أولى زيارات عون الخارجية… تدشين مرحلة المصالحات العربية الشاملة

وكتب اسكندر خشاشو في” النهار”: بدا من الواضح أن الزيارة السريعة حققت هدفها الأولي بكسر الجمود بين البلدين وفتح مرحلة جديدة من العلاقات المختلفة عما سبق، والاتفاق على خطوط عريضة، وبالتالي لم تشهد توقيع الاتفاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية بين الدولتين.
وتؤكد مصادر مطلعة أن هذه الزيارة لن تكون يتيمة، بل ستليها سلسلة من اللقاءات والزيارات يتمّ التحضير لها، لعلّ أبرزها ما سيجري في الأشهر المقبلة من زيارات رسمية لبنانية تشارك فيها وفود وزارية لتوقيع عدد من الاتفاقات والمعاهدات التي تمّ التطرّق إليها في زيارة عون للسعودية.
وتشير المصادر إلى أن الزيارة اتّسمت بالكثير من الإيجابيات، وقد فتحت صفحةً جديدةً من التعاون الوثيق بين السعودية ومِن خلفِها دول الخليج، ولبنان، وهذه الإيجابية ستترجم في الأشهر المقبلة عبر سلسلة قرارات قد تصدر عن القيادة السعودية، وفق ما ورد في البيان المشترك.
وفي هذا الإطار، يقول المحلل السياسي السعودي مبارك العاتي إن “هذه الزيارة هي الإطلالة الأولى للعهد اللبناني الجديد للعالم عبر البوابة الأوسع، المملكة العربية السعودية”.
ويرى أنها “تؤكد خلاص لبنان وبسط الدولة سلطتها على كامل ترابها وتفردها بالقرار السيادي، بما يؤكد أن لبنان يسير في طريق التعافي السياسي والإصلاح الاقتصادي. وتأتي الزيارة بعد التطورات التاريخية الإيجابية التي شهدها الإقليم، سواء في سوريا أو في لبنان أو التطورات غير المسبوقة في إيران والعالم”.
ويلفت إلى أن “القمة التي عقدت بين رئيس الجمهورية والأمير محمد بن سلمان لن تتجاهل 3 ملفات أساسية رئيسية، هي مسألة الدعم الذي كان قد أقر للمؤسسة العسكرية والدفاعية للبنان، وخصوصا أن عون كان في السعودية عندما قائدا للجيش والتقى وزير الدفاع السعودي، وبالأمس خلال اللقاء مع الأمير بن سلمان شدّ على يديه وكان هناك ابتسامات عريضة جدا. والملف الثاني هو عودة الاستثمارات السعودية إلى الداخل اللبناني، والثالث، وهو مهمّ جدا، هو رفع الحظر عن سفر السياح السعوديين”.
أما المشاركة في القمة العربية فهي بحسب أوساط سياسية تُعدّ الفرصة الأولى للبنان للتفاعل مع الدول العربية، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية التي تؤثر في المنطقة، وهي فرصة للتعبير عن موقف لبنان من القضايا المختلفة، وبخاصة تلك التي تتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة، وهذا ما عبّر عنه رئيس الجمهورية في كلمته التي لاقت استحساناً من جميع الحاضرين وأعطت الدولة والعهد غطاء عربيا موحداً لتنفيذ القرارات الدولية وخصوصا الـ1701 واتفاق وقف النار، وهو ما اعتُبر انتقالا من مرحلةِ الانقسامات والمواقف المتباينة إقليمياً إلى مرحلةِ المصالحة الشاملة مع الدول العربية.
وبالحديث عن اللقاء مع السوري أحمد الشرع، لم تعر الأوساط أهمية للانتقادات التي وُجّهت إلى عون، وخصوصاً أن العلاقة مع سوريا كان تحدث عنها في خطاب القسم، وهذه اللقاءات تحكمها الملفات المشتركة والمعقدة بين البلدين ولا يمكن الشروع في حلها إلا باللقاء المباشر بين السلطتين في لبنان وسوريا، مذكرة بأن الشرع هو حالياً رئيس الجمهورية السورية وليس قائد “جبهة النصرة”، وإبقاء التعامل معه على هذا الأساس يزيد المشاكل بين البلدين تعقيدا ولا يحلها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook