آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – الجمهورية: مواقف دولية تندّد بالتصعيد الإسرائيلي… الراعي: لحوار صادق وصريح

وطنية – كتبت صحيفة “الجمهورية”: حفلت عطلة نهاية الأسبوع باتصالات أجراها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومختلف المرجعيات المعنية على مختلف المستويات والاتجاهات لوقف التصعيد الإسرائيلي ضدّ لبنان، الذي ارتفعت وتيرته إثر حادثة إطلاق 5 صواريخ مجهولة وبدائية في اتجاه مستعمرة المطلة، حيث اتخذت إسرائيل منها ذريعة لشن عشرات الغارات الجوية على الجنوب وعمق البقاع، موقعةً عدداً من الشهداء ومخلّفة دماراً جديداً في الممتلكات، وقد تراجعت حدّتها نسبياً أمس من دون أن يظهر في الأفق أي مؤشرات إلى التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار الذي لا يمرّ يوم الّا وتخرقه مرّات ومرّات منذ إعلانه في 27 تشرين الثاني الماضي.

وعلمت «الجمهورية»، أنّ لبنان طالب الولايات المتحدة الاميركية خلال الاتصالات التي أجراها معها، بتدخّل وضغط عاجل على إسرائيل لتوقف غاراتها الجوية على الجنوب وبعض المناطق اللبنانية. في حين هدّد بعض المسؤولن الإسرائيليين بقصف بيروت وضاحيتها الجنوبية، عندما تحدثوا عن معادلة «مستعمرة المطلة مقابل بيروت».

وفي هذا الإطار، ذكرت قناة «الجديد» انّ الرئيس عون أجرى اتصالات مع الجانب الأميركي، أسفرت عن تحييد بيروت ومؤسسات الدولة عن الاستهدافات. وفي هذا السياق، أكّد الإسرائيليون للأميركيين باستمرار استهداف تحركات «حزب الله». ونقلت «الجديد» عن مصادر أميركية «تشديدها على أهمية دور اللجان الثلاث للمفاوضات في شأن الإنسحاب الإسرائيلي والأسرى وتثبيت الحدود، فيما ترى بعض الجهات اللبنانية أنّ هذه اللجان قد تكون تمهيداً للتطبيع، في مقابل وجهة نظر أميركية تؤكّد ضرورة تشكيلها لحل ملفات الجنوب وتنفيذ وقف النار».

اورتاغوس

ويُنتظر أن تكون هذه اللجان موضع بحث اليوم في تل أبيب بين نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مورغن أورتاغوس والمسؤولين الإسرائيليين، وذلك تمهيداً للبدء في تشكيل هذه اللجان لتباشر عملها لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلي وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتثبيت الحدود بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.

ونقلت «فوكس نيوز» عن اورتاغوس قولها: «أطلقنا العنان لإسرائيل وزودناها بكل الأسلحة لمواصلة الحرب في غزة». وأضافت: «سنقف إلى جانب إسرائيل سواء تعلّق الأمر بتدمير «حماس» أو «حزب الله» أو الحوثيين (…) سنقف إلى جانب حليفتنا إسرائيل ولن نعاقب أصدقاءنا ونكافئ أعداءنا».

وفي هذا الإطار، أبدت مصادر ديبلوماسية مخاوف حقيقية من تكرار نموذج غزة الدموي والتدميري في لبنان، أي الانفلات الكامل للوضع جنوباً. فإسرائيل لم تعترف أساساً بأنّ اتفاق وقف النار أداة لوقف الحرب، وهي لطالما اكّدت انّ هذه الحرب مستمرة حتى تحقيق الأهداف المعلنة، أي ضمان الأمن لسكان المنطقة الشمالية. لكن المسؤولين الإسرائيليين لا يتورعون عن التلميح إلى أهداف أخرى مبيتة، وأبرزها إدخال لبنان في مفاوضات سياسية، تنتهي باتفاق يتجاوز الترتيبات الأمنية في الجنوب وتهدف إلى إبرام اتفاقات سياسية واقتصادية. وهذا الأمر أكّده أركان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووسطاؤه في الشرق الأوسط. وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، إنّ «إسرائيل لن تفوت الفرصة الحالية، أي الدعم الأميركي الواضح لنهج نتنياهو، من أجل الحصول على ذريعة تسمح لها باستئناف الحرب على نطاق واسع، وفي كل المناطق».

وأضافت المصادر نفسها، أنّ الحكومة اللبنانية تدرك هذه الأهداف الكارثية، لكنها ليست في الوضع الذي يمكّنها من المواجهة. فلا هي قادرة على إقناع «حزب الله» بتسليمها السلاح، حتى يكون ذلك ورقة في يدها تستخدمها للضغط على الإسرائيليين في المحافل الدولية، ولا هي قادرة على وقف اعتداءات إسرائيل ومنع توسعها والعودة إلى الحرب. وتبدو الحكومة كأنّها الطرف الأشد عجزاً في هذه المسألة.

الصواريخ «اللقيطة»

إلى ذلك، وفي الوقت الذي لم تعلن اي جهة بعد مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ المجهولة في اتجاه مستعمرة المطّلة، أكّدت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» انّ الجيش اللبناني أوقف شخصين سوريين في الجنوب وحقق معهما كشاهدين في ملف إطلاق الصواريخ على شمال فلسطين المحتلة. وأوضحت المصادر انّ التقديرات تؤشر إلى وقوف «جهة مشبوهة» خلف عملية إطلاق الصواريخ التي ثبَت انّها لا تخدم سوى المصلحة الإسرائيلية.

واشارت المصادر إلى انّ منفّذي العملية لم يستخدموا منصات بدائية وحسب، بل وضعوا بالقرب منها علماً لـ»حزب الله» وصورة للشهيد السيد حسن نصرالله، في محاولة هزيلة لتحميل الحزب المسؤولية، الأمر الذي كشف بسهولة حقيقة استهدافاتها وفضح نيات أصحابها.

ولاحظت المصادر انّ الجانب الإسرائيلي بادر فوراً إلى استغلال الحادثة لشن غارات مكثفة على مناطق تقع شمال الليطاني في الجنوب والبقاع، انطلاقاً من بنك أهداف معدّ سلفاً، ما يؤكّد انّه كان المستفيد الأساسي والوحيد من الصواريخ «اللقيطة».

اتصالات ومواقف

وفي إطار الإتصالات الديبلوماسية لوقف التصعيد الاسرائيلي، اتصل وزير الخارجية يوسف رجّي بكل من الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية ونائب رئيس المفوضية كايا كالاس، طالباً تدخّلهما وإجراء الاتصالات اللازمة لوقف الهجمات الاسرائيلية، والضغط لإعادة الهدوء وإنهاء الاعتداءات المستمرة على لبنان.

وأعلن المتحدّث الرّسمي باسم الخارجية المصرية تميم خلاف، في بيان، أنّ وزير الخارجيّة بدر عبد العاطي استقبل كالاس، وتطرّق خلال اللقاء معها إلى التّطوّرات الأخيرة في جنوب لبنان، حيث شدّد على «موقف مصر الدّاعم للدّولة اللّبنانيّة ومؤسّساتها الوطنيّة واستقرارها، في مواجهة التّحدّيات الأمنيّة»، لافتًا إلى «ضرورة التّنفيذ والالتزام باتفاق وقف الأعمال العدائيّة في جنوب لبنان، والانسحاب الفوري والكامل غير المنقوص للقوّات الإسرائيليّة من جنوب لبنان، وتمكين الجيش اللبناني من تنفيذ القرار 1701 من جانب كلّ الأطراف دون انتقائيّة».

وإلى ذلك، شدّد وزير الخارجية الاردنية أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الايراني عباس عراقجي على «ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا واضحًا وفاعلًا؛ لإلزام إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، ووقف الاعتداءات على سوريا، والتزام اتفاقية فضّ الاشتباك للعام 1974 مع سوريا».

ومن جهته عراقجي دان «بشدّة هجمات الكيان الصهيوني الواسعة على غزة ولبنان ومجازره بحق المدنيين». كذلك دان «استمرار العدوان الأميركي على اليمن»، محذّراً من «اتساع رقعة النزاع في المنطقة». ودعا «المجتمع الدولي للتحرّك لوقف جرائم الكيان الصهيوني ومنع تفاقم انعدام الأمن في المنطقة».

إسناد حوثي

وفي تطور لافت، أكّد قائد حركة «انصار الله» الحوثية عبدالملك بدرالدين الحوثي في محاضرة رمضانية أمس «الجهوزية لإسناد «حزب الله» والشعب اللبناني في حال عودة العدو الإسرائيلي للتصعيد الشامل أو حدوث أي مستجدات تستدعي التدخّل». وقال: «تابعنا الاعتداءات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان وهي اعتداءات غير مبررة، ونؤكِّد موقفنا الثابت المبدئي مع إخوتنا في «حزب الله»، والشعب اللبناني، واستعدادنا تجاه أي تطورات كبيرة للوضع هناك، أو تصعيدٍ شامل، بالقيام بمهمتنا الجهادية، وموقفنا في الإسناد بالشعب اللبناني، ولإخوتنا في «حزب الله»، فلن نتفرج عليهم». وأكّد «إننا كما قلنا لإخوتنا فـي الشعب الفلسطيني: (لستم وحدكم)، فإننا نقول كذلك لإخوتنا فـي «حزب الله» والشعب اللبناني: لستم وحدكم، نحن إلـى جانبكم، وفي حال تورط العدو الإسرائيلي للعودة إلى الحرب الشاملة، والعدوان الشامل، فإننا إلى جانبكم، وفي أي ظرفٍ يتطلّب التدخّل من جانبنا في موقفٍ إسنادي، فنحن مستعدون لذلك».

الراعي

وفي المواقف في عطلة نهاية الاسبوع، دعا البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الاحد من بكركي إلى «أن نبدأ معًا في تنقية الذاكرة عبر الحوار الصادق الصريح والعمل على التقارب وتعزيز المشاركة المتوازنة في الحكم والإدارة، بهدف خلاص لبنان وإعادة بنائه وطن الرسالة». واعتبر «إنّ تنقية الذاكرة أمرٌ شجاع ومتجرّد في آن. لكنّها ضروريّة للجميع لأنّها المدخل الوحيد إلى الوحدة الوطنيّة والاستقرار النفسيّ والأمنيّ والاجتماعيّ».

الجبهة الجنوبية

وعلى الجبهة الجنوبية، استمرت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار. وأصدرت قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «رفع العدو الإسرائيلي منذ أمس (السبت) وحتى اليوم (أمس) وتيرة اعتداءاته على لبنان متخذًا ذرائع مختلفة، فنفّذ عشرات الغارات جنوب الليطاني وشماله وصولًا إلى البقاع، مُوقعًا شهداء وجرحى فضلًا عن التسبب بدمار كبير في الممتلكات. لم يكتفِ العدو بهذا المقدار من الاعتداءات، فقد اجتازت آليات هندسية وعسكرية مختلفة تابعة له السياج التقني صباح اليوم (أمس)، ونفّذت أعمال تجريف في وادي قطمون في خراج بلدة رميش، كما انتشر عناصر من قوات المشاة المعادية داخل هذه الأراضي اللبنانية، في انتهاك فاضح للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار. في المقابل، عزز الجيش انتشاره في المنطقة، وحضرت دورية من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل لتوثيق الانتهاكات، فيما عادت القوات المعادية إلى الداخل المحتل. تُتابع قيادة الجيش التطورات بالتنسيق مع اليونيفيل والجهات المعنية لاحتواء الوضع المستجد على الحدود الجنوبية».

بين لبنان وسوريا

وعلى الجبهة اللبنانية ـ السورية، يقوم وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، بزيارة رسمية لسوريا اليوم برفقة كل من المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني، العميد طوني قهوجي. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ومناقشة مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأحداث الأمنية الأخيرة في منطقة البقاع وملف النازحين السوريين.

وسيلتقي الوفد اللبناني خلال الزيارة عدداً من المسؤولين السوريين، الكبار ومنهم وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات العامة السورية اللواء أنس خطاب.

 ====


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى