الوكالة الوطنية للإعلام – أول “حمى وقفية” في بتخنيه ضمن جهود حماية البيئة والتنمية المستدامة

وطنية – أعلنت “جمعية حماية الطبيعة” تصنيف أول “حمى وقفية” في بتخنية في محافظة جبل لبنان. يأتي هذا القرار ضمن الجهود المستمرة للحفاظ على البيئة وتعزيز الاستدامة في لبنان، حيث تُعد بتخنيه الحمى الرقم 34 في البلاد ما يعزز شبكة الحمى القائمة على المستوى الوطني. وتندرج هذه المبادرة ضمن إطار مشروع “بيوكونكت”، الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي يهدف إلى تعزيز الممارسات البيئية المستدامة وزيادة المرونة البيئية والاقتصادية في المنطقة.
Table of Contents
مبادرة لحماية البيئة والتنوع البيولوجي
في اجتماع رسمي عُقد بتاريخ 13 الحالي، اتخذت لجنة إدارة الأوقاف في بتخنيه ، بحسب بيان، قرارا يقضي بتخصيص العقارات 987، 989، 990، 991، 1002، 759، 766، و761 في منطقة بتخنيه العقارية كمنطقة حمى، وهي منطقة تقليدية للحفاظ على الطبيعة بإدارة المجتمع المحلي. يهدف هذا المشروع إلى حماية التنوع البيولوجي المحلي وتعزيز التنمية الريفية المستدامة.
وقررت لجنة الوقف إنشاء هذه الحمى بالشراكة مع “جمعية حماية الطبيعة” في لبنان (SPNL)، الشريكة الوطنية لمنظمة “بيردلايف إنترناشيونال” (BirdLife International)، وبلدية بتخنيه. وستوفر “جمعية حماية الطبيعة” في لبنان الخبرة التقنية والدعم الاستشاري، من خلال تقديم المساعدة في التدريب، وبناء القدرات، وتطبيق ممارسات الإدارة المستدامة.
تندرج هذه المبادرة ضمن تعهدات لبنان حماية 30 % من الأراضي بحلول عام 2030، بحسب مقررات مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي “COP15” في مونتريال في العام 2022. وبموجب الاتفاقية، توافق كل دولة مشاركة على تحقيق أكثر من 20 هدفًا بيئيًا بحلول نهاية العقد، والشرط الرئيسي هو ما يسمى بخطة 30×30 لحماية 30% على الاقل من الاراضي والمياه الداخلية والمناطق الساحلية بحلول 2030، ويشكل ذلك الأساس لاتفاقية دولية مماثلة لاتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
الإطار القانوني لحماية الحمى والمناطق الطبيعية في لبنان
ولفت البيان الى ان القانون الرقم 130 الصادر عن البرلمان اللبناني بتاريخ 30 نيسان 2019 يشكل الاساس القانوي لتعرف الحمى في لبنان. وتحدد المادة الثالثة من هذا القانون الأحكام العامة لانشاء المنطق المحمية وتصنيفها وادارتها على الشكل التالي:
1 – المحمية الطبيعية: إن الأحكام التي ترعى إنشاء وادارة المحميات الطبيعية منصوص عنها في الفصول الثاني والثالث والرابع من هذا القانون.
2 – المنتزه الطبيعي: ينشأ المنتزه الطبيعي بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناءً على اقتراح وزيري الداخلية والبلديات والبيئة المبني على طلب البلديات و/أو اتحادات البلديات المعنية. تدير المنتزه الطبيعي لجنة تتمتع بالاستقلال الاداري والمالي، وتشكل هذه اللجنة وفق أحكام المرسوم المنصوص عنه في البند ب – من الفقرة 2 من هذه المادة.
3 – الموقع أو المعلم الطبيعي: تطبق على المواقع أو المعالم الطبيعية أحكام القانون الصادر في 8 تموز 1939 (حماية المناظر والمواقع الطبيعية في لبنان)، وتُستبدل عبارتا «وزارة الاقتصاد الوطني» و«وزير الاقتصاد الوطني» أينما وردتا في القانون المذكور بعبارتي «وزارة البيئة» و«وزير البيئة».
4 – الحمى: تنشأ الحمى بقرار من المجلس البلدي أو بقرارات من المجالس البلدية التي تقع الحمى في نطاقها. أما في القرى التي لم تنشأ فيها بلديات فتحدد الحمى بقرار من القائمقام مبني على اقتراح المختار أو المخاتير. يضع المجلس البلدي أو القائمقام في حال القرى التي لم ينشأ فيها بلديات خطة لإدارة الحمى.
الربط بين الطبيعة، الثقافة، والمجتمع
بالإضافة إلى دورها البيئي، ستساهم حمى وقف بتخنيه ، بحسب البيان، في ربط التراث الطبيعي والثقافي في لبنان، حيث تقع منطقة الحمى ضمن حوض نهر بيروت وربطها بمواقع الحمى الأخرى عبر برنامج دروب الحمى. كما سيدعم هذا المشروع المزارعين المحليين من خلال برنامج مزرعة الحمى، وسيمكن الشباب الناشطين بيئيًا عبر برنامج حماة الحمى، وسيساهم في تمكين النساء وخلق فرص عمل من خلال سوق الحمى.
ضمن إطار تعزيز التعليم البيئي والتفاعل مع الطبيعة، سيتم تنفيذ برنامج SNOW- School with No Walls مدرسة بلا جدران في حمى وقف بتخنيه. يهدف هذا البرنامج إلى تعليم الأطفال والشباب مناهج بيئية مفتوحة في الهواء الطلق، مما يعزز علاقتهم بالطبيعة ويعزز لديهم حس المسؤولية البيئية.
من خلال هذا النهج الشامل، تهدف حمى وقف بتخنيه إلى أن تكون نموذجًا رائدًا في الحفاظ على البيئة، والتنمية الريفية، وصون التراث الثقافي، مما يضمن حماية التنوع البيولوجي والتقاليد المحلية للأجيال القادمة.
بتخنيه: نموذج بيئي فريد في قلب لبنان
مع هذه المبادرة الرائدة، تضع بتخنيه نموذجًا جديدًا في لبنان لحماية البيئة، تعزيز السياحة البيئية، وإحياء المجتمعات الريفية. يمثل إعلان الحمى الوقفية التزامًا قويًا تجاه حماية التنوع البيولوجي وصون التقاليد المحلية، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
تشتهر بتخنيه، الواقعة في جبال لبنان، بهندستها المعمارية ذات الطابع الإيطالي، مناظرها الطبيعية الخلابة، وغاباتها الشاسعة التي تُغطي 60% من أراضيها، وتزدهر بفضل التربة الرملية الفريدة التي تميز المنطقة. تُعتبر غابات الصنوبر في بتخنيه مصدرًا حيويًا لرزق المجتمع المحلي، كما تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع البيولوجي.
لا يُعتبر مشروع حمى أوقاف بتخنيه مجرد محمية بيئية، بل هو مشروع مجتمعي يربط بين الطبيعة والثقافة والتنمية. وتتمحور هذه المبادرة حول دعم وتمكين المجتمع المحلي من خلال برامج عدة، منها:
– برنامج مزرعة الحمى لدعم المزارعين المحليين وتعزيز الاستدامة الزراعية.
– برنامج حماة الحمى لإشراك الشباب في العمل البيئي وإعداد قادة المستقبل في مجال الحفاظ على الطبيعة.
– سوق الحمى الذي يوفر فرص عمل للنساء عبر دعم المنتجات المحلية والحرف اليدوية.
===ج.س
مصدر الخبر
للمزيد Facebook