أسرار مثيرة عن نصرالله.. ماذا كُشف عن خطاباته؟

نشر موقع “الخنادق” المعني بالدراسات الإستراتيجية تقريراً جديداً تحدث فيه عن سمات وأسرار تميّز بها أمين عام “حزب الله” الشهيد السيد حسن نصرالله والذي سيتم تشييع جثمانه يوم 23 شباط الجاري.
وتطرق التقرير إلى السمات الخطابية التي كان يتمتع بها نصرالله والتي ساهمت بتشكيل الوعي الجماهيري والتأثير به، مشيراً إلى أن “نصرالله نجح في بناء كاريزما فريدة جعلت من خطاباته حدثاً استثنائياً ينتظره الملايين في العالم العربي والإسلامي، بل وحتى داخل المجتمع الإسرائيلي”، وأضاف: “لقد اعتمد نصرالله على عدة عناصر أساسية في بناء هذه الكاريزما الصدق، والشفافية، والتوقيت الدقيق، واستخدام اللغة البسيطة والمؤثرة”.
وأردف: “كانت إحدى استراتيجياته الأساسية هي الصدق المطلق في نقل المعلومات، حتى لو كانت غير مواتية لحزبه أو لجمهوره. عندما استهدف الجيش الإسرائيلي مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2006، خرج نصرالله ليعترف بأن المبنى المستهدف كان يستخدم كمركز للاتصالات العسكرية. هذا الاعتراف عزز مصداقيته أمام جمهوره وأمام العالم، لأنه كان صريحاً وشفافاً في وقت كانت فيه المعلومة جزءًا من الحرب النفسية”.
وأكمل: “إضافة إلى ذلك، اعتمد السيد نصر الله على أسلوب السرد القصصي في خطاباته، حيث كان يستخدم أمثلة تاريخية أو مواقف واقعية لشرح مواقفه وتبرير استراتيجياته. هذا الأسلوب أكسبه تأثيراً عاطفياً كبيراً على جمهوره، وجعله قادراً على حشد الدعم الشعبي بشكل غير مسبوق”.
ويقول التقرير إن “نصرالله أدرك مبكراً أن الإعلام ليس مجرد أداة لنقل الأخبار، بل هو سلاح استراتيجي يمكن من خلاله إعادة تشكيل الوعي الجماهيري وبناء القوة المعنوية للمقاومة”، وأضاف: “لقد استخدم الإعلام بطريقة ذكية ومبتكرة لتحدي الهيمنة المعلوماتية الغربية والاسرائيلية، وتفكيك روايتها للصراع”.
وتابع: “أيضاً، اعتمد نصر الله على خطاب إعلامي مزدوج، خطاب تعبوي لجمهور المقاومة يهدف إلى رفع المعنويات وتعزيز الثقة بالنصر، وخطاب موجه للداخل الإسرائيلي يهدف إلى زعزعة الروح المعنوية وإثارة الشكوك حول قدرة القيادة “الإسرائيلية” على حماية شعبها”.
وأكمل: “على سبيل المثال، خلال حرب تموز 2006، اعتمد نصر الله على قناة المنار كمنبر رئيسي لبث رسائله، حيث كان يظهر بشكل دوري ليعلن عن ضربات دقيقة داخل العمق الإسرائيلي، مع تقديم دلائل بصرية تؤكد صحة كلامه. هذه الاستراتيجية لم تكن مجرد دعاية، بل كانت تهدف إلى كسر ثقة المجتمع الإسرائيلي في قيادته، وإظهار أن المقاومة تمتلك قدرة استخباراتية عالية تستطيع من خلالها الوصول إلى مراكز حساسة داخل إسرائيل”. (الخنادق)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook