ترشيح جعجع يصبح جدّيًا في هذه الحالة
Advertisement
فإذا كان الدكتور جعجع جدّيًا في مسألة ترشّحه بعد أن يصدر عن الاتصالات الجارية على قدم وساق بين “معراب” و”ميرنا الشالوحي” موقف واضح وصريح بالنسبة إلى هذا الترشح على غرار ما حصل قبل ثمانية أعوام من الآن حين كانت “القوات اللبنانية” الداعمة الرئيسية لترشيح العماد ميشال عون للرئاسة، فإن الشأن الرئاسي سيأخذ منحىً مغايرًا عمّا كانت عليه صورة الترشيحات والتكهنات. ولكن هذا الأمر لن يُطرح بالضرورة في الجلسة الثالثة عشرة، لأن تظهير صورة التحالفات من فوق الطاولة تتطلب المزيد من إنضاج الظروف الملائمة لهذا الترشيح غير العادي.
فهذا الترشيح من شأنه أن يعيد خلط أوراق التحالفات القائمة على المبادئ والثوابت، التي يمكن أن تطبع المرحلة الآتية. هذا ما يعتقده كثيرون من المراقبين من الداخل ومن الخارج. ولكن هذا الترشيح لن يكون نهائيًا قبل التأكد مما يُخطّط للبنان، وإن كان الاعتقاد السائد أن الملف اللبناني ليس من الأولويات في “اجندات” الخارج” إلاّ بمقدار ما يمكن أن تكون عليه الوضعية اللبنانية الناتجة عمّا يدور في الجنوب من تطورات غير بعيدة عمّا يجري في سوريا من أحداث متسارعة.
ويرى هؤلاء المراقبون أن طرح مسألة ترشيح جعجع قد تأخذ أبعادًا غير مألوفة في الحياة السياسية اللبنانية بعد جلسة الخميس، والتي يُرجّح ألا تكون حاسمة. ويربط هؤلاء هذه المعادلة الجديدة بما ستكون عليه الأمور الدولية والإقليمية والمحلية بعد تسّلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في العشرين من الجاري.
ومن المرجّح أن تحمل الساعات القليلة التي تسبق جلسة الخميس الكثير من المفاجآت والكثير من المواقف، والتي كان أولها تصريح وفيق صفا. ومن شأن هذه المواقف أن تفرز الخيوط البيض عن الخيوط السود، وإن كان الأمر بطبيعته اللبنانية لا يحتاج إلى الكثير من الجهد لمعرفة مسبقة عمّا ستكون عليه الاصطفافات، التي ستنتج عن تبني مجموعة من قوى “المعارضة” الترشيح العلني للدكتور جعجع، وإمّا عدول “معراب” عن هذه الفكرة لأسباب موضعية قد يكون لها علاقة بمدى نجاحها في ظل الانقسام العمودي والأفقي في البلاد.
وعليه، فإن اتصالات الساعات القليلة المتبقية قبل ساعة الحسم ستكون مفصلية في ضوء ما يمكن أن تتمخض عنه لقاءات كل من الموفد السعودي والموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وإن كان مجيء الأخير لهدف آخر غير الاستحقاق الرئاسي، مع التنويه بأن ما يجري في الجنوب من تطورات على خلفية الخرق المستمر من قِبل جيش العدو لاتفاق وقف النار له تأثير، ولو غير مباشر، على مجريات الجلسة الرئاسية، باعتبار أن الوضع الشاذ في جنوب الليطاني سيكون من بين أهم التحديات، التي سيواجهها الرئيس العتيد مع حكومة العهد الأولى.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook