استثمارات سعودية وإماراتية ضخمة في الذكاء الاصطناعي – DW – 2025/2/11

انطلقت اليوم الاثنين قمة باريس للذكاء الاصطناعي، والتي تمتد ليومين لمناقشة التطورات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها هذا المجال وكيفية تسخيرها لتحقيق الفائدة للجميع مع احتواء المخاطر العديدة التي تنطوي عليها تلك التكنولوجيا.

قمة في باريس

ويستضيف القمة كلًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ويحضرها كبار المسؤولين من 80 دولة، من ضمنهم المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

ويشارك في القمة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، بينما سيرسل الرئيس الصيني مبعوثه الخاص لحضور القمة حيث تأتي في وقت تشهد خلاله العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توترًا متزايد بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم. 

ودعت القمة المديرين التنفيذيين لكبري شركات التكنولوجيا في العالم، وفي مقدمتهم ليانغ وينفينغ، مؤسس شركة “ديب سيك Deep Seek” صاحبة روبوت الدردشة الصيني الذي يحمل نفس الأسم ويعد المنافس الأقوى لنظيره “شات جي بي تي Chat GPT”.

فبعد مرور أكثر من عامين على ظهور “شات جي بي تي Chat GPT”لأول مرة، لا يزال الذكاء الاصطناعي التوليدي يحقق تقدمًا مذهلاً بسرعة فائقة. ومن المقرر أن تناقش قمة باريس تقريرًا عن المخاطر الكبيرة المحتملة للذكاء الاصطناعي، ولكن سيوسع المنظمون النقاش ليشمل المزيد من دول العالم.

وقال ماكرون للصحفيين: “تأتي القمة في وقت يحاول فيه كثيرون وضع أنفسهم في المنافسة الدولية. الأمر يتعلق بوضع قواعد اللعبة. لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يمثل الغرب المتوحش”، بحسب صحيفة لا بروفانس.

ومع سعي فرنسا وأوروبا لمواجهة المنافسة القوية مع الولايات المتحدة والصين، أعلنت فرنسا يوم الخميس الماضي عن تحديد 35 موقعًا جاهزًا لاستقبال مراكز ستكون مسؤولة عن جمع المعلومات وتأمين قدرات حوسبة هائلة يتطلبها الذكاء الاصطناعي.

مؤتمر في الرياض

ولا يقتصر هذا الاهتمام الضخم بالذكاء الاصطناعي على قمة باريس حيث أعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية أمس الأحد، خلال مؤتمر ”ليب” الذي استضافته الرياض، عن استثمارات وشراكات تتجاوز قيمتها مبلغ 9.14 مليار دولار أمريكي.

وسيتم تخصيص نحو 9.10 مليار دولار في استثمارات نوعية بالبنية التحتية والذكاء الاصطناعي، كما سيشهد مشروع إنشاء أكبر مركز بيانات عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي توسعًا باستثمارات تصل قيمتها إلى 5.1 مليار دولار.

وستنفذ شركة غوغل استثمارات في البنية التحتية الرقمية في الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق تجمع عالمي في السعودية لتلبية الطلب الإقليمي والعالمي. وستضخ شركة “آلات” وشركة “لينوفو” ملياري دولار لبناء مركز متقدم للتصنيع والتقنية يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إضافة إلى تأسيس مقر إقليمي لشركة “لينوفو” في الرياض.

وأوضحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات السعودية، عبر منصة إكس، أن الاستثمارات والشراكات التي سيجري إطلاقها تهدف إلى “تعزيز ريادة السعودية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة والاقتصاد الرقمي عالميا”.

مجمع للإمارات في فرنسا

وشهدت باريس الأسبوع الماضي، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، توقيع اتفاق شراكة بين الدولتين في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأعلن قصر الإليزيه أن الإمارات ستبني بموجب الاتفاق مجمعا للذكاء الاصطناعي ومركز معلومات ضخم في فرنسا باستثمارات تتراوح قيمتها ما بين 30 و50 مليار يورو. ولم يُحدد حتى الآن مكان إقامة المجمع بالتحديد، علما أن صندوق “إم جي إكس” للاستثمارات الذي تدعمه الإمارات سيتولى تطويره.

وتضمنت الخطوات الإماراتية في هذا المجال إعلان شركة مايكروسوفت الأمريكية حديثًا عن إنشاء صندوق لتعزيز الذكاء الاصطناعي “المسؤول” في أبو ظبي. وأوضح العملاق الأمريكي أن شركة تطوير الذكاء الاصطناعي الإماراتية جي42 وجامعة  محمد بن زايد  للذكاء الاصطناعي ستشاركان في المشروع.

د.ب.