الوكالة الوطنية للإعلام – عبد المسيح شدد خلال افطار اقامه في رأسمسقا برعاية مفتي طرابلس على أهمية المصارحة والمصالحة: السلام الداخلي نقطة انطلاق نحو قرارات صائبة

وطنية – الكورة – أقام النائب أديب عبد المسيح مأدبة إفطار رمضانية بعنوان “المصارحة”، في قاعة “مطعم الشاطر حسن” في راسمسقا – الكورة، برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور محمد إمام وحضوره ونواب ووزراء حاليين وسابقين وقائمقامين ونقباء ورؤساء بلديات ومخاتير ومحامين وأطباء وقادة عسكريين ورجال دين الى رؤساء مؤسسات خيرية واجتماعية وإعلاميين وأعضاء من المكتب السياسي لـ”مساحة” وحشد من أبناء الكورة وطرابلس والشمال.
الأيوبي
إستهل الافطار بتلاوة آيات من الذكر الحكيم قدمها الشيخ معتصم علوان، تلاها النشيد الوطني، ثم ألقى عضو المكتب السياسي لـ”مساحة” علي الأيوبي كلمة، رحب فيها بالحضور، وأشاد بـ”روح المحبة والتعاون التي تجمع مختلف الطوائف تحت راية الوطن”، محييا المفتي إمام، مثنيا على “دوره الوطني في تجاوز الانقسامات وتعزيز قيم المحبة والتآخي بين كل مكونات المجتمع اللبناني”.
مفتي طرابلس
من جهته، دعا المفتي إمام المسؤولين إلى “تجاوز المصالح الشخصية والعمل بصدق وإخلاص لما فيه خير الوطن ومستقبل الأجيال”، وأكد أن “لبنان أمانة في أيدي الجميع”، مشددا على “ضرورة تبني خطاب وطني صادق يهدف إلى خدمة البلاد بعيدا عن المصالح الضيقة”.
عبد المسيح
ثم تحدث النائب عبد المسيح، فقدم “أسمى التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وأيام الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية”، متمنيا أن “يعيده الله على الجميع بالخير والسلام والأمن والازدهار”، كما تقدم بتحية خاصة إلى أمهات لبنان، “سواء المقيمات أو المغتربات، لا سيما أمهات وأرامل وبنات الشهداء”، مؤكدا أن “تضحياتهن ستبقى خالدة في وجدان الوطن”.
ثم توجه برسالة وجدانية مؤثرة إلى والدته وشقيقته الراحلتين، مؤكدا أنهما “ما زالتا حاضرتين في كل لحظة من حياتي”.
من جهة اخرى، شدد عبد المسيح على “أهمية المصارحة والمصالحة”، معتبرا أن “السلام الداخلي هو نقطة الانطلاق نحو قرارات صائبة مبنية على الوضوح في القناعة والرؤية”، وقال: “على المستوى الشخصي، أول من تسامحت معه كان نفسي، فتوصلت إلى سلام داخلي، مما قادني إلى اتخاذ قرارات نابعة من هذا الوضوح في القناعة والرؤية. والسلام والتسامح يقومان على ثلاثة أعمدة: الوطن، الدين، والعائلة. فولائي للبنان فقط، وأحمل قيماً نابعة من ديني وتربيتي، بفضل عائلتي”.
ولفت الى ان “أحد قراراتي السياسية المصيرية كان قناعتي التامة بالتغيير، والتي استندت إلى مبادئ الاستقلالية والحرية، بعيدا عن أي ضغوط أو تدخلات أجنبية”، وقال: “قررت دعم العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، في وقت امتنعت فيه غالبية القوى عن دعمه لأسباب معينة. واليوم، بالفعل، وصل رئيس يشبهني، ورئيس حكومة من صلب التغيير، والذي على أساسه وصلت إلى الندوة البرلمانية”.
وطلب عبد المسيح من العهد الجديد والحكومة والإدارات، “الوضوح والصراحة في الخطاب والتعامل والتنفيذ”، سائلا عن العديد من الملفات العالقة التي تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة، ومنها: “من ورط لبنان في الأزمات، بالأسماء والجهات؟، هل سلاح المقاومة حمى لبنان؟، لماذا تواصل إسرائيل انتهاك الجنوب يوميا وكيف سيتم تطبيق القرارين 1701 و1559؟، كيف سيتم إدارة إعمار الجنوب، وبأي مقابل؟ وهل سيتم رفع دعوى دولية ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية للمطالبة بالتعويضات؟”.
وقال: “نريد بكل شفافية معرفة من هي مافيا الفساد والهدر، من فجر مرفأ بيروت ومن كان السبب ومن حرض وأهمل وعرقل التحقيق؟، من فشل في إدارة قطاع الكهرباء منذ 1992 الى 2025 ومن أساء الإدارة ودعم كارتيل المولدات والفيول وحماه؟، من سرق مصرف لبنان عبر الهندسات المالية من العام 1992 إلى 2019، ومن حمى رياض سلامة لـ 30 سنة؟”.
وطالب بالمصارحة حول “أسماء الفاسدين في الإدارات الرسمية، من النافعة إلى العقارية والمساحة والبلديات وغيرها، وعن تعطيل أجهزة السكانر في المعابر وترك الحدود الشمالية والشرقية مفتوحة، عن مشاريع لم تنجز وسدود لا تعمل ومطارات خارجة عن الخدمة، وعن ملف الغاز اللبناني، وعما اذا كان القرار بشأنه داخلي أم خارجي، وعن خطة الحكومة لإعادة النازحين، ولماذا يزداد عددهم بدل أن ينقص؟”.
وإذ اكد عبد المسيح أن “المصالحة الوطنية تحتاج إلى مصارحة مهما كانت قاسية أو صعبة، لكنها السبيل إلى بناء دولة قوية”، توجه الى الحكومة قائلا: “ثقتنا بكم مشروطة ومهمّتنا مراقبتكم بكل دستورية وموضوعية”.
وعن الاستحقاق البلدي في الكورة، دعا عبد المسيح إلى “التكاتف والتسامح، بعيدا عن الخلافات السياسية، من أجل بلديات أكثر كفاية وإنماء”، وقال: “البلدية هي البلدة والبلدة هي البلد، وليست وديعة لدى أي حزب أو طائفة أو زعيم. وفي أيام الصوم المبارك، أقدم اعتذارا علنيا لكل شخص قد أكون أسأت إليه قولا أو فعلا أو فكرا، بشكل مباشر أو غير مباشر بقصد أو بغير قصد. وأدعو الجميع إلى التعاون من أجل كورة أفضل”، معلنا عن تقديم مشروع إنمائي لكل بلدة كورانية، “لتحقيق التوافق وتجنب المعارك الانتخابية”.
واختتمت الأمسية الرمضانية بهدية تقدير قدمها الشيخ معتصم علوان للنائب عبد المسيح، تعبيرا عن “الامتنان والتقدير لجهوده ودوره في دعم قضايا المنطقة والعمل من أجل نهضة الوطن”.
=====م.ع.ش.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook