توزير القوى المسيحية.. مؤشر على الازمة خلال العهد
لكن بالنظر الى الحصة المسيحية يبدو ان ازمة تلوح في الافق او هكذا هي المؤشرات، فقبل الخوض في مطالب القوى السياسي المسيحية، يبدو ان رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون يريد ابداء رأيه الحاسم في وزراء الحقائب الامنية، اي الداخلية والدفاع وهذا يقضم من حصة المسيحيين وزارتين اولاً وحقيبتين سياديتين ثانياً وهذه هي كامل الحصة المسيحية في الحقائب السيادية.
اذا، ووفق الحسابات الطائفية في حكومة الـ ٢٤ وزيرا بقي للمسيحيين ١٠ وزراء فقط يجب ان يقسموا على كل من “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب اللبنانية” وتيار “المردة” والطاشناق والتغييريين اضافة الى النواب المستقلين، وهذا امر شبه مستحيل على اعتبار ان تمثيل “المردة” محسوم بوزير واحد وكذلك تمثيل “الكتائب” في حين ان التغييريين يريدون وزيرين احدهما مسيحي على الاقل، لذلك سيكون الكباش كبيراً بين “القوات والتيار”.
تريد “القوات” اربع حقائب و”التيار” مع الطاشناق ٣ وزراء، لكن الاهم هو السعي للحصول على حقائب معينة ومنها سيادية، فكيف ستقبل الاحزاب المسيحية ان تكون الحصة المسيحية الكاملة من الحقائب السيادية بيد رئيس الجمهورية، وهو الرئيس الذي لديه قابلية كبيرة داخل الشارع المسيحي ودخل في منافسة، شاء او ابى، مع الاحزاب على استقطاب الرأي العام المسيحي.
حتى وزارة الطاقة ستكون موضع خلاف، في ظل سعي “القوات” للحصول عليها، على اعتبار ان تحقيق انجاز في ملف الكهرباء سيكون ممرا واسعا للفوز في الانتخابات النيابية المقبلة، لكن تنازل “التيار”عن هذه الحقيبة في هذه اللحظة الدولية المنفتحة على لبنان سيعني انه يوافق طوعاً على تلقيه ضربة قاضية شعبياً.
كل هذا المسار المرتبط بعملية تشكيل الحكومة قد يكون دليلا واضحا على كيفية سير الامور في عهد الرئيس جوزيف عون الذي سيدخل كمنافس فعلي في الساحة المسيحية ولن تكون عندها الاطراف التقليدية في هذه الساحة مرتاحة، خصوصا اذا نجح العهد في الامور التي فشلت فيها هي، وعليه سيصبح التنافس المسيحي- المسيحي سمة المرحلة المقبلة مهما تطورت الامور.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook