح السبت الماضي، والاعتداءات لم تتوقف، سواء في عيتا الشعب، أو تولين أو الأودية بين الحجير والليطاني امتداداً إلى قرب جبل الريحان وقرى إقليم التفاح وصولاً إلى النبي شيت وسرعين وضواحي الهرمل.
أما الذريعة، فكما بات معروفاً فهي أن ثلاثة صواريخ، وضعت بطريقة عشوائية وبدائية بين كفرتبنيت ويحمر الشقيف، فأطلقت تجاه كريات شمونة، ليستنفر الكيان الاسرائيلي المعادي، ويملأ القرى رعباً وقصفاً وتهديدات ووعيداً.
ولئن كانت الدولة، تحركت دون تأخير وأوعز الرئيس جوزف عون لمن يعنيه الامر بتشكيل لجنة تحقيق تتولى كشف ما حصل، وتزويد الجهات الدولية والامم المتحدة في حقيقة ما حصل.
لودريان من اورتاغس إلى بيروت
عاد الاهتمام الدبلوماسي الغربي بالوضع اللبناني عن قرب، بعد التطورات الخطيرة التي جرت لا سيما التصعيد الاسرائيلي الواسع في الجنوب والبقاع خلال الايام الماضية، وينتظر لبنان زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان خلال الايام الثلاثة المقبلة، وهي زيارته الاولى بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة ما يعني ان محادثاته ستتخذ طابعا مختلفا عن زياراته السابقة خلال الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الاعمال، لجهة القدرة على اتخاذ قرارات واضحة رسميا.
ويبحث لودريان مع المسؤولين في مواضيع الجنوب وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وتعيين حاكم مصرف لبنان والتحضيرات للمؤتمر الدولي لدعم لبنان، الذي دعا اليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهدف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار ومعالجة الازمة الاقتصادية.
كما يرتقب لبنان وصول نائبة المبعوث الاميركي الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط مورغن اورتاغس الى لبنان بعد عيد الفطر، لمتابعة عمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار ومعرفة موقف لبنان من تشكيل اللجان التقنية الثلاث.
وافادت معلومات ان اورتاغوس ستصل في الايام القليلة المقبلة إلى تل أبيب لإجراء لقاءات مع مسؤولي الكيان الاسرائيلي، والتحضير لورقة عمل تنفيذية للنقاط الثلاث التي كانت تحدثت عنها سابقاً، وتتعلق بإطلاق الأسرى اللبنانيين، وانسحاب إسرائيل، وتثبيت الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
وقالت أورتاغس لشبكة «فوكس نيوز» امس: أن الولايات المتحدة ستقف دومًا إلى جانب حليفتها إسرائيل، سواء في جهود تدمير حركات مثل «حماس» أو «حزب الله» أو حتى جماعة «الحوثيين» .
اضافت: نحن نؤكد بوضوح أننا لن نعاقب أصدقاءنا، ولن نكافئ أعداءنا»، مشيرة إلى التزام الولايات المتحدة بموقفها الثابت في دعم إسرائيل في وجه التهديدات المستمرة من هذه الجماعات.
وتمنى نائب رئيس الحكومة طارق متري عبر «اللواء» ان تكون زيارتا لو دريان واورتاغس «لمصلحة لبنان بالضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها لا الضغط علينا».وقال: ان اسرائيل لم تكن بحاجة الى ذريعة اطلاق الصواريخ المشبوهة (يوم السبت) وسياستها اصلا تعتمد على العنف، واذا لم يفلح العنف تلجأ الى مزيد من العنف.
وحول مسار التعيينات الادارية اوضح متري لـ «اللواء» ان الالية التي اقرهامجلس الوزراء تتعلق بموظفي الفئة الاولى حصراً، وسنبدأ العمل لإنجازهاعلى مراحل تبدأ بالاعلان عن المراكز الشاغرة، ثم نطرح الترشيحات لهذه الوظائف مستندين على المادة 85 من الدستور المتعلقة بالمناصفة في وظائف الفئة الاولى، لكننا لن نخصص كما كان يحصل في السابق وظيفة ثابتة لطائفة معينة. ونتوقع ان تنتهي التعيينات خلال شهرين.
اضاف: ثم هناك لاحقا تعيين حاكم المصرف المركزي والتشكيلات القضائية والدبلوماسية وهيلا تخضع لآلية تعيينات الفئة الاولى.
وعن المرشحين لحاكمية المركزي وصحة الاسماء المطروحة قال متري: لا مرشحين رسمياً بعد برغم التداول بأسماء معينة، ووزير المال هومن يقترح والمفروض ان يطرح اكثرمن اسم ويختار مجلس الوزراء من بينها.
لكن مصادر مطلعة قالت لـ «اللواء» أن التوافق على اسم حاكم مصرف لبنان ما زال يحتاج إلى نقاش دون أن يعني أن الموضوع لن يجد حلا لاسيما أن المعنيين على قناعة أن هذا التعيين هو مدخل لمعالجة ملفات اقتصادية ومالية مع العلم أن حاكم مصرف لبنان بالأناية يعمل بجد وعمل في الفترة السابقة بكثير من الدقة.
ولفتت المصادر الى ان الكفة تميل إلى مرشح رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كريم سعيد شقيق الوزير السابق فارس سعيد وهو ملتزم دعمه، معلنة في الوقت نفسه أن الاتصالات مستمرة لإخراج التوليفة المناسبة تفاديا لأية أزمة حكومية أو غير ذلك .
ومع استمرار الجانب الاميركي بإعطاء الحجة للكيان الاسرائيلي للقيام بما يرتأيه في لبنان، بالتوازي مع الضغط السياسي القائم على لبنان منذ فترة لتشكيل اللجان الثلاث التي تريدها الادارة الاميركية بطلب اسرائيلي للتفاوض الدبلوماسي والسياسي، يتضح ان الضغط تجاوز الجانب السياسي الى المستوى العسكري لإلزام لبنان بتشكيل اللجان الثلاث، ليس بهدف التفاوض على الانسحاب من النقاط المحتلة واطلاق سراح المعتقلين وعلى تثبيت الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، بل لهدف ابعد روّج له الجانبان الاميركي والاسرائيلي مؤخراً جوهره تطبيع العلاقات بين لبنان والكيان الاسرائيلي وصولاً الى تسوية سلمية.
وهذا الهدف اعلنه صراحة يوم السبت الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ستيفين ويتكوف بقوله: أنّ «تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا مع إسرائيل أصبح احتمالاً حقيقيًّاً». وقال ويتكوف في مقابلة مع صحافية: «أعتقد أنه بإمكان لبنان تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حرفيًّا من خلال إبرام معاهدة سلام بين البلدين. هذا ممكن حقاً. وينطبق الأمر نفسه على سوريا. وأن تطبيع العلاقات بين لبنان وإسرائيل، ثم بين سوريا وإسرائيل، يمكن أن يكون جزءا من عملية أوسع نطاقا لإحلال السلام في المنطقة».
اذن لم يعد مخفياً الهدف الاميركي والاسرائيلي من كل هذه الضغوط السياسية والعسكرية على لبنان، لا سيما وانه تزامن وتلى الموقف الرسمي اللبناني اعلنه امس الرئيس نبيه بري في حديث صحفي، وقبله وزير الخارجية يوسف رجّي بأن لامفاوضات سياسية مباشرة ولا تطبيع مع اسرائيل، فجاء التصعيد الاسرائيلي العسكري المغطّى اميركياً رداً على موقف لبنان الذي يشدد على التفاوض العسكري التقني لتحقيق الاهداف الثلاثة فقط بإنسحاب الاحتلال واطلاق المعتقلين وتثبيت الحدود البرية.
وزير الدفاع الى دمشق
الى ذلك عُلِمَ ان وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، سيقوم يوم الاربعاء بزيارة رسمية إلى سوريا، يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي.
وسيلتقي الوفد اللبناني خلال الزيارة وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات العامة السورية اللواء أنس خطاب. لمناقشة سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ومعالجة ذيول الأحداث الأمنية الأخيرة في منطقة البقاع بمايؤدي الى تحقيق استقرار دام على الحدود، اضافة الى ملف النازحين السوريين.
اللجان النيابية
تشريعياً، وفي مجلس النواب، يبدأ البحث باقتراح القانون حول قانون الانتخاب الذي تقدم به النائب علي حسن خليل (كتلة التنمية والتحرير) من زاوية جعل لبنان دائرة واحدة على أي النسبية مع إنشاء مجلس الشيوخ على أي تمثيل الطوائف وفقاً للدستور..
ولم تستبعد مصادر نيابية ان تشهد جلسة اللجان النيابية التي دعا اليها الرئيس نبيه برّي اليوم لدرس اقتراح تعديل قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، وإنشاء مجلس الشيوخ، المقدَّم من النائب خليل نقاشا حادا وسجالات تُحولها الى حلبة صراع ،بفعل الانقسام الحاد بين النواب حول طرح تعديل قانون الانتخاب الذي تضمنه اقتراح القانون ويتضمّن:
١ـ انتخاب مجلس نوّاب من 134 نائباً على أساس النظام النسبي، ولبنان دائرة انتخابيّة واحدة (6 نواب للاغتراب + 128 نائباً).
٢ـ انتخاب مجلس شيوخ من 64 عضواً لولاية تمتدّ لستّ سنوات، بحيث تجري الانتخابات على أساسٍ مذهبي، ولبنان دائرة انتخابيّة واحدة ضمن النظام النسبي.
٣ـ اعتماد البطاقة الإلكترونيّة الممغنطة التي تتيح للناخب الإدلاء بصوته في أيّ مركز اقتراع.
واعتبرت المصادر ان الأجدى بالنائب حسن خليل، ومن يقف خلف اقتراحه بذريعة تطبيق اتفاق الطائف، ان يقترح قبل اي طرح، حصر السلاح بيد الدولة كمدخل لاعادة بنائها، بعدما تسبب السلاح بتدمير لبنان وما زال، وما يحصل في الجنوب راهنا خير دليل الى مدى الخطر الذي يشكله السلاح خارج الشرعية، وبعد ذلك، تختم المصادر، يمكن الانتقال الى اي اقتراح آخر،والى تنفيذ سائر بنود الطائف غير المنفذة.
المفتي دريان: نحن مع نواف سلام
وفي افطار جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت رأى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام يقوم بمهمته السياسية والادارية في حفظ لبنان، واخراجه من النفق المظلم الذي كان فيه، وخاطب سلام قائلاً: نواف سلام نحن معك نحن معك حتى يعود السلام إلى كل لبنان.
تحرك المتعاقدين
وينظم الاساتذة المتعاقدون في التعليم الاساسي أول تحرك في عهد الحكومة الجديدة أمام قصر الاونسكو للمطالبة برفع اجر الساعة ومطالب مالية أخرى، بعد وقف منحة الانتاج.
وعشية التحرك قالت وزيرة التربية ريما كرامي انها تتبنى المطالب، معتبرة أن الدفع عبر ما يسمى بدل الانتاجية وفق الآليات السابقة مستحيل، وكشفت أنها طلبت دراسة الكلفة داعية للحوار بدل المواجهات ونقل المشكلة إلى الشارع.
الاعتداءات استمرت لليوم الثاني
على الارض، ولليوم الثاني على التوالي يواصل جيش الاحتلال ممارساته العدوانية، والتحركات الاستفزازية، حيث استشهد مواطن لبناني في غارة على سيارته في عيتا الشعب، وفي اللبونة وشيحين طالت الاعتداءات منازل جاهزة، كما توغلت قوة اسرائيلية معززة بدبابات وجرافات إلى وادي قطمون في رميش، وأقامت سواتر ترابية.
لبنان يرفض محاولات الانجرار إلى الحرب
وفي حين رمى المستويان السياسي والعسكري الكرة إلى «دولة لبنان» التي عليها «الحفاظ على اتفاق وقف النار» على حد تعبير رئيس الاركان الاسرائيلي إيان زامير، أدان الرئيس عون ما وصفه «محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف» ودعا لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق تشرين الثاني 2024 والجيش إلى متابعة ما يحصل لتلافي أي تداعيات.
وأعلن الرئيس نبيه بري أن لدى اسرائيل نية لاستدراجنا إلى الدخول في مفاوضات سياسية وصولاً إلى التطبيع لكننا لسنا في هذا الوارد، داعياً للالتفاف حول الدولة ومؤسساتها الدستورية والقضائية والعسكرية والامنية، وحذر في السياق الرئيس نواف سلام من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية».
واتصل الرئيس سلام بالممثلة الشخصية للامين العام للامم المتحدة في لبنان جانين بلاسخارت،مطالباً الامم المتحدة بمضاعفة الضغط الدولي على اسرئيل للانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، لما يشكله هذا الاحتلال من خرق للقرار 1701.
ولم يتأخر «حزب الله» بإعلان نفيه أن يكون الجهة التي أطقت الصواريخ مجدداً ببيان واضح التزامه باتفاق وقف اطلاق النار «فانه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير».
وصدر عن قيادة الجيش: ان العدو الإسرائيلي رفع منذ أمس وحتى اليوم (اسبت والاحد) وتيرة اعتداءاته على لبنان متخذاً ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعاً شهداء وجرحى فضلًا عن التسبب بدمار كبير في الممتلكات.
اضاف: لم يكتفِ العدو بهذا القدر من الاعتداءات، فقد اجتازت آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة له السياج التقني صباح أمس، ونفذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللبنانية، في انتهاك فاضح للقرار ١٧٠١ واتفاق وقف إطلاق النار.
===
مصدر الخبر
للمزيد Facebook