عون رئيساً قبل الجلسة.. قطبة مخفية وأصوات الثنائي في الصندوقة
وتستعد غالبية الكتل النيابية للاقتراع في الجلسة الرسمية المخصصة لانتخاب الرئيس للمرشح المحلي والعربي والدولي العماد جوزاف عون قائد الجيش ، على قاعدة ما كتب قد كتب.
وأفادت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أنه مع إعلان العدد الأكبر من الكتل النيابية دعمها لقائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية ارتسم القسم الأساسي من مشهدية هذا الإستحقاق، في حين أن قرار الثنائي الشيعي من شأنه أن يكمل الصورة حول السيناريو المتصل بجلسة الإنتخاب اليوم، لافتة إلى أن الساعات المقبلة تعد أطول ساعات لجهة احتساب الأصوات الـ٨٦ التي يتم فيها تفادي كأس الطعن.
وأشارت هذه المصادر إلى أن هناك اختبارا للنواب حول مصير الجلسة ، وهناك سؤال يتردد هل أن قائد الجيش امام قاب قوسين أو أدنى من انتخابه ام أن هناك رغبة مبيتة في عدم وصوله إلى الرئاسة وأوضحت أن اختيار المعارضة الواحد أحال القرار للثنائي الشيعي.
ودعت إلى انتظار اللحظات الفاصلة عن الإنتخاب وما قد يحصل خلالها من تعويل على الاتصالات، وتبقى النتيجة واحدة : الجلسة مستمرة.
وحسب استبيان رقمي فإن المرشح عون سينال 75 نائباً، في حين ان الجبهة المعارضة لانتخابه، سترسو على 53 صوتاً، موزعون كما يلي: 15 نائباً لكتلة التنمية والتحرير و15 نائباً لكتلة الوفاء للمقاومة و13 نائباً للتيار الوطني الحر و10 نواب من المستقلين.
في حين ان الكتل التي ستصب لصالح العماد عون فهي: القوات اللبنانية 19 صوتاً، اللقاء الديمقراطي 8 و4 نواب لحزب الكتائب، ويتوزع الباقون على كتل الاعتدال وتجدد والتغييريين والمستقلين.
وكتبت” نداء الوطن”: بعد تسعة عشر شهراً على آخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، في الرابع عشر من حزيران 2023، تنعقد جلسة جديدة قد لا تكون الأخيرة، لانتخاب الرئيس، بعد الأرنب الجديد الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري في ما يتعلَّق بتعليق الجلسة.
جلسة 14 حزيران 2023، نال فيها العماد جوزيف عون صوتاً واحداً، ولم يُلغِه رئيس مجلس النواب.
هكذا، من صوتٍ واحد في حزيران 2023، إلى عدد الأصوات التي سينالها اليوم، في التاسع من كانون الثاني 2025. وبناءً على الأصوات المطلوبة، يصبح العماد عون “فخامة الرئيس جوزيف عون”. ورغم التفاؤل الذي ساد طوال نهار أمس مع توالي تأييد الكتل له، بدد هذا التفاؤل غموض مواقف “الثنائي الشيعي” والتيار الوطني مع حلول المساء، وعدنا إلى دوامة التفاسير الدستورية. في كل حال لا يزال الزخم قوياً لنتيجة مرضية اليوم إلا إذا أخرج الرئيس بري ما تبقى لديه من أرانب في كميه.
تطورت الأمور بسرعةٍ مذهلة أمس مع عودة الموفد السعودي إلى لبنان الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان إلى بيروت، وكان واضحاً أن المملكة التي سمَّت العماد عون لن تتراجع، وما على الرافضين والمعترضين، سوى مراجعة حساباتهم.
وأمس تدحرجت المواقف بشكلٍ متسارع:
الاجتماع الأبرز كان في معراب التي بدا دورها محورياً، وضمَّ إلى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والنواب أشرف ريفي وميشال معوض ووضاح الصادق وميشال الدويهي ومارك ضو وأديب عبد المسيح ونديم الجميل وسليم الصايغ والياس حنكش وستريدا جعجع وغسان حاصباني وجورج عقيص، وفؤاد مخزومي الذي تلا بيان المجتمعين الذين قرروا دعم انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
سبق الاجتماع لقاء بين العماد عون والقوات، طُرِحَت فيه الملفات الوطنية على بساط البحث، ما طمأن القوات إلى المسار الذي سينتهجه عون في حال وصل إلى سدة الرئاسة.
ومن التطورات، رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، وتم التداول خلاله بتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وقد أثنى الوزير المصري على الجهود التي يبذلها الرئيس بري لتحقيق التوافق بين القوى اللبنانية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
في الموازاة، كتلة التنمية والتحرير، بعد اجتماعها برئاسة الرئيس نبيه بري، أعلن باسمها النائب الدكتور أيوب حميد “نحن مع التوافق ولن يكون هناك موقف بالمطلق، وستكون هناك دورات متتالية في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي،لكل أمر مقتضاه وأكدنا ضرورة التوافق، وموقفنا موحد مع حزب الله”.
النائب عن “حزب الله” حسن فضل الله رد على ما ينشر منسوباً إلى مصادر الثنائي، فأعلن أن “موقفنا نعلنه غداً (اليوم) في صندوق الانتخاب، وكل ما يُنشر من معلومات قبل الاقتراع لا نتبناه وسنصوّت وفق ما ينسجم وقناعتنا الوطنية”.
وبينما كان سبق للرئيس بري أن أعلن انه سيبقي على الجلسات مفتوحة ولن يعلقها إلا لصلاة الجمعة وقداس الأحد، فجَّر ليلاً قنبلةً ربما من شأنها إعادة خلط الأوراق، فتحدثت معلومات عن أنه قد يعلق الجلسة بعد الدورة الأولى لعدة أيام للوصول إلى التوافق.
كتلة اللقاء الديمقراطي اجتمعت بحضور وليد جنبلاط وجدّدت موقفها الثابت بتأكيد انتخاب العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية.
مرشح ثنائي “أمل – حزب الله”، رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، أعلن انسحابه من السباق الانتخابي، فقال في بيان عبر مكتبه الإعلامي: “أمّا وقد توفّرت ظروف انتخاب رئيس للجمهورية يوم غد (اليوم)، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوماً هو العائق أمام عملية الانتخاب. إنني، وانسجاماً مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتّع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى.
الوزير السابق المحامي زيـاد بـارود أعلن عزوفه عن الترشح، وهنا طُرِح سؤال: ماذا عن النواب الذين كانوا أعلنوا أنهم سيعطون أصواتهم للوزير بارود، إلى أين ستذهب هذه الأصوات بعد عزوفه عن الترشح؟
وكانت لافتة مقدمة أخبار الـ OTV الناطقة باسم التيار الوطني الحر، والتي جاء في مطلعها “غداً، إذا لم يحصل ما ليس في الحِسبان، سينتهي الفراغ، وسيُنتخب قائد الجيش رئيساً للجمهورية”.
لكن في المقابل، مستشار رئيس التيار الوطني الحر أنطوان قسطنطين كشف أن نواب التكتل سيمارسون واجباتهم وحقهم بالاقتراع السري غداً، وتابع: “نرفض الفراغ ويجب ممارسة الحق الدستوري ونتعاطى مع أيّ أمر واقع بحسب تطور الأمور والاعتراض حق مشروع”.
إذاً، جلسة اليوم معلَّقٌ مصيرها على ما كان نقل عن مصادر الرئيس بري، فهل تخرج رئاسة الجمهورية الثالثة من عنق الزجاجة؟ أم تحتاج إلى جلسات لاحقة؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook