كواليس لم تُكشف: لماذا رحل رونالدو عن ريال مدريد وفشل انتقاله لـ برشلونة؟
في لحظةٍ من الزمن، حيث تتشابك الحكايات الكبرى مع خيوط الذاكرة، يخرج كريستيانو رونالدو عن صمته ليكشف للعالم أسرارًا كانت مخفية وراء كواليس مشواره الأسطوري. لا مجال للزيف هنا، ولا مكان للمبالغة، فكل كلمة من “الدون” تحمل في طياتها رحلة عمر، مليئة بالعواطف والتحديات. ها هو اليوم، وفي سن الأربعين، يتألق في دوريٍ جديد، ولكن القلب لا يزال ينبض بجنون الحب لما قدمه في الملاعب الأوروبية، خاصة تلك التي شهدت ولادة أسطورته: “ريال مدريد”.
“يوفنتوس” و”النصر” السعودي، إلا أن أعمق فصول هذه الرحلة كانت في قلعة “سانتياغو برنابيو”. لم يكن الأمر مجرّد مسيرة في أحد أكبر الأندية في العالم، بل كان ارتباطًا عاطفيًا لا يوصف.
تحت أضواء “البيرنابيو”، حيث ترك رونالدو بصمته كأعظم هدّاف في تاريخ النادي، كانت هناك لحظات من الفخر والفرح، ولكن أيضًا لحظات من الصراع الداخلي، لحظات تجرّع فيها المرارة إثر فراقه عن النادي الذي احتضنه طوال تسع سنوات. “لا يمكنني نسيان ريال مدريد، هو منزلي”، هكذا تحدّث رونالدو عن النادي الذي منح له الكثير، ولكنه رحل عنه في 2018، ليذهب إلى “يوفنتوس” بعد خلافات مع رئيس النادي فلورنتينو بيريز. وعلى الرغم من أن الأخير حاول إقناعه بالبقاء، إلا أن رونالدو كان قد قطع وعدًا لـ “اليوفي”، وأصرّ على الوفاء به.
“لم يتصرّف فلورنتينو معي بشكلٍ جيّد في أثناء مرحلة المفاوضات، وهذا هو أسلوبه دائمًا”. ورغم ذلك، يعترف كريستيانو بأن بيريز كان دائمًا شخصًا جادًا، وأنه حقق معه العديد من الألقاب، وما زال يتبادل معه الرسائل بين الحين والآخر.
وفي ثنايا حديثه العميق، لا يفوّت رونالدو فرصة للحديث عن بعض أسرار مسيرته التي لطالما كانت محطّ تكهّنات وتساؤلات. أحد تلك الأسرار التي لم تُكشف إلا بعد سنوات، كان فشل انتقاله إلى “برشلونة”، تلك اللحظة التي كانت قريبة، ولكنه لم يُقدّر لها أن تكون. حين كان الشاب البرتغالي لا يزال في بداية مشواره مع “سبورتينغ لشبونة”، حيث ظهرت الفرصة لينضم إلى النادي الكتالوني في خطوةٍ كان من الممكن أن تُغيّر مسار تاريخ كرة القدم، لكن شيئًا ما حال دون ذلك.
يُشير رونالدو إلى أنه التقى بالفعل بأحد ممثلي “برشلونة”، الذين أبدوا رغبتهم في التوقيع معه، لكن الأمور لم تسرِ كما كان متوقعًا. تذكّر النجم البرتغالي قائلاً: “كانوا يرغبون في ضمّي، ولكن العملية كانت موجّهة للموسم التالي، ثم جاء نادٍ آخر وقام بالتوقيع معي مباشرة”. كان ذلك بمثابة لحظة فاصلة في مسيرته، فالمصير دفعه في النهاية إلى “اليونايتد”، لكن، كما يقول: “لم يكن برشلونة ليُغيّر الكثير من مستقبلي كلاعب”.
لكن السؤال الأعمق يبقى حول كأس العالم 2030، التي ستجمع البرتغال مع إسبانيا والمغرب في تنظيم مشترك: “إذا كان هناك مكان لي في تلك البطولة، فسيكون شرفًا لي، ولكنني لست مهووسًا بالأمر”. فكما يبدو لا يسعى رونالدو إلى المجد من خلال مشاركته في المونديال المقبل، لكنه يظل متطلعًا، بعيون تملؤها الطموحات.
في النهاية، تظلّ رحلة رونالدو شاهداً على الإرادة التي لا تلين، والعزيمة التي لا تعرف حدوداً. كانت كل محطة من محطاته الكروية مليئةُ بالتحديات واللحظات الحاسمة التي شكلت ملامح أسطورته. وبينما يواصل تألقه في سن الأربعين، يُثبت رونالدو للعالم أن العظمة لا تأتي إلا من الإرادة الصلبة، ومن القدرة على التكيّف والتطوّر مع مرور الزمن. ورغم كل القرارات الجريئة التي اتخذها، يظلّ قلبه ينبض بعشقٍ لا ينضب للأبيض الملكي “ريال مدريد”، النادي الذي كان وما زال جزءًا من هويته. ولكن كما يقول: “الرحلة مستمرّة”، وبالتأكيد فإنّ المستقبل أمامه يحمل المزيد من المفاجآت التي ستظل تضيف إلى أسطورته الرياضية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook