الوكالة الوطنية للإعلام – محفوظ عن تفسير تراجع الفرنكوفونية

وطنية – قال رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في بيان: “في تفسير لتراجع الفرنكوفونية يعاكس الرؤية الفرنسية، هناك نشاط فرنسي رسمي ملحوظ في لبنان لتحريك ظاهرة الفرنكوفونية المتراجعة في ظل تفسير خاطئ لهذا التراجع تردّه مديرة المعهد الفرنسي في لبنان سابين سكيورتينو الى “التعددية اللغوية. إن إتقان لغات عدة يعد ثروة حقيقية إذ يمنح كل لسان منظوراً مختلفًا لفهم العالم والتفاعل معه. إنها نافذة على ثقافات أخرى وميزة حقيقية في سوق العمل”، معتبرا ان “تفسير أو تبرير من هذا النوع يحتاج الى نقاش فعلي. فالفرنكوفونية المتراجعة هي المؤشر على تراجع الدور الفرنسي الاقتصادي والمالي عالمياً وفي سوق العمل وعلى تبعية فرنسا للسياسات الاقتصادية والمالية الأميركية التي تريد إقصاء ما تسميه الإدارة الأميركية “أوروبا القديمة”. أي أن المطلوب أميركياً هو أن تكون واشنطن الفاعل الرئيسي دولياً في كل المجالات مع استتباع فرنسا وغيرها من الدول للضرورات الأميركية. وبهذا المعنى لا اعتراض أميركياً أن تكون اللغة الفرنسية أو غيرها في خدمة مجالات العمل الأميركي”.
اضاف: “أيضاً تراجع الفرنكوفونية في لبنان تحديدًا سببه أن “دولة لبنان الكبير” الذي ساهمت فرنسا في إنشائه وجعلت فيه اللغة الفرنسية “لغة رسمية” الى جانب العربية. “لبنان الكبير” هذا ضم شكلاً الأقضية الأربعة والتي تشكل الأطراف البعيدة التي بقيت عمليًا خارج الدولة التي انتشرت مؤسساتها الفعلية في “نظام المتصرفية السابق” وفي بيروت حيث انتشرت المدارس الفرنسية والتبشيرية الخاصة. أما الأطراف، فكان تعليم الفرنسية فيها هو فقط في المدارس الرسمية حيث يتعلم الطلاب “لغة فرنسية رديئة”. ولأن العاصمة بيروت تؤثِر التجارة فمن الطبيعي أن تتغلب اللغة الإنجليزية لاحقًا وتصبح اللغة الأساس ويتم تهميش اللغة الفرنسية في المعاملات. ولأن فرنسا لا تعير اعتباراً للأرياف اللبنانية ولا لمعتقداتها فإن “معقل اللغة الفرنسية الرديئة” يبقى هناك. وهذا ما لا تريد أن تأخذه في الاعتبار مديرة المعهد الفرنسي ولا السفارة الفرنسية كما لا تريد أن ترى أن الديغولية بسياساتها المستقلة أكسبت اللغة الفرنسية بعداً لبنانياً سياسياً لا تحظى به السياسات الفرنسية الحالية المرتبكة والباحثة عن مكان ما ثانوي في الحسابات الأميركية”.
وتابع: “أما الاستنتاج بأن “فرنسا تمتلك أكبر شبكة ثقافية في العالم” فذلك استنتاج فيه الكثير من المبالغة. فاللغة الفرنسية التي تراجعت في المجال المهني ومجالات الفن والأدب والسينما والموضة والطهو” على عكس ما تراه مديرة المعهد الفرنسي ليس مؤشراً أبداً على حسن وضع اللغة الفرنسية وتطويرها وتطويعها باستعمال كلمة “بونجورين” في لبنان كما تذهب إلى ذلك مديرة المعهد الفرنسي. لذلك المطلوب القيام بعمل جدي في زيارة الأطراف البعيدة حيث اللغة الفرنسية رديئة من جانب السفارة الفرنسية ومديرة المعهد الفرنسي ومعرفة الحاجات الفعلية لتطوير وانتشار اللغة الفرنسية هناك”.
======م.ع.ش.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook