عيد مار مارون: الحقائق المرّة… وإمكانات النهوض؟
![](/wp-content/uploads/2025/02/عيد-مار-مارون-الحقائق-المرّة-وإمكانات-النهوض؟.jpg)
Advertisement
وكانت نداءات البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي التي حضّت النواب، وخصوصاً الكتل البرلمانية المسيحية على الذهاب إلى الاستحقاق متفقين على اسم مرشح، أو متوافقين على حضور جلسة انتخاب رئيس يختارونه من بين مرشحين عدة، تذهب سدى. المهم أن يكون في بعبدا رئيس تنتظم بوجوده هرمية الدولة من القاعدة إلى الرأس، من أجل أن يدور المحرّك هادراً، ومذكّراً بأنّ الحياة الدستورية بحلقاتها كافة يجب أن تنطلق في إعادة عملية البناء. ما كان الاستحقاق ليتأخّر لو أنّ قادة الموارنة حزموا أمرهم، وتوقفوا عن الحرب الضروس التي أصلوها عنواناً في ما بينهم، وقد تخطّت تصريحاتهم المتبادلة في أحيان كثيرة أدبيات التخاطب. وليهرب القادة الموارنة من القصور الذي رسفوا فيه، كانوا يجدون مشجباً يعلّقون عليه خلافاتهم. والحقيقة المرّة هي “أنّ دود الخل منه وفيه”، وعبثاً المكابرة وتجهيل الفاعل. أمّا اليوم وقد انتُخب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد طول مخاض، وفي مناخات دولية وإقليمية داعمة، وتشكيل حكومة جديدة تواجهها مسؤوليات كبيرة على كل المستويات. فيبقى السؤال: أين الموارنة اليوم من الواقع الجديد في لبنان على إيقاع التحوّلات التي حصلت فيه، وفي المنطقة؟
في عيد مار مارون الذي يصادف بعد شهر بالتمام على انتخاب الرئيس جوزاف عون، يواجه الموارنة تحدّيات ثلاثة:
أ – الالتزام بخط الكنيسة المارونية التي لم تتخلَّ عن رسالة الحويّك في وحدة الأرض، والتعدّدية والتنوّع، والعيش الواحد.
ب – الحفاظ على الانتشارية المارونية، بالتالي المسيحية وتعزيزها، وعلى هوية الأرض في مناطق وجودها.
ج – إعتبار الانتشار الماروني في العالم إمتداداً للحضور اللبناني في أرضه، والنظر إليهما كوجهَين لعملة واحدة يؤدّيان رسالة واحدة في خدمة لبنان والشعب الماروني، وفق استراتيجية تتجاوز كل الحسابات السياسية والحزبية.
د – العودة إلى الدولة والإنخراط فيها والتطوّع في الجيش والأجهزة الأمنية، ودخول الوظيفة العامة، كما كانت عليه الحال عشية نشوب الحرب اللبنانية في العام 1975.
إذا استطاعت الكنيسة المارونية وقوى الطائفة السياسية والحية ونخبها استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد، وتقدير خطورة ما حَلّ بها من نكسات، يمكن الحديث عن تعافٍ ماروني يُصحّح الخلل أو بعضه على الأقل، ويُقلّص دائرة الإحباط نسبياً، ويؤشر إلى جدّية التعامل مع الملفات التي يتوقف مستقبل الموارنة في لبنان على حلّها. إذا أراد الموارنة أن يظلوا ملح لبنان، عليهم مواجهة الحقائق الصعبة بشجاعة المؤمن بقضيّته وتصميمه، وعدم التمثل بالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook