الوكالة الوطنية للإعلام – البناء: التصعيد الأميركي الإسرائيلي على اليمن وغزة يواجه بالصمود ويستنهض العالم

انفجار الوضع في تركيا بعد اعتقال رئيس بلدية اسطنبول وتظاهرات تعمّ المدن
تفاؤل بقاعيّ بانتشار الجيش وتصدّيه للاعتداءات… والجنوبيون يأملون المثل
وطنية – كتبت صحيفة “البناء”: تواصلت الاعتداءات الأميركية على اليمن مستهدفة مدنه وتجمعاته السكنية، بينما واصلت القوات اليمنية الردّ على الاعتداءات واستهداف حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، فيما دخلت الحرب على غزة يومها الثاني بالمزيد من الغارات التي تحصد أرواح النساء والأطفال. ومع الثبات اليمني والفلسطيني على خط مواجهة العدوان، عادت التظاهرات المساندة لغزة إلى ملء شوارع المدن العالمية الكبرى، فعمت التظاهرات مدن أوروبا وأميركا وعدداً من المدن العربية. وشهدت المواقف السياسية للحكومات الغربية دعوات واضحة لوقف الحرب والعودة الى اتفاق وقف إطلاق النار، وتسجيل فشل إعلامي ودبلوماسي أميركي إسرائيلي في حشد رأي عام مساند للحرب أو في حشد تأييد سياسي للحكومات التي وقفت مع الحرب الإسرائيلية بعد طوفان الأقصى.
الحدث الجديد الذي فاجأ المنطقة والعالم كان ما شهدته تركيا مع الحملة التي شنتها حكومة الرئيس رجب أردوغان على المعارضة التي يمثل حزب الشعب الجمهوري ومرشحه الرئاسي أكرم إمام اوغلو الذي جرى اعتقاله بتهم رشى وفساد وإرهاب مع مئة من مناصريه، ولم تتأخر الحركة الاحتجاجية على العملية عن الظهور بقوة تمثلت بآلاف المتظاهرين الذين ملأوا شوارع المدن التركية الكبرى، وسط حظر للتجول أعلن في اسطنبول، وحظر شمل وسائل التواصل الاجتماعي، بينما بدأت الاتصالات بين أحزاب المعارضة لتنظيم تحركات حاشدة يتوقع أن تشهدها المدن التركية اليوم مع دعوة حزب الشعب الجمهوري لأعضائه إلى الحضور الى مراكز الحزب في كل أنحاء تركيا العاشرة صباح اليوم لتنظيم التحركات الاحتجاجية. والأحداث التركية تأتي على خلفية انقسامات عميقة ممتدة إلى تاريخ بدء الحرب على غزة والاتهامات التي واجهت أردوغان بالخداع وتقديم الدعم لحكومة بنيامين نتنياهو اقتصادياً والإحجام عن إغلاق سفارة الاحتلال في أنقرة، وجاءت أحداث سورية ودخول الجماعات المسلحة المدعومة من حكومة أردوغان إلى دمشق وتسليمها الحكم فيها، مع ارتفاع صيحات العثمانية المتطرفة التي تصفها المعارضة بـ الفاشية الجديدة، لتنفجر الأوضاع مع مجازر الساحل السوري التي فوجئت الجماعات التركية العلوية بعدم اتخاذ حكومة أردوغان أي خطوة لوقفها، ما وضع العلوييين في تركيا في حالة تصادم مع الحكومة على خلفية اتهام الحكومة برعاية أعمال تطهير عرقي ضد الطائفة العلوية. وتتابع الأوساط الدولية ما يجري في تركيا باهتمام مع مواقف صدرت عن الاتحاد الأوروبي تصف ما جرى بالخطير والمثير للقلق.
لبنانياً، مع دخول الجيش إلى بلدة حوش السيد علي في الشمال الشرقي للبقاع، ساد التفاؤل الأجواء بين الأهالي بعدما قام الجيش بالتصدّي للاعتداءات التي تعرّض لها أبناء البقاع من الجماعات المسلحة خلف الحدود، وكان للحدث البقاعي ترددات في الجنوب حيث يواصل الاحتلال اعتداءاته اليومية ويتمسك باحتلال أراضٍ لبنانيّة تزيد عن مساحة التلال الخمس، وسط موقف أميركيّ يقدم التغطية للاحتلال والعدوان ويدعو لبنان لقبول الدعوة للتفاوض السياسي، وتتحدّث أوساط جنوبية عن تفاؤل بأن يقف الجيش اللبناني في الجنوب وقفة شبيهة بوقفته البقاعية، كترجمة لتحمله المسؤولية الحصرية لحمل السلاح في جنوب نهر الليطاني، وامتلاكه حق الدفاع عن النفس بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
بقي الوضع الأمني الحدودي من البقاع الى الجنوب في واجهة الاهتمام المحلي الرسمي والعسكري والشعبي أمس. في السياق، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أن “في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية، وبعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود، بدأت الوحدات العسكرية المنتشرة تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي – الهرمل، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية”. وكانت قيادة الجيش أشارت أيضاً إلى أن “ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية: المطلبة في منطقة القصر – الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع – بعلبك”.
وتابع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التطورات الأمنية عند الحدود الشمالية – الشرقية، وتلقى سلسلة اتصالات من قائد الجيش العماد رودولف هيكل أطلعه فيها على الإجراءات التي يتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المنطقة. وشدّد الرئيس عون على “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الاعتداءات وضبط الحدود على القرى المتاخمة”.
جنوباً، أصيب جندي في قوات “اليونيفيل” جراء انفجار لغم أرضي في الوادي الواقع بين ياطر وزبقين في القطاع الغربي.
ليس بعيداً، حاضر قائد القطاع الغربي لليونيفيل، الجنرال نيكولا ماندوليسي، خلال ورشة عمل جامعية مخصصة للتواصل الفعّال، شملت دروسًا حضورية وأنشطة تجريبية. وتحدّث عن “التركيز الحالي للبعثة، الذي يشمل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم عمل الجيش اللبناني وتسهيله، ومساعدة السكان المحليين”. ولفت إلى أن “وجود اليونيفيل أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام”، وأن تعاوننا وتفاعلنا مع المجتمعات المحلية والجيش اللبناني هما عنصران أساسيان لنجاح السلام”، وقال: “أنتم، الشباب، أنتم الحاضر والمستقبل للمجتمع”. وشدّد على “أهمية التعاون المستمر في بناء الثقة وتعزيز السلام، وعلى أن التفاعل مع المجتمعات المحلية هو ركيزة أساسية في مهمة حفظ السلام في لبنان، مما يرمز إلى الحضور الدولي”.
وسط هذه الأجواء، وصلت الى بيروت بعد ظهر اليوم وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، مستهلة زيارة للبنان تلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين ستعرض خلالها لمختلف التطورات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لوزيرة الخارجية الألمانية Annalena Charlotte Alma Baerbock خلال استقباله لها بعد ظهر أمس في قصر بعبدا مع الوفد المرافق، بحضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، أنه مقتنع بأن “لبنان لا يمكن ان ينهض من جديد من دون إصلاحات، وبالتالي فإن هذا المطلب ليس مطلباً دولياً أو إقليمياً، بل حاجة لبنانية”، مؤكداً ان “توجهات العهد والحكومة واضحة لجهة السير بهذه الإصلاحات على مختلف المستويات”.
وأكد الرئيس عون أن “استمرار احتلال “إسرائيل” لأراضٍ وتلال في الجنوب يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي”، لافتاً إلى أن “الجيش اللبناني الذي انتشر في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون يقوم بواجبه كاملاً في بسط الأمن ومصادرة السلاح على أنواعه”.
وأكد الرئيس عون للوزيرة الألمانية أن “إسرائيل” رفضت كل الاقتراحات التي تقدم بها لبنان لإخلاء التلال الخمس التي لا تزال تحتلها وإحلال قوات دولية مكانها، ولا تزال المساعي الديبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة”، مشيراً إلى أن “إسرائيل” لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً أن لبنان مصرّ على استعادة جميع الاسرى الذين اعتقلتهم “إسرائيل” مؤخراً”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام خلال استقباله وزيرة خارجية ألمانيا أن توطيد الاستقرار في لبنان يبدأ من الجنوب. وقد حضرت الوزيرة الألمانية على رأس وفد ضمّ: النائب أرمن لاشيه، سفير المانيا في لبنان كورت جورج شتوكل -شتيلفريلد، ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الألمانية توبيا تانكل، الناطقة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور، وكليمنس شور من مكتب وزيرة الخارجية.
وأشار سلام إلى أن تحقيق الاستقرار يتطلّب دعم لبنان بالمجالات المختلفة، لا سيما في ملف إعادة الإعمار، وفي القطاعات الاقتصادية، خصوصاً أن الحكومة استأنفت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ووضعت خطة شاملة للإصلاح وهي التزمت بالإصلاح في بيانها الوزاري، كحاجة وضرورة وطنيتين.
نفى المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ما أوردته إحدى الصحف حول لقاء ويتكوف بمسؤول لبناني لم يُكشف عن هويته في الدوحة، مشدداً على أن التقرير “كاذب ومضلل”، موضحًا أن “نشر الشائعات والأخبار الكاذبة لا يؤدي إلا إلى إثارة البلبلة وزعزعة مصداقية وسائل الإعلام”.
وأكد، في تصريح، أن “لبنان دولة مستقلة تتخذ قراراتها السياديّة بنفسها ونحن نثق في قدرة الحكومة على ذلك”.
وشدّد ويتكوف على “أننا ندعم الرئيس جوزاف عون وحكومة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في سعيهما لبسط سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”.
وعشيّة جلسة لمجلس الوزراء ستخصّص لإقرار آلية التعيينات اليوم، أكد رئيس الحكومة نواف سلام، أن حكومته بدأت العمل على جملة ملفات، سياسية واقتصادية واجتماعية، معتبراً أن لا بد لقطار الدولة أن ينطلق على أكثر من مستوى أو مسار، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وفي العاصمة بيروت. وأشار سلام إلى التركيز على معالجة كل الأزمات في بيروت، بما تعنيه من عاصمة وحاضنة ومدينة جامعة لكل اللبنانيين من مختلف المكوّنات. وذلك من خلال تكثيف العمل على تعزيز الأمن والسلم الأهلي، والتنسيق مع كل الجمعيات المعنية في المدينة لتعزيز الواقع الأمني، والإنمائي والاجتماعي والصحة. فعلى الصعيد الأمني نعمل على إطلاق خطة أمنية وخطة تتصل بالسير والسلامة المرورية في العاصمة. وسترون نشاطاً بارزاً للقوى الأمنية على هذا الصعيد.
عرض وزير المال ياسين جابر في مكتبه في الوزارة مع السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون شؤوناً عامة. كما التقى وفداً من مؤسسة “لازارد” Lazard برئاسة الخبير Jerome Alexis عرض لنظرة مؤسسته للإصلاحات التي تزمع الحكومة السير بها بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ولإعادة هيكلة الدين العام ومحفظة اليوروبوند.
واستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب فريد هيكل الخازن، الذي اعتبر بعد اللقاء أنّ “الوضع الأمني على الحدود خطير، وأن الأمور تتّجه نحو مزيد من التأزم”، مؤكّداً أن “الرادع الوحيد لحماية لبنان يكون بتعزيز مؤسسات الدولة، وإعادة بنائها، والمضي في الإصلاحات لتمكينه من مواجهة التحديات المتصاعدة”. الخازن وبعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي دعا الحكومة الى “اعتماد الكفاءة والشفافية والابتعاد عن الزبائنية السياسية في التعيينات الإدارية، والى القيام بالإصلاحات المطلوبة وعلى رأسها اللامركزية الإدارية وإقرار الهيئات الناظمة في الكهرباء والاتّصالات والمطار نظرًا لدورها المهم، بالإضافة إلى إقرار الإصلاحات الضرائبية”. وحذّر من “تأجيل هذه الخطوات”، مشيراً إلى أنّ “يجب عدم تمرير الوقت بالتحجج بوجود انتخابات بلدية ومن بعدها انتخابات نيابية، فلا أولويات على الإصلاحات المطلوبة من الدول الخارجية وصندوق النقد ومن الداخل أيضاً”.
من جهة ثانية، وفي إطار التشكيلات الأمنية، عيّن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله العميد محمود قبرصلي رئيساً لشعبة المعلومات، بعد فصل العميد خالد حمود.
======
مصدر الخبر
للمزيد Facebook