مسار التسوية مستمر.. الحكومة واعادة الاعمار
في الايام الماضية وصلت رسائل ايجابية وضمانات ديبلوماسية تؤكد ان اسرائيل ستقوم بالانسحاب من جنوب لبنان بشكل كامل بنهاية الايام الـ 60 وهذا ما سيستكمل بتسمية رئيس حكومة وتشكيل حكومة العهد الاولى ضمن توازنات جديدة اتفق على خطوطها العريضة في الايام والاسابيع القليلة الماضية، اذ لن يكون للشغب السياسي اي مكان في المرحلة المقبلة، بل ان الواقعية ستحكم العمل العام.
يشبه مصدر مطلع المرحلة الحالية بمرحلة ما بعد اتفاق الطائف، اذ ان التسوية الحالية كاملة الاوصاف، ولن يكون طموح بعض القوى السياسية بتحقيق انتصار سياسي شامل ممكنا، خصوصا ان حسابات الدول الاقليمية في لبنان تتعدى الساحة اللبنانية، اذ ان الغاية من التسوية فيه لا ترتبط حصرا بالتفاصيل اللبنانية بل تتعداها الى الساحة السورية مثلا والعلاقات الخليجية التركية وغيرها من الامور، لذلك فإن ما حصل على هامش الانتخابات الرئاسية من اتفاقات سيظهر تباعا.
حتى اللحظة يظهر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وحده غير راض عن الصفقة وغير مقتنع بمستوى الانتصار السياسي الذي حققه في الداخل اللبناني، يعمل الرجل كأنه لا يدرك حجم التوازنات السياسية والطائفية في لبنان، حتى ان بعض الدول الاقليمية تستغرب الطروح والسقف الذي يصل اليه رئيس حزب “القوات اللبنانية” وهذا ما يؤدي حتى اللحظة الى ان تضع دول مؤثرة ثقلها في الاستحقاقات منعاً لذهاب الامور الى اشتباك سياسي داخلي، او الى خسارة غير محسوبة للمعارضة بسبب طموح البعض.
الاكيد ان وصول الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض سينعكس ايجابا على المنطقة، ومن الواضح انه يريد حتى انتهاء حرب غزة قبل استلام ولايته، وهذا ما سينطبق على حضوره في سوريا وعلى العلاقة مع ايران التي ستستفيد حتما من حكم الاصلاحيين فيها للذهاب نحو تسوية مع الولايات المتحدة الاميركية بدل الصدام، وعليه يأتي الاستقرار في لبنان ضمن هذا المسار الاقليمي وما يزيد من ثقل هذا الامر لبنانياً رغبة الخليج بالعودة الكاملة والتفاهم مع خصوم الماضي قبل الحلفاء.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook