تكنولوجيا

علماء يعثرون على حفرية لمخ كامل لسلطعون عمرها 310 مليون سنة | علوم وتكنولوجيا | آخر الاكتشافات والدراسات من DW عربية | DW

عثر راسل بيكنيل عالم الحفريات اللافقارية في جامعة نيو إنغلاند في أستراليا على أول حفرية توضح تفاصيل ما كان في السابق مخاً كاملاً لسلطعون حدوة حصان، وهو أحد أنواع الكائنات مفصلية الأرجل التي لاتزال على قيد الحياة حتى اليوم.

الاكتشاف يعد الأول من نوعه ويعتبر غريباً إلى حد ما، ذلك أن أنسجة المخ بطبيعتها إسفنجية على عكس العظام أو الأصداف أو الأسنان، فالمخ غنّي بالدهون ويتعفن بسرعة. لهذا السبب نادراً ما يحتفظ له في السجل الأحفوري بتفاصيل في الحفريات.

ولاحظ عالم الحفريات وجود كتلة بيضاء اللون في مقدمة الحفرية، ماجعله يشك في أن ما عثر عليه هو مخّ متحجر، إلا أن الفحص كشف عن المزيد من المفاجآت.

تم اكتشاف الحفرية في شمال شرق ولاية إلينوي الأمريكية، وبيّنت الدراسات أن عمرها يرجع إلى 310 ملايين سنة، وهي أول حفرية يعثر عليها لدماغ متحجّر لهذا النوع من الكائنات على الإطلاق. ونشرت نتائج الدراسة الشهر الماضي في مجلة الجيولوجيا.

وقال راسل بيكنيل في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز إن “هذه الأنواع من الحفريات نادرة جدًا لدرجة أنك إذا صادفت أحدها، فستصاب بالصدمة … نحن نتحدث عن مستوى البحث عن إبرة في كومة قش .. هذا نجاح باهر”.

اقرأ أيضاًاكتشاف 160 بيضة متحجرة بالأرجنتين لطيور من حقبة ما قبل التاريخ

ويساعد الاكتشاف في سد فجوة في تطور أدمغة مفصليات الأرجل كما يوضح أيضاً مدى ضآلة حدوث أي تغيرات في شكلها وتركيبة جسدها على مدى مئات الملايين من السنين.

الجدير بالذكر أن الحفاظ على الأنسجة الرخوة محفوظة في حفريات يتطلب شروطًا خاصة للغاية. في السابق عثر العلماء على أدمغة كاملة مغلفة براتنغ (صمغ) للأشجار المتحجر، المعروف باسم الكهرمان، لكن حفريات من هذا النوع كان عمرها أقل من 66 مليون سنة، كما وجدوا أيضاً أدمغة محفوظة على صورة أفلام كربونية مسطحة، وجدت في رواسب الصخر الزيتي الذي يزيد عمره عن 500 مليون سنة، وتشمل هذه الرواسب بقايا أجسام مفصليات الأرجل التي تعيش في المحيط والتي غرقت في قاع البحر ودُفنت بسرعة في الوحل وظلت محمية من التحلل الفوري في بيئة منخفضة الأكسجين، لكن لم يتم أبداً العثور على حفرية من هذا النوع.

حفرية الدماغ المتحجر التي عثر عليها وتم الاحتفاظ بها في مجموعة في متحف “يال للتاريخ الطبيعي Yale Peabody “، تحتاج إلى مجموعة مختلفة من الشروط للحفاظ عليها بصورة جيدة نظراً لعمرها.

كيف تكونت الحفرية النادرة؟

دفن “سلطعون حدوة الحصان” المنقرض منذ أكثر من ثلاثة ملايين سنة في مكان كان في السابق حوضاً بحرياً ضحلًا. تراكم معدن كربونات الحديد بسرعة حول جسم المخلوق الميت الذي بدأ في التعفن، ومع مرور الوقت، بدأ تحلل الأنسجة الرخوة ، لكن معدن طيني أبيض اللون يسمى الكاولين kaolinite (وهو أحد المعادن الطينية

سلطعون حدوة حصان

أبيض اللون ذو درجة انصهار عالية وشديد المقاومة للحرارة)، بدأ يملاُ الفراغات في جسد الحيوان النافق، وشيئاً فشيئأ بدأ يملأ الفراغات في المخ الناتجة عن تحلل الأنسجة، وهو ما ساعد على الاحتفاظ بشكل مخّ السلطعون بكافة التفاصيل وبصورة فريدة ونادرة لم يسبق لها مثيل.

وقال نيكولاس ستراوسفيلد، عالم تشريح الأعصاب بجامعة أريزونا، والذي كان من بين أول من اكتشفوا حفرية لدماغ أحد أنواع مفصليات الأرجل في عام 2012 إن “هذا الاكتشاف ذو وضع مختلف تماماً .. لأول مرة ترى كافة تفاصيل الدماغ محفوظة بهذا الشكل .. إنه أمر رائع”.

ما أثار دهشة العلماء هو أن هذه الحفرية التي احتفظت بكافة تفاصيل “سرطان حدوة الحصان” تكاد لا تختلف أبداً عن الأنواع التي تعيش حالياً على طول ساحل المحيط الأطلسي، رغم مرور أكثر من 300 مليون سنة، ما يعني أن هذا النوع من الكائنات ربما لم يمر أبدأ بمراحل التطور المعتادة التي مرت بها أغلب الكائنات.

ومع الاكتشاف المثير لهذا الدماغ القديم المحفوظ جيدًا، يأمل الباحثون في العثور على المزيد من الأمثلة في الحفريات الأخرى في رواسب مازون كريك. يقول خافيير أورتيغا هيرنانديز، عالم الحفريات اللافقارية في متحف علم الحيوان المقارن بجامعة هارفارد والمؤلف المشارك للدراسة: “إذا كان هناك حفرية قد عثرنا عليها، ، فلا بد أن يكون هناك المزيد منها”.

عماد حسن




مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى