علي فضل الله: ليتحمل الجميع مسؤولياتهم في إنهاء الواقع المأسوي
وطنية – تساءل رئيس “لقاء الفكر العاملي” السيد علي عبد اللطيف فضل الله “عمن يتحمل المسؤولية عن الوضع المزري الذي وصل إليه اللبنانيون ويعانون منه في يومياتهم على كل مستويات معيشتهم وحياتهم؟”.
واعتبر “أن عدم وضع حد للفوضى المستشرية في البلدات والقرى والمدن، خاصة على طوابير الذل أمام محطات الوقود، يعني أن الدولة بأجهزتها كافة هي دولة فاشلة وعاجزة لأنها لم تضع حدا لهذه الفوضى التي أطلق عليها الأميركيون وصف الخلاقة لأنها تحقق لهم أهدافهم في جعل الناس تتقاتل وتتصارع في ما بينها وتتواجه بالسلاح من أجل ربطة خبز أو غالون بنزين”.
وأسف “لوصول الوضع إلى حيث أصبح هناك كانتونات داخل القرى، وباتت كل قرية تسعى لتأمين حاجاتها ولا تعترف بحاجة الإنسان إذا كان من خارجها”، سائلا “أين هي ثقافة المقاومة التي تقول إن حق الإنسان مقدس لأي جهة أو مذهب أو قرية انتمى؟ من سيضبط هذه الحالة؟ الناس تتقاتل لاعتبارات مصلحية وذاتية لأن الدولة غائبة وعاجزة، ما جعل المجتمع متسيبا ومتفلتا؟ ومن يؤيد هؤلاء المسؤولين هو ظالم مثلهم لأنهم يتفرجون على مآسي الناس وآلامهم”.
وشدد فضل الله على ضرورة “أن تكون هناك محبة وأخوة وإيثار بين الناس، لأننا بذلك قد ننجح في ضبط هذا الواقع، في ظل تقاعس الدولة، على الرغم من بعض الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية، لكن يجب على كل السلطات المحلية والمعنيين في هذا المجتمع أن يتحملوا المسؤولية، وإلا فإن هذا المشهد يثير القلق على مستقبلنا، لأننا قد نتصارع ونتواجه لأجل تلك الحاجات”.
ونبه إلى “خطورة أن لا يقيم المجتمع وزنا للاعتبارات القيمية والإنسانية”، مشددا على “أهمية أن يستنير مجتمعنا بهذا الدم الذي أريق من أجل أن تكون الأمة هي أمة تنتمي إلى الله وإلى القيم، ولا تنتمي إلى المصالح”.
وختم بالدعوة إلى “أن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته، لكي نستطيع مواجهة هذا الواقع المأساوي وإنهائه، وهذا يقتضي أن لا يبقى القضاء عاجزا، والمكون السياسي فاشلا وفاسدا، ورجال الدين ساكتين لا يتحركون ولا يمثلون الدين، فيما يترك الفقير والمستضعف يعاني وينزف”.
===========ر.إ
مصدر الخبر