من لبنان.. تفاصيل مروّعة عن مجازر العلويين يرويها سوريون!

وخلال ثلاثة أشهر، نجا ذو الفقار علي من الموت مرتين، آخرهما حين فرّ على غرار الآلاف من العلويين من المجازر التي شهدها الساحل السوري الشهر الحالي، إلى المنطقة الحدودية في شمال لبنان.
ويروي الظروف الصعبة التي دفعته وعائلته للفرار إلى شمال لبنان خلال عمليات عسكرية شنتها قوات الأمن التابعة للسلطات السورية في المناطق ذات الغالبية العلوية في الساحل السوري ومحيطه، بدءا من السادس من آذار.
ويوضح الرجل وهو أب لطفلين “جاء (مسلحون) أجانب، وليسوا سوريين، حتى أنهم لا يتحدثون العربية. جل ما قالوه: علويون، خنازير، اذبحوهم”.
وشهدت منطقة الساحل السوري على مدى أيام في آذار أعمال عنف اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بإشعالها عبر شن هجمات دامية على عناصرها.
وقضت عائلات بأكملها، تضم نساء وأطفالا ومسنين، واقتحم مسلحون منازل وسألوا قاطنيها عما إذا كانوا علويين أو سنة، قبل قتلهم أو العفو عنهم، وفق شهادات ناجين ومنظمات حقوقية ودولية.
ووثق المسلحون أنفسهم عبر مقاطع فيديو قتلهم أشخاصاً بلباس مدني عبر إطلاق الرصاص من مسافة قريبة، بعد توجيه الشتائم وضربهم.
وتتشارك العائلات الغرف وقاعات المدرسة التي تفيض بقاطنيها من نساء وأطفال ورجال، يفترشون الأرض على فرش وبطانيات وقرب بعضهم أكياس وضعوا فيها ملابسهم.
إبادة لا مجازر
ويضاف هؤلاء إلى قرابة 1,5 مليون لاجئ سوري في لبنان، قدموا تباعا على وقع المعارك في سوريا إثر اندلاع النزاع في العام 2011، وتطالب السلطات اللبنانية منذ سنوات بإعادتهم إلى بلدهم.
ويشرح بينما ينتظر عشرات اللاجئين أمام المجلس البلدي للحصول على خدمات طبية، قال: “واجبنا الإنساني أن نستقبلهم ولا يمكن أن نتخلى عنهم، لذا نطالب الدولة اللبنانية بالمسارعة لإيجاد حل”.
وعلى غرار ذو الفقار علي، يؤكد لاجئون آخرون أن الانتهاكات بحق الأقلية العلوية كانت قد بدأت منذ الإطاحة بالأسد.
يروي سمير حسين إسماعيل (53 عاما)، وهو مزارع من قرية أرزة ذات الغالبية العلوية في ريف حماة الشمالي، أن قريته تعرضت لهجوم في نهاية كانون الثاني أسفر عن مقتل تسعة من سكانها. وحينها، فرّ إسماعيل من مسقط رأسه ووافته عائلته لاحقا.
ويوضح أنه “في السابع من آذار، دخلوا مجددا إلى القرية وأبادوها”، مشيراً إلى أنَّ “6 من أولاد أعمامه كانوا في عداد 33 شخصاً قتلوا يومها”.
حماية دولية
وتجمع شهادات سكان وناجين على ارتكاب مجازر في أحيائهم ومناطقهم حيث تمت تصفية رجال وشباب بإطلاق الرصاص عليهم من مسافة قريبة، بعد التأكد من كونهم علويين.
ويطالب هؤلاء بـ”حماية دولية” تمكنهم من العودة إلى مناطقهم والعيش بأمان تحت كنف السلطة التي كلفت بدورها لجنة تحقيق وتقصي حقائق، قالت إنها ستعكف على “جمع ومراجعة جميع الأدلة والتقارير المتاحة” عن الأحداث التي وقعت تحديدا في 6 و7 و8 آذار.
وتقول: “لم يكن أحد يجرؤ على الخروج لتفقد أرضه أو لشراء الخبز” بعدما تمت “محاصرة القرية من الجهات كافة”.
وتضيف بحزن: “لم نعد نجرؤ على القول إننا علويون. هل بات ذلك ذنباً؟”. (إرم نيوز)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook