انسحاب أمريكا من منظمة الصحة العالمية سيكون “كارثة” – DW – 2025/1/17
Table of Contents
ما يجب معرفته:
- من المتوقع أن تنسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية فور تولي دونالد ترامب الرئاسة في 20 يناير/ كانون الثاني.
- الولايات المتحدة هي أكبر ممول للمنظمة من خلال التبرعات الطوعية لبرامج محددة.
- واجهت طريقة تمويل المنظمة انتقادات لكونها تعتمد بشكل كبير على التبرعات المشروطة.
من المتوقع أن يعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في اليوم الأول من رئاسته. ويُحذر الخبراء من أن هذه الخطوة قد تلحق ضررا بالولايات المتحدة وبالمنظمة على حد سواء.
وكان ترامب قد حاول في يوليو/ تموز 2020، في نهاية ولايته الأولى، الانسحاب من منظمة الصحة العالمية. لكن تنفيذ هذا القرار تعثر بسبب قانون قديم من الكونغرس يلزم الرئيس بتقديم إشعار قبل عام ودفع المستحقات المالية.
وتمكن جو بايدن من إلغاء قرار ترامب بعد انتخابه في 2020. أما هذه المرة، فمن المرجح أن يواجه ترامب عقبات أقل، حيث يمكنه في أول يوم له في منصبه تقديم إشعار بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية ، على أن يبدأ التنفيذ في يناير/ كانون الثاني 2026.
الولايات المتحدة هي أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية
إن انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيكون له تأثير كبير على ميزانية المنظمة وقدرتها على تنسيق السياسات والبرامج الصحية عالميًا. فهي إحدى أكبر المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتضم 196 دولة. تسهم الدول في تمويل المنظمة من خلال “الاشتراكات المقررة، التي تُحدد بناءً على الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان، ضمن دورة تمويل مدتها عامان.
وفي هذا السياق، تمثل الولايات المتحدة أكبر المساهمين في ميزانية المنظمة ، حيث تؤمن حوالي ربع إجمالي التمويل، متفوقة بذلك على الصين واليابان وألمانيا. إضافة إلى ذلك، يمكن للدول تقديم تبرعات طوعية، وهو ما تقوم به الولايات المتحدة. ففي الدورة الحالية، تبرعت الولايات المتحدة بما يقارب مليار دولار لدعم ميزانية المنظمة.
حوالي نصف تمويل منظمة الصحة العالمية يأتي من المنظمات غير الحكومية. على سبيل المثال، تبرعت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بمئات الملايين من الدولارات، مما جعلها ثاني أكبر مساهم في تمويل المنظمة بعد الولايات المتحدة .
وعلى الرغم من ذلك، تشكل المساهمات الموجهة من المانحين أو “المحددة” – حيث يقرر المانح كيفية ومكان استخدام الأموال – أكثر من 70 بالمئة من إجمالي ميزانية المنظمة. ووفقًا لجيان لوكا بورسي، المحامي السابق لمنظمة الصحة العالمية والمتخصص في قانون الصحة العالمية، فإن هذا الوضع يشكل تحديًا كبيرًا في طريقة عمل المنظمة. وقال بورسي لـ DW: “المانحون يفرضون العديد من القيود، مما يجعل المنظمة تعتمد بشكل كبير على تمويلهم”. وأضاف أن “الولايات المتحدة تحقق الكثير من الفوائد مقابل مبلغ قليل نسبيًا”.
بالإضافة إلى ذلك، أشار بورسي إلى أن الولايات المتحدة تولي اهتمامًا خاصًا بعدد من القضايا، مثل الطوارئ الصحية والأوبئة والأمراض المعدية، بالإضافة إلى الحصول على بيانات دقيقة حول ما يحدث في الدول، بغض النظر عن الذي يتولى الرئاسة.
وفي حال فقدت منظمة الصحة العالمية أكبر ممول لها، قد تجد نفسها أمام خيارات محدودة لتعويض هذا النقص. فإما أن تطلب من الدول الأعضاء الأخرى زيادة تمويلها، أو سيتعين عليها تقليص ميزانيتها التشغيلية.
انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيضر بها أيضا
بدأت العلاقة بين منظمة الصحة العالمية ودونالد ترامب تزداد سوءًا في عام 2020، عندما اتهم المنظمة بأنها تتبع الصين في تعاملها مع فيروس كورونا. يقول لورانس جوستين، أستاذ قانون الصحة العالمية: إن ترامب استمر في مهاجمة الصين واتهم منظمة الصحة العالمية بأنها تعمل لصالح الصين. وأوضح جوستين أن انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة سيضر بنفوذها في قضايا الصحة العالمية وسيؤثر سلبًا على الأمن القومي الأمريكي . كما سيتيح ذلك لروسيا والصين ودول أخرى زيادة تأثيرها في هذا المجال.
الانسحاب من منظمة الصحة العالمية سيزيد من خطر تفشي الأمراض
الانسحاب من منظمة الصحة العالمية سيؤثر سلبًا على الصحة العالمية ويعرض الولايات المتحدة لمخاطر أكبر في مواجهة تفشي الأمراض.
وفي هذا السياق، يقول جوستين: “الولايات المتحدة قادرة على تحقيق الكثير بمفردها، لكن منع الأمراض الجديدة من عبور حدودها ليس من الأمور التي يمكنها القيام به لوحدها”. وأشار إلى التهديدات المرتبطة بإنفلونزا الطيور H5N1 في الولايات المتحدة، مؤكدًا أنه “إذا انسحبت الولايات المتحدة، فلن يكون لدينا الوصول إلى المعلومات العلمية اللازمة لمكافحة الأمراض التي تنتشر عالميًا”.
ويضيف جوستين ” منظمة الصحة العالمية تراقب جميع سلالات الإنفلونزا حول العالم، بالتعاون الوثيق مع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض. هذه البيانات تستخدم في تطوير اللقاحات والعلاجات. دون هذه الشراكة، سنكون في وضع يصعب فيه اتخاذ الإجراءات المناسبة”
أعدته للعربية ندي عبد الفتاح
مصدر الخبر
للمزيد Facebook